نابلس 23 شباط 2014
استضافت جمعية اللجنة الأهلية لمحافظة نابلس في اجتماعها الاعتيادي ،يوم امس، حوارا تشاوريا هاما تناول المشاريع الأكثر إلحاحا في المحافظة التي سيتم إدراجها في خطة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي للعام 2014. وشارك في الحوار مسئولين بارزين هما نائب محافظ فلسطين في الصندوق العربي الدكتور إسماعيل ومسئول ملف فلسطين في الصندوق الخبير الاقتصادي الدكتور سمير جراد و ممثلي المؤسسات في الجمعية الأهلية إضافة لرئيس البلدية ونائب محافظ نابلس وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح السيد محمد المدني وأعضاء الهيئة الإدارية للجنة الأهلية.
في بداية الجلسة، رحب السيد منيب رشيد المصري رئيس الهيئة الإدارية للجمعية بالضيوف مؤكدا أهمية الدور الذي يؤديه الصندوق العربي في دعم فلسطين ومثمنا عاليا جهود واهتمام رئيسه سعادة الأخ عبد اللطيف حمد.
وأوضح المصري أهمية الدعم الذي يقدمه الصندوق لفلسطين عامة ،ولمحافظة نابلس بشكل خاص، في شتى المجالات الصحية والاجتماعية والتعليمية. ودعا إلى استمرار هذا الدعم.
من جانبه أشار الدكتور جراد إلى مجالات الدعم التي تنطلق من مفهوم الاعتماد على الذات و تهدف إلى تقليل البطالة والسعي وراء مشاريع مدرة للدخل إضافة إلى دعم القطاعين الصحي والتعليمي والمهني و وتوفير فرص عمل للخريجين الجامعيين الشباب بما يهدف إلى النهوض بالوضع الفلسطيني العام وتثبيت المواطن الفلسطيني فير وطنه وسعي الصندوق لمكافحة الفقر.
كما نبه إلى أهمية وضرورة رفع مستوىات التنسيق بين الجهات المعنية والمؤسسات العاملة في المجال الاجتماعي في إطار خطة إستراتيجية متكاملة في تقديم خدماتها المجتمعية على مستوى الوطن.
واجمع المشاركون على أهمية الشراكة مع المؤسسات التعليمية وخاصة المراكز التعليمية في الجامعات الفلسطينية لرفد المؤسسات المجتمعية بالدراسات وان تكون رديفا قويا في الخطط الإستراتيجية.
وأوضح الدكتور إسماعيل الزابري في مداخلته، "أن فلسطين تحظى بأولوية في الصندوق العربي وفي غيره من الصناديق العربية. لكن موارد هذه الصناديق تبقى محدودة قياسا بالاحتياجات الواجب تلبيتها ومن هنا تأتي الضرورة لبلورة المشاريع الأكثر إلحاحا لتعزيز صمود الناس في بلدهم."
وأشاد الزابري بمبادرات أهالي محافظة نابلس وأبنائهم المغتربين لتلبية ما هو مهم بالنسبة لهم مثل تعزيز بقائهم وصمودهم واعتمادهم على مواردهم في بناء مدارسهم وزراعة أراضيهم في أوقات لم تتوفر وسائل دعم خارجية.
وتوقف الدكتور الزابري عند تجربة اللجنة الأهلية المتميزة في العمل المشترك والتنسيق والتخطيط الممنهج التي تشارك في تنظيمه مؤسسات العمل الأهلي والمؤسسات الرسمية والتعليمية في المحافظة بما يخدم تكامل العمل الإنساني والاقتصادي والتنموي
وعلى مستوى محافطة نابلس تم التأكيد على توجه المؤسسات نحو ضرورة دعم برامج التشغيل وخاصة القطاع المهني والخريجين الجامعيين ودعم التوجه نحو التنمية من خلال دعم المنتجات المحلية لدعم الاقتصاد المحلي وطالب المجتمعون بدعم الصندوق لتعويض القطاع الصناعي الذي كان الأكثر تضررا في فترة الانتفاضة الثانية
كما وجه المجتمعون نداءا إلى استكمال دعم عمل الجمعية في برامج اعمار بيوت المهمشين وإعادة بناء المنازل المهدمة والتي طال انتظار أصحابها ولم يستكمل العمل بإعادة بنائها حتى اليوم.
كما تم التأكيد على أهمية الوعي المجتمعي وضروة دعم البرامج التوعوية في مختلف المجالات الاجتماعية وخاصة رفد الاقتصاد المحلي والاعتماد على الذات
وفي الإطار السياسي أوضح ضيف اللقاء السيد محمد المدني دور المؤسسات السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية في دعم التوجه التنموي على مستوى الوطن موضحا ضرورة العمل المشترك مع الاطر السياسية لدعم هذا التوجه
كما أشار إلى حساسية المرحلة السياسية التي يمر بها الشعب الفلسطيني موضحا أهمية العمل السياسي في دعم القرار السياسي وان توجه المفاوض الفلسطيني نحو السلام هو خيار استراتيجي ويعتبر جزءا لا يتجزأ من النضال السياسي وصولا الى قرار سياسي حكيم ومتطلع الى السلام وان احد عناصر نجاحه هو التوجه نحو المجتمع الإسرائيلي بهدف التأثير على صناع القرار ، وليس التطبيع، لدعم جهود السلام الحقيقي وإحقاق الحقوق الوطنية الفلسطينية
ومن الجدير ذكره ان جمعية اللجنة الأهلية قد تبنت في سياسة عملها دعم التوجه نحو التنمية المجتمعية كخيار استراتيجي يضمن نجاحه تكامل العمل والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة بما يخدم التعليم والاقتصاد المحلي ويؤمل في المرحلة المقبلة أن يتعزز هذا التوجه من خلال الدعم الذي يقدمه الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في الكويت لما لهذا الدعم المستمر من أهمية كبرى على مستوى الوطن.