لندن ـ خدمة قدس برس
أصبح "ساجد جاويد"، أول وزير داخلية مسلم في المملكة المتحدة (بريطانيا) بعد إعلان "أمبر رود"، استقالتها من هذا المنصب على خلفية موقفها من طرد مهاجرين إلى بريطانيا.

وأعلنت أمبر رود مساء أمس استقالتها من منصبها، وقالت: "إنها ضللت بشكل غير مقصود نواب البرلمان".

وتعرضت رود لانتقادات حول موقفها من فضيحة "مهاجري ويندروش" وسياسة الحكومة من المهاجرين غير الشرعيين وعمليات ترحيلهم.

وذكرت "هيئة الإذاعة البريطانية"، أن "رود اعترفت بوجود أهداف لوزارة الداخلية لترحيل مهاجرين غير شرعيين ولكنها نفت علمها المسبق بذلك".

إلا أن صحيفة "الغارديان" نشرت في وقت سابق هذا الأسبوع، مذكرة كانت أرسلت للوزيرة تبين أن رود كانت على علم بتلك الأهداف.

ونقلت "هيئة الإذاعة البريطانية"، اليوم عن وزير الداخلية الجديد، ساجد جاويد، تأكيده أنه "سيراجع سياسة الهجرة للتأكد من أنها كانت عادلة وأن الناس يعاملون بكرامة واحترام".

وجيل سفينة "ويندروش"، هم المهاجرون الكاريبيين الذين قدموا إلى المملكة المتحدة، بعد الحرب العالمية الثانية، وكان عددهم يومها 1027 راكبًا واثنين من المسافرين خلسة.

وكان أهل منطقة الكاريبي حتى منتصف السبعينات يدخلون بريطانيا بوثائقهم دون الحاجة إلى تأشيرة عمل، قبل أن تتخذ الحكومة البريطانية إجراءات بفرض قوانين التأشيرة، لكن تفعيل تلك القوانين اصطدم بحاجز تحديد من أتى قبل تلك القوانين ومن جاء بعدها.

ومؤخرا تحدثت تقارير عن أن الحكومة البريطانية تخطط لإعادة الآلاف منهم إلى مواطنهم الأصلية، وأنها بدأت بالفعل ذلك عبر إيقاف المساعدات الاجتماعية المخصصة للآلاف منهم.

واعتبر رئيس قناة "إسلام تشانل" الناطقة بالإنجليزية، في المملكة المتحدة، محمد علي الحراث، أن "قبول رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي استقالة أمبر رود من وزارة الداخلية وتعيين ابن مهاجر ساجد جاويد على رأس وزارة سيادية خلفًا لها، يعكس تحولًا مهمًا في المجتمع البريطاني، الذي أصبح منفتحًا على المهاجرين والأقليات العرقية، حيث سبق أن تم انتخاب صادق خان في منصب عمدة لندن قبل ذلك".

وأضاف في حديث مع "قدس برس": "لعلها من المفارقات العجيبة أن الاستقالة جاءت على خلفية فضيحة تتعلق بمهاجرين كثير منهم دخلوا بريطانيا ربما قبل ولادة وزير الداخلية الجديد، لكنها رسالة مهمة من رئيسة الحكومة البريطانية التي اتصلت برؤساء حكومات دول الكاريبي وهم من مجموعة دول الكومنولث واعتذرت منهم".

وأكد الحراث، أن "أهمية تعيين شخصية مسلمة في منصب وزارة الداخلية، هو رسالة إيجابية تؤكد عراقة التعايش في بريطانيا"، على حد تعبيره.

يذكر أن ساجد جاويد من مواليد 5 كانون أول (ديسمبر) 1969، وهو سياسي من حزب المحافظين ومدير سابق في "دويتشه بنك".