الرئيسية / منوعات / صحة
هل يؤدي بلوغ الفتيات في سن مبكرة إلى السُمنة؟.. دراسة جديدة تكشف العلاقة بينهما
تاريخ النشر: الأثنين 19/03/2018 19:42
هل يؤدي بلوغ الفتيات في سن مبكرة إلى السُمنة؟.. دراسة جديدة تكشف العلاقة بينهما
هل يؤدي بلوغ الفتيات في سن مبكرة إلى السُمنة؟.. دراسة جديدة تكشف العلاقة بينهما

قالت دراسة جديدة إن الفتيات اللاتي تبدأ الدورة الشهرية لديهن في سن مبكرة يتعرضن أكثر لخطر زيادة الوزن كبالغات.

ووفق ما ذكرت صحيفة Daily Mail البريطانية، لم يتأكد الباحثون من مدى تأثير البداية المبكرة للبلوغ على وزن الجسم، إلا إنهم يعتقدون أن ذلك ربما يرجع إلى التأثيرات البدنية المتعلقة بتغير الهرمونات، مما يؤدي إلى تراكم الدهون في أجزاء من الجسم.

ووجدت الدراسات السابقة علاقة بين البدانة والبلوغ، حيث تمثل زيادة وزن الجسم أحد عوامل الخطر للفتيات اللاتي يبدأن مرحلة البلوغ مبكراً.

ومع ذلك، تقترح الدراسة الجديدة، التي يقودها باحثون من كلية لندن الإمبراطورية، أن البداية المبكرة للبلوغ تعد في حد ذاتها من عوامل الخطر التي تؤدي إلى زيادة الوزن.

ويعتبر سن 12 هو المتوسط العمري الذي تبدأ خلاله الفتيات الحيض، ولكن في الوقت الحالي تصل تقريباً ثلث الفتيات الأميركيات إلى مرحلة البلوغ في سن الثامنة.

وقال الطبيب دبندر جيل، أحد المؤلفين الرئيسيين في الدراسة، إن البحث الجديد يستبعد العوامل الخارجية، مثل الخلفية الاقتصادية والحمية الغذائية والتعليم، ليتوصل إلى علاقة سببية بين البلوغ المبكر وتعرض النساء لخطر البدانة.


البلوغ المبكر يسبب السُمنة

وأخبر الطبيب جيل، الزميل في برنامج Wellcome Trust Clinical بكلية لندن الإمبراطورية، صحيفة Daily Mail "تقدم دراستنا نظرة أعمق مقارنة بالدراسات السابقة لأننا نوضح أن البلوغ المبكر يُسبب السمنة وليس فقط توجد بينهما علاقة". وأضاف قائلاً "نظرنا إلى الجينات التي تسبب البلوغ المبكر. نرثُ هذه الجينات بشكل عشوائي من والدينا.. ويمكن لأحد أشكال الجينات أن يتسبب في وصول النساء إلى مرحلة البلوغ مبكراً فيما يمكن أن يتسبب آخر في بلوغ النساء في فترة لاحقة من حياتهن". وباستخدام بيانات مستمدة من 182,416 امرأة، حدد الباحثون 122 متغيراً جينياً يرتبط بشدة ببداية البلوغ، وعرفنا عن طريق استبيان أعمار النساء في أول مرة أتت فيها دورتهن الشهرية. ونظروا بعد ذلك إلى البيانات المُجمعة من مجموعة ثانية تتألف من 80,465 امرأة ليتعرفوا على مدى تأثير البلوغ المبكر على مؤشر كتلة الجسم BMI لدى البالغات. وتوصل الباحثون إلى أن النساء اللاتي بدأن مرحلة البلوغ في وقت مبكر، قبل المتوسط العمري الذي يصل إلى 12 عاماً، كنّ أكثر عُرضة للبدانة من اللائي بدأن دورتهن الشهرية في وقت لاحق. في الحقيقة، اكتشفوا أن تأخير البلوغ لعام واحد يعد مرتبطاً بخفض مؤشر كتلة الجسم لدى الشخص البالغ بمعدل 0.38 كجم/م2. واختبر الباحثون نفس الرابط على مجموعة ثالثة تتألف من 70,962 امرأة وتوصلوا إلى نفس العلاقة. وصرح الطبيب جيل "ترتبط بعض هذه المتغيرات الوراثية بالبلوغ المبكر وبعضها بالبلوغ المتأخر، ولذا فإنه بالاستفادة من هذه الدراسة يمكننا التحقق من أي رابط يتعلق بالعمر [الذي تعرضت خلاله الفتاة للدورة الشهرية لأول مرة] بالإضافة إلى مؤشر كتلة الجسم في مرحلة البلوغ".
الإصابة بأمراض خطرة

وربطت الدراسات السابقة البداية المبكرة للبلوغ بالآثار الصحية الضارة.

كما توصلت دراسة أُجريت عام 2009 ونُشِرت في مجلة Trends in Endocrinology & Metabolism إلى أن البداية المبكرة للبلوغ مرتبطة بالبدانة وداء السكري من النوع الثاني وسرطان الثدي لدى الفتيات الصغيرات.

وتوصلت دراسة أخرى نُشِرت في وقت سابق من هذا العام بمجلة Heart إلى أن الفتيات اللاتي يبدأن الحيض قبل بلوغ 12 من العمر يتعرضن أكثر لخطر الإصابة بمرض القلب أو يتعرضن لسكتة دماغية في وقت لاحق من حياتهن.

وقال الباحثون القائمون على الدراسة الحالية إن الأمر مازال غامضاً فيما يتعلق بمدى التأثير المباشر للنُضج المبكر على وزن الجسم، لكنهم يعتقدون أن الفروق بين النُضج البدني والعاطفي قد تلعب دوراً في ذلك.

كما يعتقدون أيضاً أن التغيرات المرتبطة بالبلوغ ربما تعتبر من العوامل، مثل زيادة تراكم الدهون في أنسجة الثدي، والوركين والفخذين، وهي الأمور التي إذا حدثت في وقت مبكر يمكن أن تعرضهن لخطر السمنة لاحقاً في الحياة.

وأضاف الطبيب جيل قائلاً "يصعب القول بأن تغيير سن بلوغ أحد الأشخاص سوف يؤثر على خطر الإصابة بالسمنة عنده وما إذا كان ذلك من الأمور التي يمكن تطبيقها إكلينيكياً – إذْ من غير المُرجح أن يكون ذلك مناسباً من الناحية الأخلاقية أن نقوم بتعجيل أو تأجيل سن البلوغ للتأثير على مؤشر كتلة الجسم".

ومع ذلك، ففي ظل المزيد من الأبحاث، ربما يتمكن الأطباء من تقليص الآثار السلبية المرتبطة بالبلوغ المبكر. 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017