الرئيسية / مقالات
المجلس الوطني الفلسطيني..الطريق الشائك هل يفضي إلى المرج؟
تاريخ النشر: الثلاثاء 01/05/2018 11:45
المجلس الوطني الفلسطيني..الطريق الشائك هل يفضي إلى المرج؟
المجلس الوطني الفلسطيني..الطريق الشائك هل يفضي إلى المرج؟

كتبت إيناس سويدان
يأتي انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الحالية في ظروف شائكة ومعقدة، تكاد لا تخرجه إلى النور، فالانقسام الفلسطيني شتت الآراء وقلل نقاط الالتقاء بين الأخوة الأعداء، هناك من يقول لن يحضر إذا لم يحضر الجميع، وهناك من يقول لن أحضر إذا كان العرس في بيتكم، وهناك من يقول أنا صاحب السيادة وصاحب الأغلبية، ومن يريد الحضور عليه أن ينصاع لشروطي، وبين شد وجذب تعسرت الولادة وتقزم المجلس الوطني الفلسطيني.
وبالرغم مما مر به المجلس الوطني عبر تاريخ القضية الفلسطينية، من وجوده في المنفى والشتات، إلا أنه كان يحظى بنسبة أعلى من الإجماع والتمثيل من الشعب الفلسطيني باختلاف أطيافه، وكان يخرج بقرارات لا بأس بها تمس القضية الفلسطينية والنضال الوطني الفلسطيني، مقارنة بحالة الضعف والمرض وعدم الفعالية التي وصل إليها في هذه الفترة، حتى بات من الصعب انعقاده.
وبعد فترة طويلة من الركود وتوقف انعقاد دوراته التي طالت أكثر من ربع قرن بسبب الاختلاف في المواقف السياسية والانقسام الفلسطيني، ها هو يلتئم من جديد، ويقرر انعقاد جلسته الافتتاحية في الثلاثين من الشهر الجاري، في ظل جدل حاد بين الفصائل الفلسطينية، سواء تلك التي امتنعت أو تحفظت أو وافقت على مشاركتها.
ولعل عزوف معظم الفصائل الفلسطينية، سواء من خارج منظمة التحرير الفلسطينية مثل حركتي حماس والجهاد الإسلامي، اللاتي لم تتم دعوتهما للمشاركة في جلسات المجلس، أو من داخل المنظمة مثل حركة الجبهة الشعبية، عن حضوره والطعن في شرعيته وعدم الاعتراف المسبق بقراراته، سيضعف المجلس ومخرجاته بشكل كبير، إلا أن حركة فتح تصر على عقد هذا المجلس في وقته المحدد دون أي تأجيل، سواء بمشاركة الفصائل أو غيابها.
وكما يبدو فإن السلطة الفلسطينية هي السلطة الكلاسيكية التي تريد أن تحتكر النفوذ، وتكون الحزب الحاكم، أي نسخة مصغرة من الدول العربية على فشلها، والفصائل الأخرى منها المقاوم، ولا يستطيع أن يخلع ثوب المقاومة لأنه يحملها شعاراً، ومنها من يقف بين الطرفين، ولا يجد لنفسه التأثير على أرض الواقع، فينادي بالوحدة على أمل أن يكون له جزء من الكعكة ولو يسير، وكلهم يتحركون في ظل كاميرات المراقبة الإسرائيلية ومركز القيادة الأمريكي.
ولكن السؤال هنا أن مخرجات وقرارات "الوطني" ستمثل من؟ وهل سيقبل بها الشعب الفلسطيني بعد انتظاره الطويل لأي بصيص أمل من الممكن أن يعالج الانقسام الفلسطيني؟
وهل سيستطيع الفلسطيني أن يخرج بقرارات تفيد وطنه وشعبه وتوحد الصف، أم سيبقى مثل الدمى المتحركة في أيدي القوى البعيدة والقريبة؟
السلطة الفلسطينية على حالها هذا، ضعيفة ومعتمدة اقتصادياً على قوى خارجية، وموالية للاحتلال في معظمها، وهذا سيجعل قراراتها تخضع لضغوطات خارجية، وإرادة أقل ما يقال فيها أنها غير وطنية وغير فلسطينية، وهي بحاجة إلى التفاف شعبي وإجماع حولها، لتكون لها قدرة على الصمود والتحرك واتخاذ قرارات شعبية، تقف بمواجهة القوى الدولية الضاغطة، وخاصة في ما يمس المسجد الأقصى والقدس، أو حتى المحادثات الجارية عن "صفقة القرن".
اختلفت الصورة تماماً وتعقدت الخريطة السياسية، فأصبحت هناك أراضٍ تحت سيادة السلطة الفلسطينية بقيادة فتح، وأراضٍ أخرى تحت السيادة الفسلطينية، ولكن ليس لفتح عليها سلطة، ولا يستطيع سكانها الذهاب بحرية إلى الجزء الآخر من أرضهم المحررة أو حتى المحتلة، هذا التناقض لا يوجد في أي مكان في العالم، وهذا التعقيد يحتاج إلى إرادة سياسية قوية لتغييره، ولا يمكن في ظل هذه الظروف أن توحد هذه الجلسة الأخوة المتخاصمين، ولا يمكن للمجلس الوطني أن يخرج بقرارات ذات قدرة على الحياة.
وعلى أمل.. نبقى ننتظر الخطوات القادمة..

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017