كتب: خميس أبو النيل
تعتبر مغارة شُقبا معلماً اثريا تم توارثه من الحضارة الناطوفية التي سكنت فلسطين منذ عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، كما أنها من أولى الأماكن التي شهدت على تحول الإنسان من الاستهلاك والصيد الى الزراعة الذاتية والإنتاج النباتي، وسميت بهذا الاسم نسبة الى الملكة شَقبا التي سكنتها في تلك الفترة، وتقع المغارة في وادي الناطوف الذي يمر من قرية شُقبا التابعة لمدينة رام الله في فلسطين.
وفي هذا الشأن يقول بلال شلش سكرتير المجلس قروي شُقبا لموقع أصداء، "مغارة شُقبا أو مغارة الناطوف نسبة للحضارة الناطوفية تعود للمرحلة الثانية من العصر الحجري، وعمرها عشره آلاف سنة قبل الميلاد، حيث جاء باحث بريطاني قام بإجراء دراسات حولها وكتشف في داخلها مواد أولية لأدوات زراعية قديمة".
يوضح شلش بان المغارة تعاني من وجود كسارة الناطوف التي يتم فيها عمل انفجارات لتفتيت الصخر، مما يؤدي الى عمل تشققات وانهيارات بالمغارة، عدا عن منع الاحتلال لأي عمليات ترميم وتعبيد للطرق المؤدية لها وذلك لأنها تقع في المنطقة "ج".

وفي السياق ذاته يقول المواطن مصطفى شلش في قرية شُقبا لموقع أصداء، سميت المغارة بهذا الاسم نسبة لكثرة الشقوق بالمغارة، وهناك سبب آخر وهو وجود ملكة كانت تسكن المغارة اسمها شَقبا ونسبتاً لها سميت المغارة بهذا الاسم، ولكن مع مرور الزمن تحول الاسم من شَقبا الى شُقبا.
ويشير شلش الى أن المغارة تعود الى الحضارة الناطوفية التي سكنت البلاد، وتم اكتشاف المغارة عام 1928 على يد باحثة بريطانية زارت القرية، وبمساعدة أهل القرية تم فيها العثور على أدوات زراعية قديمة.
ويذكر شلش أن المغارة دليل واضح على أنها من أول المناطق التي شهدت على تحول الإنسان من الصيد الى اكتشاف الزراعة، حيث قامت الحضارة الناطوفية فيها بأول زراعة لقمح والشوفان.
وينوه على أنها تتعرض بسبب موقعها داخل أراضي "ج" للإهمال، وقيام الاحتلال بعمليات تفجير أدت الى عمل تشققات فيها تهدد في سقوط أجزاء منها.
ومن الجدير ذكره أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة "اليونسكو"، قامت بإضافة المغارة الى قائمة المواقع المرشحة لاحتمال تعينها كموقع للتراث العالمي.