الرئيسية / الأخبار / فلسطين
100 يوم على إعلان ترمب.. حراك فلسطيني لم يرق لمستوى خطورة القرار
تاريخ النشر: الأحد 18/03/2018 20:13
100 يوم على إعلان ترمب.. حراك فلسطيني لم يرق لمستوى خطورة القرار
100 يوم على إعلان ترمب.. حراك فلسطيني لم يرق لمستوى خطورة القرار

رأي محللون ومتابعون، أن الحراك الفلسطيني رسميا وشعبيا، ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعلان القدس عاصمة لـ "إسرائيل"، لم يرتق إلى مستوى الحدث وتداعياته وأهميته التاريخية والسياسية.

وأرجع هؤلاء ضعف المشاركة الشعبية الفلسطينية في المسيرات والفعاليات المختلفة، إلى "عدم الثقة بالأداء السياسي للقيادة الفلسطينية برام الله، وحالة الانقسام التي تسيطر على المشهد الفلسطيني، بالإضافة إلى غياب النخب، والقيادات من الفصائل الفلسطينية الفاعلة داخل سجون الاحتلال".

واعتبر عصام أبوبكر، منسق القوى الوطنية والإسلامية في رام الله، أن حجم المشاركة الشعبية في الفعاليات التي رافقت الاحتجاجات المستمرة على إعلان ترمب خلال الفترة الماضية "لم ترق لمستوى التحديات الوطنية، وهو الأمر الذي يتطلب أن يكون هناك إجابات واضحة عليه .. وأن تكون هناك حالة تكامل فيما بينهما بمختلف تكوينات المجتمع الفلسطيني بتصعيد وتيرة الفعل الشعبي المقاوم لهذه الاجراءات في ظل مرحلة مفصلية تستهدف القضية الفلسطينية برمتها".

ويشير ابو بكر في حديث لـ"قدس برس" الى أن عدد محدود من المسيرات خلال الفترة الماضية شهدت مشاركة الالاف من المتظاهرين الفلسطينيين رفضاً للقرار الامريكي، لكن بقية الفعاليات توزعت على مدار الأسبوع واتسم بعضها بضعف المشاركة ودون المستوى المطلوب لكنها أبقت حالة من الاستمرارية للفعل الشعبي، وإستدامة هذا الحراك على مدار 15 اسبوعا".

ولا يغفل ابو بكر دور الاحتلال من خلال قمعه للمسيرات في الضفة الغربية والقدس المحتلين "رغم أنها مسيرات سلمية .. وإطلاقه الرصاص صوب المشاركين واعتقال المتظاهرين"، منوهاً الى أن وتيرة الفعل الشعبي "لا زالت تزداد وتخبو دون أن تنسجم مع السياق العام لإعلان ترمب باعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، وعزمه نقل سفارة بلاده للمدينة المقدسة".

ويشير الى أن حالة الانقسام وأزمة الثقة التي تعيشها الجماهير الفلسطينية على مستوى القيادة وعزوف عدد كبير من الشباب عن العمل الجماهيري "من أبرز سمات المرحلة الماضية" وفق ما يرى.

من جانبه يرى استاذ العلوم السياسيه بجامعة القدس، عيسى ابو زهيرة، في تقييمه لردة الفعل الفلسطيني على قرار ترمب خلال 100 يوم أنه "كان ضعيفاً على المستوى السياسي والدبلوماسي والشعبي الفلسطيني، إزاء قضية بحجم ملف القدس، وكان من الطبيعي ان يواجه بردود فعل اقوى على المستوى السياسي والفصائل الفلسطينية".

ويعتبر ابو زهيرة في حديث مع "قدس برس" أن ردود الفعل الهزيلة أدت الى استمرار الإدارة الأمريكية في طرح الملفات الكبرى كقضية القدس واللاجئين، محملا السلطة الفلسطينية المسؤولية عن ضعف المشاركة والحشد في الفعاليات المناهضة لقرار ترمب "حيث أن السلطة وبسبب خلاف داخلي تستنفر وتجيش كل عناصر القوة لديها، لكن موضوع مصيري كقضية القدس يتسم الموقف السياسي بالتردد والخوف والجبن على اتخاذ قرارات مصيرية".

ولا يرى ابو زهيرة أن الاشكالية اليوم في الجماهير التي خرجت قبل سنوات عن بكرة ابيها في الضفة والقدس والداخل لنصرة غزة، "بل لم تعد تثق بالقيادة السياسية التي لا تلمس جدية في تعاطيها مع الملفات المهمة ، حيث أن هناك حالة يأس وإحباط ونظرة تشاؤمية، وشكوك حول الموقف الفلسطيني الرسمي من قرارات ترمب".

المحلل السياسي الفلسطيني، أحمد رفيق عوض، لا يخفي تأثير الحالة الفلسطينية على الاحتجاجات "بسبب الانقسام وغياب التوجيهات والنخب التي تقوده في إضعاف حالة المواجهة وردة الفعل على القرار، ورغم ذلك قدم هذه المواقف، ويمكن يسجل له انه ورغم الحصار والفقر والاعتقال وشدة العنف من قبل الاحتلال، وجيشه ومستوطنيه أثبت الشارع الفلسطيني انه يمكن ان يرد".

وأشار عوض في حديث لـ "قدس برس"، إلى الفرق الكبير بين ردة الفعل الفلسطينية على اقتحام المسجد الأقصى عام 2001 واندلاع انتفاضة الأقصى، وبين ردة الفعل على قرار ترمب "حيث انه كليهما مس خطير بالمدينة المقدسة، لكن القيادات والمشهد السياسي حينها مختلف، فقد كان هناك مقولة وعنوان وإستراتيجية واحدة، وأداة المواجهة تغيرت، ولم يعد بطل المرحلة وفقاُ لكثيرين هو الفلسطيني المسلح كما كان إبان انتفاضة الأٌقصى" وفق ما يرى.
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017