الرئيسية / منوعات / غرائب وعجائب
جزيرة جربة التونسية تعرف إلى أين تذهب كل امرأة.. البسكري للأفراح والِبّليري للحداد ورداء الحولي للبيت وزيارة الجيران
تاريخ النشر: الثلاثاء 17/04/2018 06:22
جزيرة جربة التونسية تعرف إلى أين تذهب كل امرأة.. البسكري للأفراح والِبّليري للحداد ورداء الحولي للبيت وزيارة الجيران
جزيرة جربة التونسية تعرف إلى أين تذهب كل امرأة.. البسكري للأفراح والِبّليري للحداد ورداء الحولي للبيت وزيارة الجيران

في جزيرة جربة التونسية تتحول ملابس المرأة إلى وثيقة هوية تكشف عن أصولها ومكان سكنها، وعما إذا كانت عزباء أم متزوجة. ففي ذلك المكان الساحر الواقع جنوب شرقي البلاد، ترتدي النساء "البسكري" أو "الملحفة"، بتفاصيل تكون في الغالب محددة للمناسبة أو للوضعية العامة، في تقليد توارثته نساء الجزيرة منذ مئات السنين. والبسكري رداء للعروس مرصع بخيوط الفضة، ويقال إن تسميته تعود لمدينة بسكرة الجزائرية، مصدر القماش الحريري، لتتحول إلى أحد أهم عناصر التراث الحرفي في جزيرة جربة.
البسكري للمناسبات والملحفة كل يوم
"البسكري" هو كساء تلبسه نساء الجزيرة، وخصوصا في المناسبات، يلبس ويُلفُّ على كامل جسد المرأة، ويحمل في تفاصيله تراث المنطقة، وتختلف أنواعه باختلاف الخيوط المنسوجة بكل قطعة، حيث يستعمل الحرير وتضاف له أحيانا خيوط الفضّة . أما "الملحفة" الجربية، فتلبسها المرأة عند الخروج من البيت، ولا تختلف كثيرا في مستوى لباسها عن "البسكري"، فهي لحاف يستر كامل جسدها، وعادة ما يكون لونه أبيضا ناصعا أو أحمرا قانيا، وتتميز عن "البسكري" ببساطتها من حيث الألوان والزينة .
فيديو: الحاج محمد الطبجي يتحدث عن صناعة البسكري في جربة
خمسة أنواع من البسكري
سوسن اللويزي، إحدى نساء الجزيرة، قالت للأناضول إن المرأة الجربية تلبس 5 أنواع من اللحاف وهم "الِبّليري" و"الفُوطة" و"الملْحفة" و"الرْداءْ " و"البسكري". ويكمن الاختلاف بين هذه الملابس على مستوى الألوان والعديد من التفاصيل البسيطة الخاصة بطريقة اللباس . وتحدد سوسن اللويزي استخدامات كل منها: 1 البسكري تلبسه النساء في الأفراح. 2 الِبّليري لأيام الحداد، وعادة ما يكون لونه أحمر. 3 والفوطة تلبسها النساء لتقديم العزاء. 4 الملحفة أثناء الخروج من البيت إلى السوق. 5 الرْداء، ويسمى أيضا الحولي، مخصص للبيت، ويمكن الخروج به للأماكن القريبة مثل الجيران. وعند موت أحد سكان الجزيرة، فإنه بالإمكان تمييز أسرة الميّت عن بقية الموجودين بالمكان، وذلك من خلال اللباس الأحمر الذي ترتديه النساء. كما يمكن التمييز بين نساء الجزيرة أيضا بحسب لون "الملحفة" التي يرتدينها عند الخروج للتسوّق، أو من خلال التفاصيل الموجودة في "البسكري" الذي يلبسنه في المناسبات السارة.
الملحفة بيضاء أو مخططة بالأصفر والبرتقالي


ووفق الوليزي، فإن المرأة في مدينة "قلالة" بالجزيرة، والمعروفة بأنها مدينة أمازيغية، ترتدي "ملحفة" كاملة البياض. أما في منطقة "الماي" على بعد نحو 10 كلم عن مركز الجزيرة، فترتدي النساء الملحفة المميزة بالخيوط العمودية والمزينة باللون البرتقالي. وفي منطقة "مليتة" الواقعة على بعد نحو 7 كلم عن مركز الجزيرة، تلبس النساء ملحفة "الزويزات" المميزة بالخطوط الصفراء الرقيقة جدا. وفي مدينة ميدون (20 كلم عن الجزيرة)، فيرتدين "ملحفة" زرقاء اللون. ومن المميزات الأخرى التي تصنع خصوصية لباس المرأة في الجزيرة، هو أن النساء في منطقة "الماي"، يشددن حجابهن باستعمال جزء من اللحاف تحت الرقبة. فيما تضع النساء في منطقة "سدويكش" (30 كلم عن الجزيرة)، طرحة الحجاب على الجهة اليسرى للرأس.
جزء من جهاز العروس في جزيرة جربة
رغم التطور الكبير الحاصل في الموضة، إلا أنّ المرأة الجربية تحافظ حتى اليوم على لباسها المميّز، في خصوصية يمكن ملاحظتها من خلال جولة صغيرة داخل أسواق المدينة. ويُعتبر "البسكري" في جزيرة جربة جزءا أساسيا من جهاز العروس المقبلة على الزواج . على قيد الحياة رغم قلة اليد العاملة شكري الطبجي أحد حرفيي الجزيرة، وهو من عائلة عريقة في هذه المهنة. "خلافا لبقية المناطق الأخرى في تونس، فإن جربة حافظت على لباسها التقليدي". يفتخر أبناء المهنة ببقائها على قيد الحياة رغم كل العقبات، وأهمها قلة اليد العاملة المختصة في هذا المجال. إلا أنّ الطبجي يسعى إلى تكوين جيل آخر من الحرفيين، يكون قادرا على الإبداع في هذا المجال الذي يعتبره "الأرقى دون ريب".
أصعب من صناعة السجاد
خلافا لصناعة الزربية، أو السجادة، فإن حياكة "البسكري" تجري بشكل أفقي، ويسمى القائم بهذه الحرفة "حوكيا". وتُطلب من "الحوكي" الدقة الكبيرة في التعامل مع الخيوط الموجودة أمامه في طاولة الحياكة . ويستغرق إنجاز "البسكري" (طوله بين 3 إلى 4 أمتار)، نحو 12 يوما .
والأسعار بحسب كميات الحرير والفضة
ويتراوح سعر "البسكري" بين 350 دينار (ما يعادل نحو 144.6 دولارا) إلى ألف و600 دينار (661 دولارا). وتختلف الأسعار بحسب الزينة الموجودة في كل قطعة، وبحسب المواد المستخدمة فيها. ويتابع الطبجي: "نحاول تطوير المواد المستعملة، مثل الحرير والفضة أو دمجهما معا في قطعة واحدة". وبمرور الوقت، نجح حرفيو البسكري في تطويره من شكله القديم إلى آخر جديد يتماشى مع تطور العصر، دون التنازل على خصوصيته التراثية المميزة لهذا المنتوج. اقتراح تصحيح
  عربي بوست

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017