الرئيسية / الأخبار / فلسطين
شجرة البلوط العملاقة ومقام علي الدجني في بديا شاهدان على عراقة البلدة
تاريخ النشر: الأثنين 04/12/2017 21:54
شجرة البلوط العملاقة  ومقام علي الدجني في بديا شاهدان على عراقة البلدة
شجرة البلوط العملاقة ومقام علي الدجني في بديا شاهدان على عراقة البلدة

نابلس/ من عطاء جلاد
تتوسط قرية بديا شجرة عملاقة الحجم، معمرة، دائمة الخضرة، أوراقها كثيفة، ولها ساق واحدة، وكلما ارتفعت عن الأرض أصبحت كثيرة التفرع.
وهي تملك قدرة عجيبة على تجديد نفسها بنفسها دون أن يزرعها زارع أو يتعهدها مزارع.
تزيد عمر شجرة البلوط في قرية بديا عن 300 عام، ويقدر ارتفاعها 9 أمتار، وعرضها حوالي 10 أمتار.
ومن المفاجئ لشجرة البلوط هذه أن تكبر بهذا الحجم على أراضي فلسطين، لكن يعتبره أهالي القرية بأنه عمّر بهذا الحجم بموجب بركات الشيخ حمدان، الذي يعد أول من دُفن تحت هذه الشجرة، لذا فهي شجرة مقدسة عندهم. وكانت الشجرة أضخم مما هي عليه الآن، ولكن صغر حجمها لأنه في عام 2005م تم ضربها بسبب البرق مما أدى إلى حرق نصف الشجرة.
ويقول الباحث في التاريخ الشفوي لقرية بديا، إسماعيل طه، أنه في نهاية الحرب العالمية الأولى عام 1918م، دخل الإنجليز من منطقة سيناء لفلسطين، احتلوها وسقطت القدس عام 1916م، وحينما تأخرت بديا ومنطقة نابلس وجبال نابلس في السقوط حتى عام 1918م، لجأت المدفعية العثمانية إلى شجرة البلوط وذلك لكبر حجمها، فاختبأت فيها، وأخذت تشن ضرباتها على المدفعية الانجليزية التي كانت في منطقة "عابود-رام الله"إلى أن اكتشف الجيش الانجليزي المخبأ، وتم ضرب المدفعية العثمانية من خلال الطيران، بالتالي فإن المنطقة تحوي شهداء الجيش العثماني الذين سقطوا في الحرب العالمية الأولى عام 1918م.
ويضيف إسماعيل طه، أن أهالي القرية ما زالوا يتذكرون هذه الأحداث والمدفعية والجيش الذين تواجدوا في هذه المنطقة، وكيف صمدوا صمود الأبطال. وأما الناس فنسبوا ذلك إلى وجود الولي "الشيخ حمدان" ولأن المدفعية كانت مختبئة عند هذه الشجرة، فقد كانت هذه من بركات الشيخ حمدان.


لذلك تم تسمية المكان التي تقام عليه هذه الشجرة بمقام الشيخ حمدان.
في هذا المقام توجد طقوس وعادات كان منبعها من المذهب الصوفي أو التدين الصوفي الذي كان طابع الدولة العثمانية، بقيت حتى عام 1940م وبعدها اختفت هذه العادات والتقاليد، وقد كان يطلق عليها مسمى طقوس أنثوية، فكانت حكراً على المرأة، لأنها كانت تذهب وتنذر في هذا المكان في حال مثلاً عدم نزول المطر، أو تأخر الحمل، أو لحاجة بأن تتزوج من إنسان ما، فتربط شريطا من القماش على الشجرة، لذلك كانت الشجرة قبل 50 عام مملوءة بالأشرطة الملونة.
ويشير إسماعيل إلى أهمية خشب البلوط، الذي يعد المادة الأساسية للوقود، حيث كان يستخدم خشب البلوط كحطب للمواقد والأفران، لأنه سريع الاشتعال، قليل الدخان عند الاحتراق.
لكن من الأفكار الأسطورية وغير الحقيقية التي تداخلت في عقول أهالي القرية عن هذا المكان، بأنه محظور على الناس المساس بالشجرة وتغيير معالمها، لأنه يعتبر من المحرمات.
وإلا فيصاب هذا الشخص بالأذى، وذلك لأنها منطقة مرصودة من الولي الشيخ حمدان.

وتعود بلدة بديا في تاريخها إلى العهد الروماني و ما قبله.
ومن المواقع الأثرية المتواجدة فيها، ضريح الشيخ علي الدجاني، الذي يقع جنوبي القرية.
ففي هذا المقام دفن أحد قادة ثورة 1936م، وهو الشيخ محمد الصالح من السيلة الحارثية، وتم دفنه في هذا المقام، وفي وقت لاحق دفن فيه شهداء ثورة 1936م من أهالي بديا، فأثناء الثورة كان هناك اجتماع لقيادة الثورة الفلسطينية ثورة 1936م في دير غسانة، وتم حصارهم وضربهم بالطائرات، مما اضطر الثوار للهرب إلى أماكن مختلفة. وكان الشيخ محمد الصالح إنساناً يذكره أهل بديا بالسمعيات الطيبة،لأنه كان إنساناً صالحاً بالفعل، وحب لوطنه ولمجتمعه، وتدخل في حل صراعات داخلية في القرية، فاشتبك مع الانجليز في منطقة قريبة من أراضي البلدة، واستشهد هو والثوار الذين كانوا معه، وتم دفنهم في هذا المقام، وتم تشييع جثمان الشهيد محمد الصالح ورفقاؤه من الثوار إلى البلدة في السيلة الحارثية بجنازة مهيبة، حضرها أغلب قيادات الشعب الفلسطيني، وهو ما كان كنوع من العرفان ورد الجميل لهؤلاء الذين ضحوا من اجل القضية الفلسطينية.

ولأن قرية بديا كنعانية الأصول، رومانية المعالم، وعربية وإسلامية الوجد والوجدان، طالب إسماعيل طه السفارة التركية أن تهتم بمقام الشيخ حمدان، نظراً إلى أن هذا المكان شهد العديد من شهداء العثمانيين في الحرب العالمية الأولى، وذلك لتجعله منطقة ذات جذب سياحي. 

المزيد من الصور
شجرة البلوط العملاقة  ومقام علي الدجني في بديا شاهدان على عراقة البلدة
شجرة البلوط العملاقة  ومقام علي الدجني في بديا شاهدان على عراقة البلدة
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017