الرئيسية / مقالات
التجمع الديمقراطي الفلسطيني مهمات الوضع الراهن
تاريخ النشر: الأربعاء 13/03/2019 11:39
التجمع الديمقراطي الفلسطيني مهمات الوضع الراهن
التجمع الديمقراطي الفلسطيني مهمات الوضع الراهن

د.باسم عثمان كاتب فلسطيني مقيم في دمشق

يواجه "التجمع الديمقراطي الفلسطيني" و الذي يضم خمسة من قوى اليسار الفلسطيني، و العديد من الشخصيات الوطنية و المجتمعية المدنية الكثير من التحديات الداخلية والخارجية يصفها محللون سياسيون بـ"الكبيرة"، من أجل تحقيق أبرز أهدافه، وهو كسر هيمنة حركتي "فتح" و"حماس" على النظام السياسي الفلسطيني.

وقال التجمّع، في بيان انطلاقته، إن هذه الخطوة تأتي "استشعارا لمخاطر التصفية التي تتعرض لها قضيتنا الوطنية، بفعل الإجراءات الأميركية، التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس من استيطان وسن قانون القومية العنصري، وفي غزة اشتداد الحصار".

ويهدف التجمّع، حسب البيان، إلى توحيد عمل جميع القوى والمؤسسات والشخصيات الحريصة على المشروع الوطني الديمقراطي، للجم التدهور الحاصل في الساحة الفلسطينية نتيجة الانقسام وممارسات الهيمنة والتفرد وتقويض أسس الشراكة الوطنية,

و"التجمّع الديمقراطي" سيحاول تدريجيا كسر القطبية الثنائية، التي أوجدتها حماس وفتح في النظام السياسي الفلسطيني، والتي أوصلت الحركتين إلى حدّ "الاحتراب"، كما قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ، طلال أبو ظريفة.

هذا يتطلب تطبيقات عملية لبرنامج التجمّع بشكل ناجح، حتى يصبح قوة قادرة على إحداث نوع من التوازن في النظام السياسي الفلسطيني وكسر حالة القطبية الثنائية , كونه وضع برنامجا متكاملا بدأ تنفيذه ، و لكن عليه أن يأخذ بعين الاعتبار قضايا الانقسام والحريات والقضايا الحياتية والاجتماعية، بما فيها الاقتصادية، وأوضاع المؤسسات الفلسطينية وكيفية إعادة بنائها عبر الانتخابات.

و هذا البرنامج دليلا على مصداقية التجمّع في الشارع الفلسطيني؛ ما يجعله قادرا على بلورة تدريجية لقوة ثالثة قادرة على إحداث توازن بين القوتين الرئيسيتيْن حماس وفتح .

ونجاح التجمع الديمقراطي في عمله كقوة جماهيرية لها وزنها و حضورها يتطلب التمكين من هذه العوامل:

- تجاوز أي تباينات تظهر بين القوى المشاركة في التجمع و تغليب الوطني على الحزبي الفصائلي , وتغليب المصلحة الوطنية على المصلحة الفئوية الضيقة و اذا سادت حالة من التصارع الحزبية، فسيفشل في كسر هيمنة القطبية الثنائية لفتح و حماس.

-وضع آلية برنامجية وخطة عمل وطنية و اجتماعية لتمتين الالتفاف الجماهيري والوطني حول التجمّع و برامجه, و وضع خطوات عملية قادرة على أن تشكّل مرتكز بتوسيع مساحة الالتفاف الشعبي و الجماهيري حوله .

-التوافق على مرجعية قيادية للتجمع بقرارات ملزمة في القضايا الوطنية المصيرية و توفير الدعم المادي له و بشكل مستقل ليتمكن من تغطية نفقات انشطته الوطنية و الاجتماعية .

ان نجاح التجمّع في كسر القطبية الثنائية التي أوجدتها فتح وحماس في النظام السياسي الفلسطيني، يستند الى نجاحه في تحقيق الالتفاف الجماهيري حوله , حيث يوجد جمهور كبير ليس فتح وليس حماس، ما تتجاوز نسبته بين 30 و50% غير منتمين لأي من الفصيليْن ,

وهذا يعني ان هناك أفق أمام التجمّع للعب دور أساسي في كسر الاستقطاب الثنائي الحاد الذي أدى إلى الانقسام ومواصلته وتعميقه , من خلال استقطابه للجمهور الفلسطيني ,

لان المأزق الشامل في الساحة الفلسطينية ناجم عن الانقسام والاستقطاب، وغياب الرؤية البرنامجية و الإستراتيجية القادرة على توحيد الشعب وتحقيق أهدافه وحقوقه الوطنية بتوفير له الرافعة الوطنية القادرة على استنهاض طاقاته الذاتية , هذا الجمهور الفلسطيني الذي لو وجد حزبا أو تجمعا جديدا يلبي طموحاته ومطالبه ويدافع عن قضيته فسيدعمه بقوة.

و نجاح التجمع يكمن في تقديمه نموذجا آخرا جديدا في القول والعمل، وفي السياسة، وفي تناول مختلف القضايا، لكي يحدث التوازن المطلوب , من خلال مراجعة التجارب السابقة واستخلاص الدروس والعبر, و وضع خطة عمل ملموسة وبلورة الاتفاق على بعض القضايا المهمة والحساسة، التي يهدد عدم الاتفاق عليها التجمّع بالفشل، و أن يتصرف على أساس أنه يهدف إلى إحداث فرق جوهري في المعادلة الفلسطينية القائمة .

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017