الرئيسية / الأخبار / دولي
ارتفاع حدة التوتر في جنوب افريقيا بانتظار استقالة جاكوب زوما
تاريخ النشر: الأربعاء 14/02/2018 16:49
ارتفاع حدة التوتر في جنوب افريقيا بانتظار استقالة جاكوب زوما
ارتفاع حدة التوتر في جنوب افريقيا بانتظار استقالة جاكوب زوما

 تنتظر جنوب أفريقيا بفارغ الصبر الأربعاء بيانا رسميا من رئيسها جاكوب زوما الذي سيعلن موافقته على أو رفضه الاستقالة التي أمره بها حزبه المؤتمر الوطني الافريقي الذي أعلن انه سيلجأ إلى تصويت في البرلمان على مذكرة لحجب الثقة عنه الخميس إذا لم يرحل.

 قال المسؤول في الحزب بول ماشاتيله في مؤتمر صحافي في الكاب "سنلجأ إلى مذكرة حجب الثقة غدا (الخميس) لتتم إقالة الرئيس جاكوب زوما من منصبه ولنتمكن من انتخاب" الرئيس الحالي للحزب سيريل رامافوزا.

وكانت وسائل الإعلام المحلية نقلت شائعات عن إعلان محتمل لرئيس الدولة قد يصدره صباح الأربعاء مكتبه. لكن الرئاسة ردت بفتور مؤكدة أن جدول أعماله لا يتضمن أي كلمة.

وبينما تنتظر البلاد باهتمام كبير، دهمت الشرطة صباح الأربعاء منزل عائلة غوبتا الشهيرة في جوهانسبرغ، المتهمة بمعظم الفضائح التي تورط فيها الرئيس.

وجرت العملية في إطار قضية "أسر الدولة" وهي تحقيقات في شبهات بالاتجار بالنفوذ واختلاس الاموال العامة، تحوم حول مجموعة من رجال الأعمال المقربين من رئيس الدولة.
وبعد أسابيع من المشاورات العبثية التي أغرقت البلاد في أزمة سياسية كبيرة، قررت قيادة  مؤتمر الوطني أخيرا الثلاثاء الطلب من جاكوب زوما التخلي عن منصبه.

وأعلن الأمين العام للحزب آيس ماغاشول، بعد ساعات على اجتماع جديد استغرق ساعات وكشف الانقسامات داخل المؤتمر الوطني الأفريقي أن "اللجنة التنفيذية الوطنية قررت ... استدعاء الرفيق جاكوب زوما".

 ومنذ وصوله إلى رئاسة الحزب في كانون الأول/ديسمبر، يسعى نائب الرئيس سيريل رامافوزا أن يدفع إلى الاستقالة رئيس الدولة الذي تطاله قضايا الفساد، لتجنب كارثة في الانتخابات العامة في 2019.
 وقد استقبلت جنوب أفريقيا بارتياح "استدعاء" جاكوب زوما. لكن في غياب برنامج زمني يفرض على زوما الالتزام به، عادت التكهنات بمواجهة جديدة بين رئيس الدولة وحزبه.

 "الخيار الصحيح"

أكد آيس ماغاشول أن الرئيس "وافق على مبدأ الإنسحاب" إنما بشروطه، خلال فترة من ثلاثة إلى ستة أشهر، لكن المؤتمر الوطني الأفريقي رفضها على الفور.

وأضاف "لم نحدد له أي موعد نهائي" لكن "أعرف أن الرئيس سيرد غدا" الأربعاء على طلب الحزب.
 وردا على سؤال طرحته مساء الثلاثاء شبكة "سي ان ان" الأميركية، أعرب وزير المال في جنوب افريقيا مالوسي غيغابا عن الأمل في أن يسارع رئيس الدولة إلى الاعلان عن استقالته.
 وقال غيغابا "هذا ما ننتظره (...) سيقوم بالخيار الصحيح، ما تنتظره منه اللجنة التنفيذية الوطنية". وأضاف "إذا لم يحصل ذلك، فستتخذ اللجنة التنفيذية الوطنية الاجراءات لمعالجة الوضع".
   من حيث المبدأ، يشكل ذلك نهاية جاكوب زوما. وكان الرئيس ثابو مبيكي الذي تلقى في 2008 انذارا بالطريقة نفسها بالاستقالة، امتثل للطلب من دون اعتراض. لكن جاكوب زوما الذي يلتزم الصمت منذ أيام، ليس ملزما على الصعيد القانوني بالامتثال لقرار حزبه.
وإذا ما رفض الامتثال، فلن يتوافر للمؤتمر الوطني الافريقي خيار آخر غير عقد جلسة لسحب الثقة في البرلمان أعلن الحزب أنها ستعقد الخميس. عندئذ سيرغم اقرارها بأكثرية النواب ال 400 جاكوب زوما على الاستقالة.

"واثق من الخسارة" 
قال بن بايتون، المحلل في مكتب مابلكروفت إن "قرار المؤتمر الوطني الإفريقي وقع حكم الاعدام" على جاكوب زوما. وأضاف "لا تتوافر امكانية للنجاة (...) اذا ما رفض الاستقالة  فسيضطر الى الاستقالة عبر تصويت لسحب الثقة التي من المؤكد أنه سيخسرها".
لكن الصمود الذي أبداه جاكوب زوما مرة جديدة منذ بداية الازمة، يدعو إلى الحذر.
فقد قدم مساء الاثنين ردا جافا جدا إلى سيريل رامافوزا الذي حضر شخصيا إلى مقر اقامته في بريتوريا ليطلب منه الاستقالة.
ورأت المعارضة التي طالبت بحل البرلمان وبانتخابات مبكرة، في هذا الفصل دليلا على ضعف الرئيس الجديد للمؤتمر الوطني الافريقي.
وأعرب رئيس التحالف الديموقراطي مومسي مايمان عن أسفه بالقول "الواقع هو أن جاكوب زوما يبقى رئيسا ويحتفط بالحكم". وأضاف أن "الطريقة الوحيدة لإبعاده هي حمل البرلمان على التصويت على مذكرة لحجب الثقة".

ويحكم المؤتمر الوطني الأفريقي جنوب افريقيا بلا منازع منذ السقوط الرسمي لنظام التمييز العنصري في 1994.
لكنه لاحظ في السنوات الأخيرة تراجع نفوذه بسبب التباطؤ الاقتصادي وفضائح الفساد الكثيرة التي تستهدف الرئيس الحالي.
 ووعد رامافوزا الذي سيصبح الرئيس الجديد ما لم تحدث أي مفاجأة، بالاسراع في طي صفحة جاكوب زوما.

 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017