الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"face app".. شيخوخة افتراضية يتجرعها الأسرى واقعاً في سجون الاحتلال
تاريخ النشر: الأثنين 15/07/2019 12:54
"face app".. شيخوخة افتراضية يتجرعها الأسرى واقعاً في سجون الاحتلال
"face app".. شيخوخة افتراضية يتجرعها الأسرى واقعاً في سجون الاحتلال

 تفاعل الملايين من رواد مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، مع ما سمي بتحدي "الشيخوخة"، إذ قام مستخدمو التطبيق باستعراض صورهم المتوقعة عندما يكبرون عن طريق "face app" الشهير، الذي يتيح لمستخدميه استخدام فلاتر متعددة، تسمح لهم بتغيير أشكالهم ليبدون أكبر عمراً أو أصغر سناً.



وإن كانت الشيخوخة التي يمنحها التطبيق الروسي افتراضية، فإن هناك المئات من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يعيشون هذه العملية واقعاً، إذ يدخل الأسير شاباً ويخرج شائباً أو جثة هامدة، بعد احتجازه في المعتقلات لأعوام طويلة.

وحسب الإحصائيات الرسمية، فإن هناك أكثر من 500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد، لمدد تتجاوز مئات الأعوام، كما أن هناك نحو 40 أسيراً قد مضى على اعتقالهم أكثر من 20 عاماً، من بينهم 7 مضى على اعتقالهم أكثر من 30 عاماً.



الأسيران البرغوثي وسلامة

ونشرت المرابطة المقدسية خديجة خويص، على صفحتها عبر "انستغرام" صورة للأسير نائل البرغوثي، أقدم أسير في العالم، (قضى في سجون الاحتلال ما يزيد عن 39 عاما)، في ريعان شبابه، إذ تبدو ملامحه الأوروبية وشعره الأشقر الطويل، تقارنها بلقطة ثانية سربت من سجون الاحتلال. 

وعلقت خويص على صورتي الأسير البرغوثي قائلة: "في ظلال تطبيق الفيس أب، الذي يجعلك مسنا، حيث هو تطبيق خيالي وافتراضي، عندنا نموذج حقيقي بين الصبا والشيب، هذا معنى أن يشيب الرأس في حب الوطن، في غياهب السجن وفي قبضة السجان".

أما الناشط ربيع رضوان، فقد قارن بين صورتين للأسير حسن سلامة (قضى في سجون الاحتلال 23 عاما، ومحكوم بالمؤبد 48 مرة و30 عاما)، وقال: "ليست صورة عبر تطبيق Face App، لكنها صورة تعكس كيف يُطبق الاحتلال إجرامه على الشعب الفلسطيني، وما الأسرى إلا نموذج لسنوات ضياع الشباب داخل الزنازين والمعتقلات".

وتابع معلقا على الصورة: "الأسير حسن سلامة، هكذا دخل السجن، وهكذا هو اليوم، وما زال لديه أمل بالحرية".

 صور التطبيق أكثر جمالا

الناشط الفلسطيني، إسلام أبوعون، والذي تعرض للاعتقال عدة مرات، أكد لـ"قدس برس"، أن كثيرا من الأسرى الذي أمضوا سنوات طويلة في السجون، تغيرت ملامحهم وصاروا يبدون أكبر من عمرهم الافتراضي، بسبب الضغوط النفسية والأمراض.

وأضاف أبوعون، إن بعض الأسرى يستعرضون صورهم عندما كانوا شباباً مع الأسرى الأخرين، ويقارنونها مع ملامحهم الحالية، مشيراً إلى أنهم يجاملون بعضهم في الغالب، بأنهم أصبحواً أكثر جمالاً حالياً.

بدوره يقول الأسير المحرر فادي فرح، قضى في سجون الاحتلال أربع سنوات، إن الصور التي يمنحها التطبيق للمستخدمين أجمل كثيراً من التغيير الذي يطرا على ملامح الأسرى، حيث يميل التطبيق إلى تبييض وجوه المستخدمين وجعلها أكثر نضارة، بينما تفتك الأمراض وسوء المعاملة في سجون الاحتلال، في جعل الشعر أكثر شيباً، والوجه شاحبا أكثر تجعيداً، والجسد هزيلا.

ولا يقارن "فرح"، في حديثه لـ"قدس برس" نفسه بالأسرى الآخرين، الذي قضوا عشرات السنوات في سجون الاحتلال، مشيراً إلى أن بعضهم أسير منذ تسعينات القرن الماضي، ولا أمل له بالخروج من السجن، سوى عن طريق حصول اتفاقية تبادل، كالتي جرت قبل عدة سنوات، (في إشارة إلى صفقة وفاء الأحرار في العام 2011) .

ووفق إحصائيات رسمية صدرت عن هيئة شؤون الأسرى، فقد وصل عدد الأسرى الفلسطينيين إلى نحو 5700 أسير، من بينهم 48 سيدة، و230 طفلًا، و500 معتقل إداري.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017