الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
مؤسسات الائتلاف التربوي تنظم وقفة تضامنية امام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين اونروا
تاريخ النشر: الثلاثاء 30/04/2019 16:54
مؤسسات الائتلاف التربوي تنظم وقفة تضامنية امام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين اونروا
مؤسسات الائتلاف التربوي تنظم وقفة تضامنية امام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين اونروا

جنين: تحتفظ جدران منزل عائلة صبّاح، وسط بلدة برقين، بصور عتيقة لشاب يعتمر الكوفية البيضاء والعقال الأسود، وتبوح أخرى بذكريات الشاعر عسّاف طاهر مع رفاق المهنة في الإذاعة الأردنية، فيما تجمعه أخرى بفنانين وملحنين.

يبدو صاحب المشهد "الأسمراني" هادئًا، لكن سيرته الفنية لم تأخذ حظها من الشهرة المستحقة، فيما ردد كلماته عمالقة الغناء في الزمن الجميل، كحال" " يا أبو عبد الفتاح"، و" يا مأمور اللي في المطار"، و"يختي خطبوني"، و"يا طير يا طير دربك على باب الله"، وغيرها.

وراح ابنه مصطفى، المولود عام 1947، يحمل لوحه لوالده، ويقدم مقاطع من سيرة الأب والشاب والشاعر والزجّال، خلال الحلقة الثالثة من سلسلة "وجوه" لوزارة الإعلام في محافظة جنين.

وباح: غنى لكلمات والدي عبده موسى، وطروب، وسلوى العجاوي، وسميرة توفيق، وعايدة شاهين، ودلال الشمالي، وفهد نجار، وسامي الشايب، وعمل مع ملحنين كبار، وارتبط بصداقات مع المطرب الكبير وديع الصافي، والفنان محمد طه المصري، وكتب للفنان جميل العاص.

زفة تعليمية

وزاد: أبصر أبي النور عام 1918 في برقين، وكان جدي يعمل مزارعًا، ودخل والدي الكّتاب، وبعمر مبكر، أنهى الكتاب بجداره، وأقيمت له "زفة" على فرس كأنها عريس، وهي عادة درجت في تلك الأيام، ثم انتقل إلى المدرسة، ولم يتعلم إلا للصف الثالث، ثم اختار القراءة الذاتية، وكان مولعّا بالشعر، وبدأ يختلط بشعراء لبنان، الذين كانوا يقصدون فلسطين.

وتابع مصطفى: مما عرفته عن أبي مشاركته في إحياء حفلات أعراس بقرية الجلمة المجاورة برفقة زجالين لبنانيين، ومشاركته مع الشاعر الشعبي إبراهيم الحطيني، الذي قال عنه" كل الحداية بتخاف من الحطيني وعساف".

ووالى: حين أقام المحتلون الإنجليز في بلدتنا لرصف شارع درب السوق بالحجارة، انتبهوا لصوت والدي، وطلبوا منه تشجيع العمال بالغناء. بعدها، انخرط في صفوف حزب البعث، وسُجن في نابلس، ومنع من السفر، وشارك بالمظاهرات الداعمة للثورة الجزائرية، وألقى في قهوة أبو حسن قصيدة منددة بالمحتل الفرنسي: "يا فرنسا فكرك حاير، فكي عن حرب الجزائر، جلب القوة وصوت المدفع ما بتهدي الشعب الثاير".

طه حسين

ووفق الراوي، فإن الشاعر الأب عمل في إذاعة الشرق خلال وجودها القصير في جنين، ثم انتقل معها إلى يافا، والتقى بالأديب طه حسين، الذي كان وزيرًا للتربية والتعليم في مصر، في إحدى زياراته للإذاعة: "وحياتك يا طه حسين الله أعطاني عينين ثنتين، خذلك عين وخلي عين. "ولاحقًا غنّى بصوته في الإذاعة ذاتها "بدي أعملك سهريه آه لو تعرف شو هي كنت تقولي باجي أمشي ع عكازة رمش عيني، بدي أعملك سهرية ع كنافة نابلسية".

وتابع الابن: في نهاية الخمسينيات، زار رئيس وزراء الأردن، هزاع المجالي (اغتيل لاحقًا عام 1960)، وعند سماع لصوت لشعر والدي ومنها "خربت مقاثيها للفلاح"، وتزامنت مع موسم البطيخ، وكان الحدود الأردنية السورية مغلقة فألقى والدي قصيدة زجلية أمام المجالي أدت الى فتح الحدود وبيع بطيخ جنين في دمشق وبيروت، كما طلب منه المجالي الانتظار، وأخبره بتعيينه في الإذاعة الأردنية، لكن أبي اشترط أن لا يقيم في عمّان، وصار يرسل أعماله بالبريد.

"أبو عبد الفتاح"

واسترد مصطفى، صاحب الترتيب الثاني في العائلة، إنه سمع الكثير من مناسبات أغاني والده، كما نقلها له رفاقه، ومنهم قصة الحاج طاهر الشايب، الذي كان يجلس في مقهى وسط برقين، خلال موسم العنب، قبالة حاكورة عنب وتين، وتصادف جلوس مالكها أحمد الحسن ، فصار يغني: "يابو عبد الفتاح طاح العنب طاح نادي عَ الناطور يعطينا المفتاح".

وبحسب الابن، فإن الوالد كتب لفلسطين، وللأرض، ونسج قصائد الغزل، وكان من المشاركين في وداع الجيش العراقي الذي كان يدافع عن جنين، واشتهر بقصيدة ( شلون ما كو أوامر يا صالح زكي). وغنى بالمجان في الحفلات الشعبية والمناسبات الاجتماعية والوطنية لأهالي بلدته، وكتب مئات القصائد والأغان شعبية، وقدّم أغانيه ببرنامج "مضافة أبو محمود" في الإذاعة الأردنية، وتشارك في الغناء مع هيام يونس، كما غنى كلماته عبده موسى، في أغنية "مرين وما معهن حدى دادي دادي"، التي بثت قبل ساعات من وفاته بسكتة قلبية في 18 حزيران 1965، تاركًا نبيل، وسهيل، ومصطفى، وإيمان، وحنان.

ومما قالته الفنانة سلوى العاص: بدأت مسيرتي الفنية بالاشتراك مع زوجي جميل العاص، وبدأنا بالأغاني الأردنية، ومن أهمها وأحبها إلى قلبي أغنية "بين الدوالي" ثم "وين ع رام الله"، "وبس ارفع ايدك"، و"يا ظريف الطول"، بالإضافة لعدد من الأغاني الوطنية، ومن أهم ما كتب ولحن وقتها الشيخ رشيد زيد الكيلاني، الذي نظم الكلمات، إضافة إلى الشعراء عساف طاهر، وحيدر محمود، وسليمان المشيني، ونايف أبو عبيد، وحسني فريز، وعبد الفتاح حياصات، وغيرهم.

وأنهى مصطفى: أدخلني والدي إلى قسم الموسيقى في كلية الشرطة، وأحب أن يراني ملحنًا، وللأسف، رحل مبكرًا، وخسرنا إرثه، الذي كتبه بخط يده، فقد تم حرق الكثير من شعره وزجله عقب النكسة.

يشار إلى أن وزارة الإعلام في جنين تخصص سلسلة "وجوه" لسيرة مبدعين تركوا بصمة في تاريخ المحافظة، ورفعوا اسم المدينة في كل المحافل، وسبق أن واكبت سيرة المؤرخ مخلص محوب الحاج حسن، وعالم الفضاء د. عصام النمر.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017