الرئيسية / الأخبار / دولي
لماذا لم ينتفض المجتمع الأميركي ضد فضائح ترامب الجنسية كما فعل مع كلينتون؟ 4 مبادئ تغيَّرت خلال 20 عاماً هي السبب
تاريخ النشر: الثلاثاء 20/02/2018 06:20
لماذا لم ينتفض المجتمع الأميركي ضد فضائح ترامب الجنسية كما فعل مع كلينتون؟ 4 مبادئ تغيَّرت خلال 20 عاماً هي السبب
لماذا لم ينتفض المجتمع الأميركي ضد فضائح ترامب الجنسية كما فعل مع كلينتون؟ 4 مبادئ تغيَّرت خلال 20 عاماً هي السبب

قالت صحيفة الغارديان البريطانية، الإثنين 19 فبراير/شباط 2018، إن الادعاء، الذي ظهر هذا الأسبوع بأنَّ مبلغ الـ130 ألف دولارٍ الذي نقله أحد محامي الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لممثلة أفلام جنسية عشية انتخابات الرئاسة 2016، لم يكن من أموال حملته الانتخابية- فجَّر جدلاً حاداً حول الشخص الذي دفع الأموال للممثلة بالضبط.

لكنَّ الأهم -من وجهة نظر الصحيفة البريطانية- هو ماذا يعني هذا المبلغ المدفوع، أو العلاقة الجنسية غير المشروعة المزعومة وراء هذ المبلغ، بالنسبة لمدى أهلية الرئيس الأميركي الحالي لمنصبه.

وبحسب "الغارديان"، ألم يُعزل بيل كلينتون قبل وقتٍ ليس ببعيد بسبب علاقةٍ خارج إطار الزواج؟ ألم يكن سلوك ترامب -الذي ارتبط بدفع مبلغٍ آخر قبل الانتخابات لعارضةٍ سابقة في مجلة بلاي بوي- شائناً بالقدر نفسه إن لم يكن أسوأ؟

كانت العارضة كارين ماكدوغال قد أعربت لمجلة النيويوركر، هذا الأسبوع، عن أسفها للتخلي عن حقوق نشر قصتها مقابل 150 ألف دولار في أغسطس/آب 2016. تكشف هذه القصة، حسبما جاء في وثيقةٍ مكونة من 8 صفحات مكتوبة بخط اليد ظهرت في وسائل الإعلام يوم الجمعة الماضي 16 فبراير/شباط 2018، عن انخراطها في علاقة مع ترامب لمدة 9 أشهر، بدأت بعد زواجه بميلانيا، بحسب الصحيفة البريطانية.

يقول باحثون متخصصون بالفضائح الرئاسية إنَّ الشعور المزعج بازدواجية المعايير عندما يتعلَّق الأمر بما يبدو عليه ترامب من أنَّه يتمتع بحصانة للإفلات من العقاب بسبب سلوكه الشخصي، وتحديداً سلوكه الجنسي- شائعٌ بين الأميركيين.


المعايير الأربعة

وبحسب "الغارديان"، فإن جذور ازدواجية المعايير تلك ليست سراً، وفقاً للخبراء، الذين حدَّدوا لصحيفة الغارديان البريطانية 4 عواملٍ رئيسية على الأقل، تُميز عهد ترامب عن عهد كلينتون، وهي كما يلي:

• زيادة التحزُّب والقبلية السياسية منذ سنوات كلينتون في الحكم؛ ما أدَّى إلى إضعاف حالات الانشقاق الحزبي حتى في الظروف القاسية.

• عدم اهتمام الديمقراطيين بالفضائح الجنسية بالقدر نفسه، أو بالأحرى انخفاض التظاهر بالاهتمام بفس القدر نفسه، كما كان الحال بالنسبة للجمهوريين، ويتضح أنَّ الجمهوريين لا يهتمون فعلاً بالفضائح الجنسية.

• يوجد الكثير جداً من الفضائح الجنسية في عهد ترامب، لدرجة تمنع الانشغال بالعلاقات الجنسية المزعومة خارج إطار الزواج.

• يوجد شيءٌ فريدٌ يتعلَّق بترامب، يُشوِّش على بوصلة أخلاقنا الجمعية.

أنكر الرئيس العلاقات المعنيّة كافة، ومن ضمنها علاقته مع ممثلة الأفلام الجنسية ستيفاني كليفورد، المعروفة باسم ستورمي دانيلز، فضلاً عن علاقته مع كارين. وقد أنكر أيضاً مزاعم اتهام ما لا يقل عن 20 امرأة له بإساءة السلوك الجنسي.

تقول جولييت وليامز، أستاذة الدراسات الجنسانية بجامعة كاليفورنيا والمؤلفة المشاركة في كتاب "Public Affairs: Politics in the Age of Sex Scandals"، إنَّه لا يبدو أنَّ الحالة هنا تتمثل في أنَّ المجتمع، خلال الأعوام الـ20 الماضية، منذ رئاسة كلينتون، نما لديه ببساطةٍ، ضجرٌ من الفضائح الجنسية.

وتضيف: "من المؤكد أنَّه قد يكون من الخطأ استنتاج أنَّنا نعيش في مجتمع ما بعد الأخلاق"، مشيرةً إلى أنَّ عضو مجلس الشيوخ السابق آل فرانكن، عصفت به مؤخراً فضيحةٌ كانت أقل خطورةً من هذا الجدل المُثار حول ترامب، بحسب الصحيفة البريطانية.


لماذا لم ينقلب نائب ترامب عليه؟

وبحسب "الغارديان"، لا يوجد حالياً أي مؤشر على وجود بيئةٍ سياسية قد ينقلب فيها حليفٌ قريب من الرئيس على ساكن البيت الأبيض، فقط بسبب الجنس. تقول جولييت إنَّ نائب الرئيس السابق، آل جور، الذي كان غاضباً؛ بل ومصدوماً من علاقة كلينتون بمونيكا ليونيسكي، قد أضعف قدرة كلينتون على التصدي للفضيحة، في حين نجد بالمقابل أنَّ نائب الرئيس، مايك بنس، بسبب ولائه الشخصي، ظل داعماً لترامب.

تضيف جولييت: "نعيش اليوم في عالمٍ لن يدافع فيه الجمهوريون عما يؤمنون به إذا لم يجدوا في ذلك فائدة استراتيجية، بصرف النظر عن مدى النفاق والانتهازية التي يجعلهم هذا يبدون عليها".

يُشير سكون باسنغر، وهو أستاذٌ بجامعة هيوستن وخبيرٌ في الفضائح السياسية، إلى أنَّ كلينتون قد واجه قيادة معارضة بالكونغرس، في حين يعتبر ترامب أنَّ غالبية الحزب الجمهوري بالكونغرس الأميركي حليفة له (حتى الآن).

 

ويقول باسنغر: "استُخدِمت الفضيحة وسياسة التدمير الشخصي كأداة حزبية" ضد كلينتون من جانب الجمهوريين.

يُضيف باسنغر أنَّ العلاقات الرئاسية الخطرة ليست شيئاً جديداً بالطبع، "حين تنظر إلى جون كينيدي على سبيل المثال". وقال روبرت داليك، كاتب سيرة الرئيس الأميركي ليندون جونسون: "عندما يذكر الناس علاقات كينيدي الكثيرة، فإنَّ جونسون قد يظهر إلى الواجهة ويُعلن أنَّه كان لديه علاقات نسائية بالصدفة أكثر من علاقات كينيدي المتعمَّدة على الإطلاق".

لكنَّ بذاءة ترامب المحاطة بحزبه الصامت، هي الأمر المدهش والصادم في هذه الأيام كما تقول جولييت، بحسب "الغارديان".

وتتابع: "هناك إفلاتٌ صارخٌ من العقاب، ومجرد فعل أمر مخزٍ من جانب ترامب في الوقت نفسه الذي يوجد فيه ضعفٌ كبيرٌ للغاية بهذا البلد لدى الناس في العديد من المحاور المختلفة"، وضمن ذلك المهاجرون وضحايا التحرش الجنسي والعديد من المجموعات الأخرى. وتضيف: "إنَّه أمرٌ مزعج حقاً".

وقد صف باسنغر الدعم الذي تلقاه ترامب من "المصوِّتين من أجل القيم" سابقاً بالأمر "المثير للدهشة حقاً".

وقال: "إنَّه نفاق من الناس الذين أخبرونا بأنَّهم يهتمون بالطابع الشخصي، أن يقولوا لنا الآن إنَّنا كنا نكذب عليكم طوال الوقت، لكنَّ هذا الجانب لا يهم حقاً بالنسبة لنا عندما يتعلَّق الأمر بشخصٍ يقف في جانبنا".

تقول جولييت إنَّه قد يبدو أنَّ شيئاً لم يتغير منذ علاقة كلينتون ومونيكا لوينسكي. لكن المواقف تجاه المساواة قد تقدَّمت إلى الأمام، والآن يُبشِّر نضال حركة #MeToo (أنا أيضاً) من أجل وضع حدِّ للتحرش الجنسي، بمزيد من التغيير، بدايةً من هوليوود وإلى الجامعات والمناصب الحكومية.

وفي وقتٍ سابق من هذا الشهر (فبراير/شباط 2018)، مرَّر الكونغرس تشريعاً يحظى بموافقة الحزبين؛ الجمهوري والديمقراطي، لإصلاح عملية التعامل مع سوء السلوك الجنسي داخل الكونغرس الأميركي. لكن حتى هذا التقدُّم المحدود في مواقف واشنطن، يتوقف عند أبواب البيت الأبيض، بحسب الصحيفة البريطانية.

 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017