الرئيسية / الأخبار / فلسطين
تقى منصور تحتفل بنجاحها وتهديه لروح والدها
تاريخ النشر: الأربعاء 24/07/2019 16:15
تقى منصور تحتفل بنجاحها وتهديه لروح والدها
تقى منصور تحتفل بنجاحها وتهديه لروح والدها

تقرير: أسماء دروزة

بدت معالم الفرحة منقوصة في عائلة الشهيد عمر منصور بمدينة نابلس بالضفة المحتلة بعد نجاح ابنته الوحيدة تقى وحصولها على معدل .88،4% في الثانوية العامة بالفرع الأدبي.

وتقول تقى منصور أن كل شخص في العالم يتمنى حضور والده ومشاركته فرحة النجاح لا سيما في هذه الفرحة من حياته، مشيرة إلى أنها تهدي هذا النجاح إلى روح والدها الطاهرة الذي يعتبر من أحد قيادات المقاومة الفلسطينية والإسلامية.

وتضيف تقى : " رغم فراق الوالد إلا أنه كان ملازماً لي في أوقات الدراسة وكان حافزاً لي من أجل الاستمرار في المثابرة والدراسة لا سيما في لحظات التشتت والفتور التي كنت أمر بها بعض الأحيان."

وتوضح منصور الحاصلة على معدل ،88،4% في الثانوية العامة بالفرع الأدبي أن رهبة الانتظار كانت حاضرة طيلة الفترة الماضية، إلا أن دموع الفرح التي حضرت بعد ظهور النتيجة أذهبت حالة القلق، مشيرة إلى أن نجاحها بمثابة إهداء لوالدها الشهيد ولوالدتها التي كانت لها نعم الأم والأب في غياب والدها.

وتبين تقى منصور أنها تسعى لإنجاز دراستها الجامعية في مجال اللغة العربية من أجل إحياء اللغة الأم ولغة القرآن التي أصبحت مهمشة عند الكثير من الناس.

وتعبر والدة تقى: "زوجي ترك لي هذه الأمانة قبل استشهاده، أحمد الله كثيراً أن جعلني قادرة لهذا الحمل وهذه الأمانة." وتضيف الوالدة: " تقى في مراحلها الدراسية كانت من المتفوقات في علاماتها والحمد لله اختتمت مراحلها الدراسية في المدرسة بمعدل يرضيني ويسعدني."

وتبين والدة تقى الحاصلة على معدل 88،4% :" تقى اختارت اللغة العربية من منطلق حبها الكبير للغة وأساليبها، أسأل الله أن يمن عليها بالتفوق الجامعي كما
تفوقها السابق بالمراحل المدرسية. "


وتشير والدة الشهيد أن نجلها الشهيد عمر منصور ولد في مدينة نابلس في العام 1970 ، و التحق بمدارسها حاصلاً على شهادة الثانوية العامة بمعدل أهله لدخول جامعة النجاح الوطنية، ليختار التخصص الذي طالما حلم به، فدخل كلية الشريعة لينهل من العلم الشرعي ما يقيم به بنيانه لينطلق داعيا الى الله تعالى، ومحصنا في وجه الاحتلال الذي تجرع مرارته منذ ان خطى أولى خطواته على ارض فلسطين.مضيفةً أن مسيرة حياته سارت براعية الله تعالى، ولكن الاحتلال الصهيوني الذي لا ينفك أن يجرع أبناء الشعب الفلسطيني المرارة، أبى أن يتم الشاب السعيد بتخصصه دراسته، فاجتالته يد الصهاينة وأودعته السجون لا لذنب اقترفه، إلا أنه كان يأبى الاحتلال ويعمل على كشفه وتعريته من خلال عمله في الكتلة الاسلامية.

وتضيف الحاجة إم عمر: "بعد خروج شهيدنا من السجون الصهيونية احترف العمل في مهنة تجليس السيارات، بالإضافة إلى ابداعه في صنع مجسمات قبة الصخرة المشرفة، تلك المهنة التي تعلمها من اخوانه داخل السجون، لتكون رمزا على عمق حب القدس وتجذرها في القلب ورسوخها في الوجدان، ولتكون حافزا للجيل الصاعد أن يعمل لتحريرها ويجود بالنفس والدماء في سبيل عزها وعودتها من أيدي الطغيان."

وتقول والدته :" ولدي عُرِف بدماثة خلقه و حيائه و تواضعه بين إخوانه ما جعله محبوباً لديهم، حيث كان يهب الغالي والنفيس في خدمة إخوانه والسهر على راحتهم، وكان كل من يراه يحبه ويدخل القلب منذ الوهلة الاولى، وهكذا هم عباد الله وأحباؤه، كان كثير الدعاء أن يرزقه الله الشهادة، وما ان يسمع عن شيخ صاحب فضل الا واقبل اليه راجيا ان يدعو له بالشهادة في سبيل الله.
مشيرة إلى أنه من شدة تعلق نفسه بالشهادة رجا والدته أنْ تدعو له أن يظفر بها عند أستار الكعبة قائلاً في وداعها للحجّ : "طلبي الوحيد يا أمّي أن تدعي لي بالشهادة عند الكعبة".


وتبين الحاجة أن يوم الثلاثاء 31/7/2001م كانت نابلس على موعد ليس ككل المواعيد، بدا اليوم هادئاً وكأنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، عصافير الصباح زقزقت معلنة بانبلاج الفجر، ولكنه فجر يوم الشهادة، دقت الساعة الثانية عشرة ظهراً ولكنها دقات قد سمعها كل أهل المدينة وهرعوا خارجين من بيوتهم ليعرفوا ما خطب تلك الدقات، إنها دقات قد صمت الاذان، وسرعان ما عرف السبب أنها دقات من صنع الاحتلال، دقات صادرة من مئات المتفجرات التي تحملها صواريخ الغدر، إنها صواريخ الاغتيال لخيرة الاهل والاصحاب، إنها عملية استشهاد الجمالين، ومعهم الحبيب القريب عمر المنصور، وهكذا صعدت روحه الى الله تعالى فرحة باللقاء الذي طالما عشقته وسألت الآخرين أن يدعو الله تعالى أن تناله.

 

 

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017