الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مكبات الرام تفيض بنفايات المستوطنات
تاريخ النشر: الأربعاء 21/03/2018 07:33
مكبات الرام  تفيض بنفايات المستوطنات
مكبات الرام تفيض بنفايات المستوطنات

كتبت اسراء بشارات


الاف المواطنين في بلدة الرام شمال القدس ، يجبرون على استنشاق أدخنة سوداء تجتاح سماء المدينة يوميا، منبعثة من ستة مكبات نفايات عشوائية تحيط في البلدة المحاصرة بالجدار والحواجز العسكرية،في حين لم تجد الجهات المختصة أي وسيلة ناجعة لوقف التدهور البيئي في هذه المنطقة ولم تستطع أيٌ من الجهات الفلسطينية التحقق بشكل قاطع من طبيعة النفايات الإسرائيلية التي تدخل بلدة الرام، لكنها دون شك ليست مخلفات عادية غير ضارة، وان كانت فقط نفايات صلبة، فلماذا يتم إدخالها ليلاً وطمرها على وجه السرعة؟


وخلال جولة اعلامية نظمها مركز التعليم البيئي وسلطة جودة البيئة في تلك المناطق تم تسليط الضوء على خفايا ومخاطر تلك الملوثات البيئية.


"شيئ لا يطاق هذه مكبات أصبحت بارتفاع عشرات الأمتار لمخلفات الاحتلال الإسرائيلي أينما تسير تشاهد الطمم وإطارات السيارات والبلاستيك، حرائق مستمرة وأدخنة تجتاحنا دون إذن، ورائحة كريهة سامة مضرة بالصحة أدت لتهجيج السكان من هذه المنطقة جميع هذه العمارات تركها أصحابها "، هذا مشهد بسيط شرحه المواطن (إبراهيم شوبكي ) أحد سكان بلدة الرام، واصفا الوضع في بلدته بالكارثة.


مجموعة من الأسباب المتداخلة والمترابطة على مدى سنوات طويلة أدت إلى نشوء وتزايد أعداد مكبات النفايات في الضفة الغربية بشكل كبير، ما أصبح يشكل خطرا يحدق بالمجتمع الفلسطيني ومستقبله، ولعل أهم هذه الأسباب، هو الاحتلال الإسرائيلي الذي ترك أثاره وخيمة على الواقع الفلسطيني، وعرقلة إمكانية التصدي لهذه المشكلة.


يقول مدير عام التوعية والتعليم في سلطة البيئة أيمن أبو ظاهر:" مجمع مكب النفايات هذا يشكل علامة فارقة في منطقة الرام وقلنديا، خاصة وانه مكب نفايات غير شرعي و غير قانوني،هذه النفايات مصدر معظمها من داخل إسرائيل ، تأتي عبر الحاجز شاحنات محملة بأنواع الطمم وما تحتويه من البلاستيك والمخلفات."

ويضيف أبو ظاهر :" إلى أن هذه الشاحنات غالبا ما تدخل تحت جنح الظلام، ويتم طمر محتوياتها فور وصولها قبل بزوغ الفجر، فالسائقون يتقاضون مبالغ طائلة ويلقون المخلفات الخطرة في الأراضي الفلسطينية، في حين يأخذ أصحاب الأراضي ما يشبه الفتات مقابل عمليات طمر النفايات وهم في الغالب لا يعرفون مدى خطورة ما يقومون به ، و يساعد في إدخال هذه النفايات بمختلف أشكالها، أصحاب الأراضي الذين يستقبلونها مقابل 20-50 شيقل عن كل شاحنة ."

 

ويشير أبو ظاهر إلى أن المنطقة غير مسيطر عليها بالكامل من قبل السلطة الفلسطينية فأجزاء منها تابع للسيطرة الإسرائيلية ، ونحاول في سلطة جودة البيئة بأجهزة الرقابة أن نتابع قدر ما تمكنا مع الأجهزة ذات العلاقة، ولكن حقيقة لدينا حالة فوضى عارمة في المنطقة لدينا مخلفات غير قانونية والاستخدام الغير قانوني أيضا ،نتحدث عن مساحة شاسعة جدا تتجاوز 70 دونما يتم طمرها بهذه الطريقة حيث أن المساحة في الجانب البيئي مهمة جدا خاصة وأنها على مشارف جبال رام الله وتشرف على الأغوار .


يتابع أبو الظاهر :" يأتي أحيانا شكاوي من أصحاب الأراضي والسكان ،ويوجد نوع من الرقابة باستمرار على المنطقة ولكن هذا النوع من الرقابة لا يكفي ،لأنه في المساء وبعد الدوام الرسمي ويوم الجمعة والسبت تتم عملية التهريب بطرق خفية، وهذا بحاجة لحملة وطنية شاملة تتكاثف فيها الجهود جميعها من جميع المؤسسات الأمنية والمدنية ذات العلاقة ،فالمشكلة من الصعب حلها في جولة رقابية أو جولتين على مدار عام ولكن نحن بدأنا من فترة لا بأس بها بضبط بعض الحالات وتحويلها إلى المحاكمة."


ويضيف أبو ظاهر نحن مقبلين بعد فترة بحملة بيئية توعويه في منطقة القدس تحت (عنوان البيئة في عين القدس)، فيها جوانب توعوية تستهدف السكان بشكل مباشر .

مكبات زاد ارتفاعها عن 55 مترا

وفي السياق ذاته تقول مديرة جمعية عباد الشمس لحماية الإنسان والبيئة فدوى خضر:" ظاهرة المكبات العشوائية تنتشر شيئا فشيئا في بلدة الرام، وساعد في ذلك غياب القانون وعدم القدرة على تنفيذه في هذه المنطقة التي لا تخضع للسيطرة الفلسطينية الكاملة، وهذه الكارثة بحق البيئة تسبب تزايد أعداد مرضى الربو والحساسية وأمراض السرطان، ناهيك عن المنظر غير الحضاري، والتغيير الذي حصل في تضاريس المنطقة، لدرجة أن بعض المكبات وصل ارتفاع الطمم فيها إلى أكثر من 55 مترا.

 

وبدوره يبين ﻣﺪﻳﺮ ﺩﺍﺋﺮﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻓﻲ ﺑﻠﺪﻳﺔ ﺍﻟﺮﺍﻡ منير بدران كيف تحولت بلدته إلى مكب للنفايات الإسرائيلية، من خلال عبور عشرات الشاحنات عن طريق حاجز قلنديا العسكري إلى ستة مكبات تشكلت في الرام، فلم يعد الحديث عن مخلفات بناء ونفايات صلبة، بل تعداه إلى إدخال نفايات بلاستيكية ومخلفات خطرة مجهولة.


ويوضح بدران خطورة هذه المكبات والروائح الكريهة المنبعثة نتيجة عملية التخمر، والعصارة التي تأتي من هذه النفايات بالإضافة إلى ذلك عندما يأتي فصل الشتاء ويكون هناك أمطار يتم سحب العصارة عبر المياه الجوفية عبر قنوات الأودية حتى تصل الأغوار وتصل أريحا ومنطقة نهر الأردن ويمكن أن تكون عابرة للحدود وهنا تأتي الخطورة على الموارد البيئية بشتى أشكالها.

 

يتابع بدران ،في البداية كانت تصلنا شكاوى من المواطنين بخصوص الكسارات المقامة بالقرب من المنطقة، ولكن بوجود هذه الكارثة أصبحت الكسارات جزء بسيط من مشاكل سكان الرام وقلنديا وقبل فترة وجدنا نفايات طبية في المنطقة الواقعة بين حاجز قلنديا وبلدة الرام، لا نعرف ما الذي يدخل إلى أرضنا، أصبح لدينا مئات آلاف من الأطنان يستحيل إزالتها.

 

تجدر الإشارة إلى أن عدد مكبات النفايات في الضفة الغربية يبلغ حسب وزارة الحكم المحلي حوالي (156) مكبا منتشرة في أنحاء الضفة الغربية منها ما هو مستعمل حتى اللحظة، ومنها ما تم تركه بعد تأسيس مكب إقليمي للمحافظة مثل محافظة جنين، وغالبيتها ما زالت مستعملة وتلقى فيها النفايات بشكل عشوائي في العراء، وهناك مكبات يجري العمل عليها لحل مشكلة المكبات العشوائية وذلك حسب الإستراتيجية الوطنية لإدارة النفايات الصلبة في فلسطين.

 

 

المزيد من الصور
مكبات الرام  تفيض بنفايات المستوطنات
مكبات الرام  تفيض بنفايات المستوطنات
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017