الرئيسية / مقالات
ما بعد أوسلو...
تاريخ النشر: السبت 22/09/2018 09:12
ما بعد أوسلو...
ما بعد أوسلو...

رامي مهداوي
2018-09-22
ترامب ونتنياهو يقضيان أجمل أوقاتهما ولا يهمهما الا أنفسهما والحلقة الضيقة لهما. ذلك جعلهما يعيشان في حالة من الغيبوبة على الصعيد الدولي وليس فقط معنا كفلسطينيين.
إن أجندة الرئيس الأميركي الخاصة تمنعه من عمل الكثير تجاه تدهور مكانة أميركا في العالم وبالتحديد بمنطقة الشرق الأوسط، من هنا فإن سياسة الولايات المتحدة _ في الوقت الراهن_ هي بيد مجموعة غالبيتها من أتباع اللوبي الصهيوني همهم الأول والأخير المحافظة على وظيفتهم.
لقد أغرقنا أنفسنا بأنفسنا منذ زمن في تفاصيل الوهم لنفقد مواقفنا الأساسية ونبرر ذلك بتبريرات كادت تنسينا مبادئنا الوطنية التي تتآكل يومياً، وحتى هذه اللحظة لم نقم بما يجب أن نفعله من أجل وقف هذا النزيف في الجرح الفلسطيني المتمثل في 25 عاماً من المماحكات التي لا تنتهي بشأن ما هو أقل ..أقل..
يومياً خلال 25 عاماً نشاهد تحويل أرضنا الى دولة كولونيالية هدفها المعلن الاعتناء باليهود من دون غيرهم وقانون القومية الأخير لهو خير دليل، ما أشاهده بشكل يومي يجعلني أقتنع بأننا دخلنا مرحلة جديدة لنطلق عليها اسم "ما بعد أوسلو"، أدخلنا لهذه المرحلة أداؤنا السيئ في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل اللتين لعبتا دوراً أساسياً في إضعافنا وتفكيكنا بما يتلاءم مع مشروعهما الصهيوني الإمبريالي.
التحدي الأساسي في هذا الوقت بالتحديد هو أنفسنا نحن الكُل الفلسطيني، حان الوقت لكي نجعل من حقوقنا الإنسانية البوابة التي يجب أن نخاطب بها العالم، ومواجهة الرأي العام الإسرائيلي حسب منطلقاتنا كشعب يطلب الحرية وتنفيذ حق تقرير المصير، ما لم نقم بالمهام الأساسية التي علينا فلن يكون أمامنا سوى الانصياع الى مصير مظلم أشبه ما يكون لمصير الهنود الحمر في أميركا.
ما نستطيع فعله لمنع ذلك يتمثل في مواجهة إسرائيل والاشتباك معها في المحافل والهيئات الدولية _كما ذكرت في مقالي السابق_ أيضاً أن يتم التركيز على التصدي للاستيطان الكولونيالي الصهيوني بفعل جماعي وليس بأن تقاتل كل قرية وحدها من خلال فعل مدروس. وأيضاً الاستنهاض في الفعل الحكومي من خلال الفعل المؤسساتي المبني على خطة تنموية مقاومة للاحتلال تستند على البناء في مواجهة آلة الهدم الاستعمارية.
أتمنى أن أكون مخطئاً، لكن نحن دخلنا مرحلة ما بعد أوسلو والعجز سيد الموقف، أخشى ما أخشاه بأننا سنستيقظ يوماً ما ونسأل أنفسنا: ماذا حصل؟ لماذا تركناهم يأخذون أرضنا من دون أن نكون لهم في المرصاد؟! وهذا ما حصل معنا في حيفا..عكا.. يافا.. صفد.. فأين نحن من كل ذلك؟!

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017