الرئيسية / الأخبار / فلسطين
رنين: "حارسة" الأغوار!
تاريخ النشر: الأربعاء 25/07/2018 20:16
رنين: "حارسة" الأغوار!
رنين: "حارسة" الأغوار!

طوباس: تلاحق رنين صوافطة أحداث طوباس وقصصها، وتوثق واقع الحال في أغوارها الشمالية منذ سبع سنوات، في مهمة لصحافية شابة وحيدة في الميدان.
وسردت خلال الحلقة (99) لسلسلة (أصوات من طوباس) التي تنفذها وزارة الإعلام في محافظة طوباس والأغوار الشمالية: كان الأهم بالنسبة لي أن لا أكون في مهنة تقليدية، ورافقت طفولتي انتفاضة الأقصى، وأثرت فيّ مشاهد اقتحام أرئيل شارون للأقصى، واستشهاد محمد الدرة، وإيمان حجو، وفارس عودة، وبدأت في وقت مبكر الاحتفاظ بالصحف، ولم أفصح يومًا انني أريد أن أكون صحافية. وظلت عالقة في ذاكرتي ملامح نهايات انتفاضة الحجارة، رغم صغر سني، فكنت أزور خالتي أمل دراغمة، التي اعتقلت لسنتين ونصف، وأعمامي (جاسر ومعمر) وأقاربي في سجون الاحتلال مطلع التسعينيات، رفقة أمي وأبي، وتعود بي الذاكرة لتفتيش جنود الاحتلال لنا، والحواجز الشائكة التي كانت تفصلنا عن أهلنا خلف القضبان.
وباحت: طوباس والأغوار مترامية الأطراف، ويتعمد الاحتلال تقطيع أوصالها بمعسكراته ومستعمراته وحقول ألغامه، ويمنع البناء والبنى فيها، وخلال ملاحقتي الأحداث اضطر للسير مسافات طويلة جدًا، للوصول إلى التجمعات والخرب المتباعدة، وربما هذا يشكل ضغطًا أكبر للصحافيات.

قلب وعقل

ووالت صوافطة، التي أبصرت النور عام 1988: طوباس وأغوارها غنية جدًا، ومتنوعة بقصصها، وبالرغم من التركيبة العشائرية السائدة، لم ألمس أي تمييز، ولم يؤثر ذلك على عملي. وقصص الوجع كثيرة فوجع من أقابلهم وأنقل قهرهم يؤلمني وفرحهم يسعدني، وعلى الصحافي أن يوصل رسالته يعقله ويتألم بقلبه، ورغم ذلك نعيش صراعًا بين ما نشعر وبين ما هو مطلوب منا، ونحترم احترام أحزان الذي نسرد قصصهم.

تعمل رنين مراسلة لشبكة أجيال الإذاعية في شمال الضفة، وانطلقت من طوباس في جمع القصص المؤلمة، كوداع الشهداء، وقصص أمهاتهم، وهدم منازلهم، ولا تستطيع تجاوز لحظات استشهاد الفتى صخر دارغمة، فقد شاهدته مبللاً بدمه في الأغوار. وهو ذاته الذي عرفته حيا وجلست معه ومعه عائلته، وتلتصق بي حكاية الطفلة المريضة من طوباس التي اعتصم بها والدها في الشارع طلبا للعلاج، ولا أتجاوز إجبار الاحتلال المواطنين على اخلاء مساكنهم بذريعة التدريبات، أو هدمها ما يضطرهم للنزوح تحت أشعة الشمس وفي البرد، فيما يبقى المستوطن.

وزادت: مساحة الفرح قليلة، فالأحداث المؤلمة طاغية، ولكن أتذكر إقامة أول عرس فلسطيني في خربة الحديدية في الأغوار منذ احتلالها عام 1967، وتابعت قصة المسنة التي تعمل في غسل الموتى، والتسعينية التي تحتفظ بشعرها منذ النكسة، ولا أتنسى أول قصة من الأغوار، حين أصيت طفلة في قدمها من مخلفات تدريبات الاحتلال بالذخيرة الحية في المالح.

طرق النار

ووفق رنين، التي نالت شهادة الصحافة من جامعة النجاح عام 2010 ، فإن إنشاء مركز خاص في طوباس والأغوار للإعلام الخاص والرسمي، وتعيين صحافيين، واستقطاب مؤسسات أجنبية يساعد في إيصال رسالة طوباس ووجعها، ففي هذا المكان طرق نار كالمعسكرات، وحقول الألغام المنتشرة، وميادين الرماية الحية. كما يجري إغلاق الحواجز، ومنع الإعلاميين من التغطية، والطرد أو الاحتجاز، وإطلاق الغاز باستهداف مباشر وفي أخر مرة أصبت بالإغماء.

وتابعت: أعرف 14 خريجة صحافة في طوباس، 4 يعملن في العلاقات، و 2 في الإعلام خارج المحافظة، وما تبقى لا يجدن وصولًا إلى مهنتهن، وهناك خريجات لالتحقن بهن.

أعادت وسائل إعلام كتابة تقارير صوافطة الإذاعية كشاحنة التعليم المتنقل، والمخيض، واستخراج زيوت من بذور صلبة، وزراعة سطح منزل في عقابا، وزراعة البروكلي والورد في سهل البقيعة، والطاقة الشمسية، والاستزراع، والصيدلية البيطرية. وتستوقفني متابعات وزارة الإعلام وإعادة كتابة قصص شهداء انتفاضة الحجارة، الذي حجز لطوباس موقعًا في المشهد.

واختمت: أحب طوباس، وتمنيت في الطفولة أن أكون ربان طائرة، وتلاحقني دائمًا الخشية من الوقوع في تكرار القصص، كون المنطقة ذاتها والأحداث والانتهاكات مكررة، ولكن أحاول البحث عن زوايا مختلفة، وأتمنى تكرار الجولات الإعلامية للأغوار، وخاصة خلال التدريبات والهدم، فهي تمنح طوباس جزءًا مما تستحق.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017