الرئيسية / مقالات
لنعد إلى المربع الأول... رامي مهداوي
تاريخ النشر: السبت 01/09/2018 09:02
لنعد إلى المربع الأول... رامي مهداوي
لنعد إلى المربع الأول... رامي مهداوي

استمعت يوم الأربعاء الماضي لما يقارب 35 متحدثاً و40 مداخلة من شخصيات وقيادات فلسطينية من مختلف الأطياف الفكرية الوطنية والإسلامية من الضفة الغربية وقطاع غزة والداخل الفلسطيني، ذلك من خلال مشاركتي في مؤتمر "الرزمة الشاملة طريق الوحدة الوطنية" الذي نظمه المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية_مسارات، وأيضاً من خلال ورشة عمل نظمها ملتقى فلسطين الثقافي بعنوان" إسرائيل والدولة القومية للشعب اليهودي".
بعد هذا الكم الهائل من الآراء المتنوعة، ومشاهدة النزاعات وتسجيل المواقف بين المتحدثين وهم يتحدثون عن المصالحة!! والدخول في متاهات رفع الإجراءات العقابية عن قطاع غزة والشروع في حوار وطني، وضياع مفهوم المواطنة لفلسطينيي الداخل، ثم النظر الى الذات الفلسطينية وأين تقف الآن من مواجهة الكيان الصهيوني الاستعماري؟ فنحن لا نمتلك برنامجاً وطنياً في مواجهة الاحتلال من أجل إنجاز الحقوق الوطنية الفلسطينية، بطبيعة الحال لا نمتلك أسس الشراكة الواقعية التي تتلاءم مع قواعد العمل لمرحلة التحرر الوطني، هذه اللوحة البشعة للحالة الفلسطينية التي وصلنا لها تجعلني أسأل السؤال التالي: لماذا لا نعود الى جذور"الملهاة"_ القضية الفلسطينية_ وما هو المانع للعودة الى المربع الأول؟
والمربع الأول هو أن فلسطين التاريخية تخضع لاحتلال صهيوني منذ عام 1948، بالتالي يجب الحديث مع العالم بلغة التحرر من الاستعمار، وتحمل الدول الغربية مسؤوليتها التي ساهمت في انشاء هذا الكيان من أجل التخلص من "القضية اليهودية" في مجتمعاتهم الغربية وإنشاء وطن قومي لليهود على حساب الشعب الفلسطيني.
قد يقول قائل ما هذ الجنون؟! لكن باعتقادي نحن الآن في أفضل وقت للعودة الى المربع الأول وليتحمل الكل مسؤولياته، لتتحمل "الأونوروا" مسؤوليتها، ولتتحمل الأمم المتحدة تطبيق قراراتها، وليتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته الكثيرة وأهمها ما تقوم به الولايات المتحدة الأميركية من عربدة دولية ليست فقط على القضية الفلسطينية وإنما على العالم!
أيضاً لتتحمل إسرائيل مسؤوليتها عن أعمالها التي تقوم بها باسم القانون!! وهي بعيدة كل البعد عن المواثيق والقوانين والشرعية الدولية، فهي دولة عنصرية".
نجد القوانين العنصرية التي تُشرعها دولة الاحتلال وآخرها كان ضد فلسطينيي الداخل، نجد أيضاً اللاإنسانية في قطاع غزة وقتل أكثر من 2 مليون فلسطيني بذرائع مختلفة، نجد الاستيطان الاستعماري الكولونيالي الذي يفتك بالضفة الغربية بشكل يومي ووجود ما يقارب 220 الف قطعة سلاح بيد المستوطنين، نجد القرصنة الاستعمارية على الأموال المستحقة للفلسطينيين في مختلف القطاعات، والكثير الكثير من المشاهدات التي بإمكانكم إضافتها.
أما نحن كفلسطينيين وقعنا في فخ تقسيم تطلعاتنا الوطنية والإنسانية، هناك من يناضل وحده من أجل حقوق المواطنة، وهناك من يناضل لأجل الاستقلال وإنشاء الدولة، وهناك من يناضل وحده من أجل حق العودة وتقرير المصير، والأخطر بأننا جميعاً لا ندرك مخاطر النضال الفردي من حيث النظرة الشمولية للقضية الفلسطينية.
أنا مؤمن بأن قانون القومية اليهودي له أضرار ليس على فلسطينيي الداخل فقط، وإنما على الكل الفلسطيني، على ابن مخيم عين الحلوة وعلى ابن خان يونس وعلى ابن قلقيلية...الخ. أيضاً ما يحدث و/أو سيحدث في ما يسمى "الهدنة" بين حماس وإسرائيل يؤثر بشكل كبير على الضفة الغربية وعلى اللجوء والشتات الفلسطيني. وما يحدث أيضاً في الضفة الغربية بمختلف جوانب الحياة اقتصادية وسياسية واستعمارية له أثر ملموس على الكينونة الفلسطينية.
تلك المعادلات والتصورات التي ذكرتها بحاجة الى صياغة المعادلة للعودة الى المربع الأول والى جذور الحكاية، وهذا يتطلب أفكارا جديدة وأدوات عصرية وهدم "التابوهات" الفلسطينية، وأن لا تتم صياغته كأنه شعار تكتيكي للمرحلة الحالية، بقدر ما انه فعل لقلب الطاولة دولياً وليتحمل الكل مسؤوليته التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني المحتل.
 

 الايام

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017