برلين - هو الفلسطيني أينما وجد له بصمة واضحة يصعب تجاوزها ويشار لها دوما بالبنان، الأخوين ابراهيم وماهر عيادي ينافسان على لقب بطولة ألمانيا وأوروبا للملاكمة بخطوات وتكتيك متقن ، مكنهما من أن يكونا الاوفر حظا لنيل هذا اللقب الدولي.
فلسطين حاضرة في ذهن البطلين عيادي في نزالاتهم من خلال العلم الفلسطيني الذي يزين زيهم الرياضي، فالحنين والشوق الى الوطن الذي لم يشاهدانه مغروس في قلبيهما ، فالبرغم رحلة اللجوء والمعاناة التي عاشاها والداهما من فلسطين الى لبنان ومن ثم الى المانيا، فإن هذه التجربة الصعبة كانت حافز كبير لكي يثبتا انفسهم في الغربة والشتات رغم كل المعيقات والعقبات.

في رصيد البطلين عيادي عدد من البطولات والألقاب بمختلف الاوزان على صعيد برلين والمانيا التي يحملان جنسيتها وكذلك اوروبا. فابراهيم فاز بثلاث بطولات بالضربة القاضية وكذلك بالمثل اخوه ماهر . وكان للبطليين مشوار طويل من التدريب والمواجهات في مرحة الناشئين حتى وصلا الى مرحلة الاحتراف وباتا خصم قوي ويحسب له الف حساب من المنافسين الالمان والدوليين.

العقبات
بالرغم من النجاح والتفوق الباهر للبطلين والمتمثل بانهما حتى الآن لم يخسرا اي مواجهة في خضم المنافسات الحالية لبطولة اوروبا والعالم، إلا ان هناك عدد من العقبات التي يواجهانها والمتمثلة في قلة الامكانيات والدعم من الجهات المختصة، فكل العمل الحاصل هو بمجهود شخصي من الأخوين عيادي فهما لا يحصلان على اي دعم خاص او حكومي من اي جهة في المانيا . وبالرغم من طرح بعض الاندية الالمانية دعم البطلين لكن بشرط ان يغيرا اسمائهم العربية لاسماء المانية وعدم الاشارة الى فلسطين في المواجهات إلا ان البطلين عيادي رفضا كل هذة العروض والمغريات .

نمط الحياة ..والتمرين
يقول البطل ماهر عيادي ان الملاكمة والتمرين جزء من كيانه ولا يستطيع التخلي عنها ، ويطمح الى ان يصل الى اعلى المراتب وحصد كبرى البطولات العالمية ورفع اسم فلسطين في كبرى المحافل الدولية .
أما البطل ابراهيم عيادي فيقول في الحلبة انسى كل شيء خارج الحبال فلا افكر إلا بكيف سأهزم خصمي واتغلب علية لان فرحة النصر ليس لها مثال بالنسبة لي كوني امثل وطني فلسطيني دائما واحرص على ارتداء العلم الفلسطيني على الزي الرياضي الخاص بي في اللعب.
وخلال التصفيات الجارية حاليا، فقد فاز البطل ابراهيم في ست مواجهات دولية دون اي خسارة، وكذلك فاز البطل ماهر بأربعة مواجهات دون اي خسارة .

الجمهور والتشجيع

يقول البطلان ان دعم وتشجيع الجمهور الفلسطيني لهما في المواجهات يشكل دعم معنوي كبير لهما ويزيدهم اصرار على النصر وتحمل المسؤولية والثقة الملقاه عليهم، وخاصة انهما يمثلان نموذج للشباب الفلسطيني العربي الناجح في الشتات الاوروبي.

ويضيف البطلين ان الثقة صعبة وعلينا ان نكون على قدرها فلهذا نحن لدينا تدريب يومي بمعدل مرتين باليوم على مدار الاسبوع لكي نصل الى المستوى المطلوب والتحضير الذي يمكنا من القدرة على مواجهة اكبر الابطال والخصوم. ويضيفان التدريب في هذة المرحلة يتم تحت اشراف مدرب منتخب المانيا Herr Omsen .
ويشير البطلين عيادي بان تشجيع الجمهور مهم ولكن نحن بحاجة الى دعم من الجمعيات والمؤسسات الفلسطينية هنا في المانيا او في الوطن لكي نكمل هذا الطريق والمشوار ولنرفع علم وطنا الغالي فلسطين في كل الساحات والحلبات.

رسالة الى الشباب
أكد البطلين عيادي على ضرورة ممارسة الرياضة بكافة انواعها ومجالاتها وجعلها جزء من نمط حياة الشباب، كونها تعود بفائدة صحية كبيرة ولياقة ورشاقة بدنية وجسم سليم، وايضا لانها تعلم الصبر والتحمل والكثير من القيم الانسانية ، كما ان الرياضة تشكل رادع للشباب خاصة في الغرب من الانزلاق الى بعض الممارسات مثل الادمان على الكحول والمخدرات وغيرها من الامور التي تدمر الاجيال.