قراءة: مفيد جلغوم
صدر حديثا كتاب الدليل الحقلي للتنوع الحيوي في جبال فقوعة في طبعته الثانية، وأقيم حفل لاشهاره في الجامعة العربية الامريكية، الأسبوع المصرم. وللتعريف بهذا الكتاب وأهميته نحاول أن نلقي الضوء على بعض جوانبه.
الكتاب جهد جماعي لعدد كبير من المؤسسات والباحثين والمصورين الذين جادوا بجهودهم، وصهرها بقالب علمي شيق الاستاذ عماد الاطرش مدير جمعية الحياة البرية في فلسطين بكتاب سهل اللغة، واضح الصور، صغير الحجم، كبير الفائدة. وقد كان لي شرف المشاركة بالجزء النظري منه، المتعلق بتاريخ وجغرافية وبيئة المنطقة محل البحث، وهو ما دفعني لكتابة هذه القراءة.
وقع الكتاب في 128 صفحة من القطع الصغير، 28 منها نظري، و90 عملي موثقة بالصور الملونة الجيدة الوضوح والاخراج، اضافة الى عشر صفحات من الملاحق والمراجع. ويخلو الكتاب من ذكر رقم الطبعة أو دار النشر، فيما وضع العام 2019 كسنة للنشر.
نبدأ بالغلاف الذي جاء بلون أخضر زينته زهرة سوسن فقوعة، النبتة الوطنية لفلسطين، بلونها البنفسجي كدلالة تعبيرية عن مجمل مشروع حماية سوسن فقوعة والذي جاء الكتاب كأحد مخرجاته، وتقابل الزهرة ثلاثة صور تعادل في حجمها معا صورة السوسن، وتشمل على صور لابي سعد (اللقلق الابيض) وفراشة صفراء مخططة بالاسود (مذناب الخيميات) وغزال الجبل الفلسطيني.
بدأ الكتاب بذكر فريق العمل، ثم قائمة المحتويات، وتقديمات لجمعية الحياة البرية، وسلطة جودة البيئة، وبرنامج المنح الصغيرة التابع للامم المتحدة، وأضيف في الطبعة الثانية تقديم لمجلس قروي فقوعة.
قسم الكتاب الى قسمين رئيسيين الأول نظري والثاني عملي، فالقسم النظري تحدث فيه ابراهيم عودة في الوحدة الاولى عن طبيعة فلسطين من حيث تضاريسها وأثر ذلك على نشوء الحضارات فيها وعلى وتنوع أنظمتها البيئية وهجرة الطيور عبرها، مركزا على سهل غزة، وسهل طولكرم، وسلسلة الجبال الوسطى، ووادي نهر الأردن. ثم تطرق باختصار الى مناخ فلسطين.
فيما أكمل الباحثان مفيد جلغوم وخالد ابو علي ومجلس قروي فقوعة بقية القسم النظري في الوحدة الثانية التي تحدث بايجاز عن سلسلة جبال فقوعة وتحديدها المكاني، والقرى الواقعة فيها، وارتفاعاتها الجغرافية، ومقارنتها مع الكتل الجبلية الفلسطينية الأخرى. ثم التعريف بمرج ابن عامر أكبر سهول فلسطين الداخلية وسلة خبزه، ثن نهر المقطع موسمي الجريان والذي يبدأ من هذه الجبال باتجاه البحر المتوسط، وأثر هذه الجغرافيا المتنوعة على الأنظمة المناخية لهذه المنطقة، وتنوع التربة فيها خصوصا مع وجود بركان هامد فيها اعطاها ميزة فريدة في المنطقة بحجارتها البازلتية السوداء. وأخيرا تعريف بجدار الضم والتوسع الذي يحيط بهذه المنطقة ويترك آثارا واضحة على حياة السكان وانشطتهم الزراعية واثره على البيئة والتنوع الحيوي.
أما القسم العملي في الوحدة الثالثة فيبدأ فيه د. خالد صوالحة ود. سامر جرار، والباحث احمد العمري دراسة النباتات البرية في منطقة جبال فقوعة من خلال منهجية ثابتة في كل الكتاب وهي وضع صورة ملونة للنبات باسمه العربي، واسمه الانجليزي، والاسم العلمي، وارفق بمقدار نصف صفحة تعريف مبسط عن كل نبات، ومن النبات التي تم توثيقها: لوف فلسطيني، مكحلة الغولة، زهرة الجرس الشوكية، قرنفل بري، رجل الحمام، لبيد، عوينة، مرار، اقحوان، علك، قنفذية، عكوب، دم الغزال، حلبوب، مسلة العجوز، سيف الغراب الايطالي، صوفية، خويخة، سلفيا، صنوبر ارضي، حمحم، شعر العجائز، قندول، ودع، نجمة بيت لحم، قرن الغزال، عود الري، ثوم بري، كلخ، كبار، زهرة القبض، شقائق النعمان، نتش، بوصير، زعتر، قديح، لسان الحمل، جعدة، زعفران بري، بنج، بندورة الحيات، عين البس الفلسطيني، بهار جبلي، سوسن عادي، سوسن فقوعة ، خروع، تين، خروب، زعرور.
فيما وثق في الوحدة الرابعة الباحث ومدير المشروع عماد الاطرش الطيور البرية في المنطقة بنفس المنهجية الخاصة بالنبات. ومن الطيور التي وثقت: شنار، خضاري بري، ابو سعد، ابو منجل، ابو قردان، مالك الحزين، بجع ابيض، حدأة سوداء الاجنحة، حدأة سوداء، عقاب الثعابين، عقيب طويل الساق، باشق العصافير، عويسق، عوسق، كركي، دجاجة الماء، كروان اوراسي، ابو ظفر، حمام ازرق، يمام، يمام مطوق، رقطية، هوة، بومة الحظيرة، بومة صغيرة، شقران، هدهد، وروار اوروبي، نقار الخشب السوري، صرد احمر، ابو زريق، غراب زرعي، غراب رمادي، بلبل اصفر العجز، قرقف، قبرة، ابو سمرة، هازجة طويلة الذنب، زرزور، شحرور، ابو الحناء، قليعي، ابلق اشهب، سمنة، عصفور الشمس الفلسطيني، دوري، ذعرة بيضاء، حسون اخضر، حسون تفاحي، شرشور ظالم.
في الوحدة الخامسة وثقت ميدانيا د. رولا جاد الله وطلبتها في الجامعة العربية الامريكية، والاستاذ عماد الاطرش وفريق الادلاء السياحيين الذين تدربوا نظريا وميدانيا في المشروع الام حماية سوسن فقوعة، فوثقوا الحيوانات البرية ومنها: ذئب رمادي، ابن آوى، ثعلب احمر، غويرة، دلق، نمس، ضبع مخطط، وبر صخري سوري، غزال جبلي فلسطيني، نيص، خلد فلسطيني، قنفذ، فأر شوكي، ارنب بري، خنزير بري، خفاش الفاكهة المصري.
الوحدة السادسة وثقها ميدانيا الباحث عماد الاطرش الزواحف البرية ومنها: سلحفاة البحر المتوسط، سلحفاة قزوين، رضاعة الجمال، سحلية مخططة، حرباء، حرذون، أفعى فلسطين، أفعى السجادة، أفعى الحقل، أفعى فلسطين سوداء الرأس، ثعبان مخطط، حنيش، أفعى رقطاء.
الوحدة السابعة وثقها الباحثان ابراهيم سلمان ودعاء الخطيب واختصت بمفصليات الأرجل ومنها: البق الجندي، وحشرة وثابة مخططة، ابولو الكاذب، فراشة ملكة افريقيا، وفراشة رخامي بيضاء، عنقود القدس، مذناب الخيميات، عثة مبقعة قرمزية، عثة اليتوع، سرعوف شوكي، زنبور الماني، عنكبوت السرطان، تيلاء، دعسوقة السبع نقاط، خنفساء ذو المربعات، خنفساء طويل القرون، العقرب الجزار، العقرب الاسود، عقرب اريحا، عقرب فلسطين الاصفر، أم اربعة واربعين، عصاة سيدنا موسى.
ويبدو أن أهمية هذا الكتاب تكمن في أنه رفد المكتبة الفلسطينية بعمل علمي موثق على مدى أكثر من عام من العمل، فيه نباتات تنمو في عدة فصول. كما يعتبر هذا الكتاب عملا وطنيا فلسطينيا بالكامل، فقد وثق وكتب بأيد فلسطينية من الالف الى الياء دون الاستعانة باي صورة من المواقع الالكترونية، وانما بعدسات وعيون فلسطينية لمصورين محترفين قيدت أسماؤهم وهم: راشد مرعي، محمد ضراغمة، دعاء الخطيب، محمود معطان، صهيب شواهنة، محمد خليل الشعيبي، ابتسام سليمان، احمد خضر جبارين، ماهر شكارنة.
بقلم: مفيد جلغوم
ناشط بيئي، وباحث في التاريخ الفلسطيني