الرئيسية / ثقافة وأدب
تكسي الاعتماد بنابلس حكاية نجاح فلسطينية
تاريخ النشر: الأثنين 27/01/2020 19:42
تكسي الاعتماد بنابلس حكاية نجاح فلسطينية
تكسي الاعتماد بنابلس حكاية نجاح فلسطينية

كتبت: تسنيم صعابنه
لم تعد خدمة الانترنت محصورة ومتاحة في المنزل أو المكتب أو المقهى فقط، فهناك مكتب تكسي الاعتماد في مدينة نابلس أعلن عن خدمة غير تقليدية لزبائنه، تتمثل بتوفير خدمة الانترنت "wifi " في جميع سيارات التكسي الخاصة به، وبدأ بالخدمة في 3 من سياراته، إحداها تعمل على خط الجسر (VAN)، واثنتين تعملان بين مدن الضفة.
هكذا أصبح بإمكان المسافرين، الولوج إلى شبكة الانترنت حيثما ذهبوا في رحلاتهم وتنقلاتهم، دون أي خشية من انقطاع أو ضعف قد يصيب الشبكة طوال رحلاتهم.

إياد الكردي، مدير عام شركة ومكتب تكسي الاعتماد، يقول: "أنشأ مكتب تكسي الاعتماد عام 1959 من قبل والدي أبو عماد الكردي، الذي بدأ بسيارة واحدة، ومن ثم بدأ بتطوير ومواكبة المكتب رويداً رويداً".
ويضيف الكردي، "من خلال علاقة والدي الطيبة مع المحيط المحلي بدأت ترتفع الوتيرة وازدادت عدد السيارات الموجودة في المكتب حتى عام 1967، وتم تطوير عمله حتى أصبح ينقل الزبائن خارج الوطن العربي مثل (بغداد، دمشق)، وفي سنة 1967 كان هناك رقود بسبب وجود الاحتلال، واستمر إلى عام 1969عندها بدأت الناس بالتأقلم مع وجود الاحتلال.
ويكمل الكردي حديثه، "في السبعينات أصبح هناك نهضة قوية جداً حيث زاد عدد السيارات، وعلى الرغم من عدم وجود البنوك في هذه الفترة وعدم وجود الإمكانيات إلا أن والدي استطاع مواكبه التطور والانتقال إلى مرحلة جديدة، من خلال محبة الناس له ودعمهم له".
ويوضح الكردي، "بعد توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، ما بين مصر وإسرائيل تم فتح خط رفح العريش وكنا من أوائل الناس والسبَاقين الذين قاموا بإنشاء خط من نابلس إلى رفح، حيث كانت العريش موجودة مع الجانب الآخر ومن ثم إلى إيريز، وبعد الانتفاضة الأولى والثانية تم التوقف بهذا العمل نتيجة الأحداث المستمرة".
"بعد عام 1967 تم إنشاء خط بين نابلس وجسر دامية حتى عام 1986 ومن ثم انتقل إلى مدينة أريحا جسر اللنبي، وزاد عدد المركبات إلى ثلاثين مركبة، ومع بداية دخول السلطة الوطنية، كان هناك نقلة نوعية بحيث ازداد عدد المركبات إلى أكثر من الضعف؛ نتيجة قيام السلطة الوطنية بطرح أرقام لمكاتب التاكسي، وفي عام 1994 أصبحنا أول مكتب تكسي في فلسطين يقوم بتركيب جهاز اللاسلكي، وكان هناك عدة محاولات مع الجانب الإسرائيلي لتركيب الجهاز اللاسلكي في المكتب، وكان يتم رفضه أمنياً في كل مرة يتم تقديم الطلب فيها، ومع دخول السلطة الوطنية تم تقديم الطلب، وتمت الموافقة عليه حيث كان يعد صراع لمكاتب التاكسي" يقول الكردي.
وفي بداية عام 2000 كنا من أوائل الناس الذين أدخلوا الباص المسمى ب (الفان) الصغير، السبع ركاب وأصبحت السيارات تزداد، وعاصرنا الانتفاضة الأولى والثانية ولا شك أنه كان هناك المآسي والصعاب في التنقل، وعلى الرغم من ذلك كنا نلبي الطلب ونترك قسم من السيارات خارج مدينة نابلس وقسم آخر داخل البلد من أجل إرسال قسم إلى حاجز حواره، وقمنا بعمل جهدنا من أجل تيسير أمور الناس وإيصالها إلى المكان الذي ترغب به.

أما رؤية مكتب تكسي الاعتماد هو إنجاز وتطوير العمل بعد الانتفاضة الثانية، ومكتب تكسي الاعتماد هو أول مكتب تكسي يدخل نظام الواي فاي إلى التكاسي، حيث بدأ مكتب تكسي الاعتماد بخدمة غير تقليدية لزبائنه، تتمثل بتوفير خدمة الإنترنت "wi-fi " في سيارات التاكسي الخاصة به، وشرع المكتب بالخدمة في 4 من سياراته، إحداها مركبة بحمولة سبع ركاب تعمل على خط الجسر.


أما الفكرة تقوم على تزويد جهاز توزيع داخل التكسي من نظام 3g بشريحة إنترنت، بحيث يتمكن الراكب من التقاط الإشارة على هاتفه أو جهاز كمبيوتره المحمول"، وأن هذه الخدمة تأتي استكمالاً لخدمة الـ GPS لتتبع مكان السيارة، والتي أطلقها المكتب سابقاً، حرصاً منه على سلامة الراكب والسائق أيضًا إن تعرض لمكروه ما.

وتكلفة المشروع العالية لن تمنعهم من خدمة المصلحة العامة، وهو بمثابة دعاية لمكتبهم.
ويعد مكتب تكسي الاعتماد هو المكتب الأول الذي قام بإضافة العنصر النسائي إلى العمل، سواء في قسم المحاسبة أو reception أو غيره.
ويؤكد الكردي على أنه "يوجد الآن يوجد ما يقارب مئة مركبة عمومية ضمن إطار تكسي الاعتماد، يعمل عليها من شفتان إلى ثلاث شفتات، ويتكون تكسي الاعتماد من مائتين إلى ثلاث مئة موظف وموظفة".

ويضيف، "الآن بدأنا بخطة التواصل مع المواطن عن بعد، بمعنى إمكانية طلب السيارة دون الحاجة إلى رفع سماعة الهاتف من خلال استخدام تطبيق Etimad Go ، طلب السيارة إلى العنوان المراد والمكان المراد بسهولة ويسر".
صابرينا جابر الذي تعرضت مؤخراَ إلى موقف مع أحد سائقي العمومي، والذي بكل تأكيد لا يمثل إلا نفسه، حيث يعرف الجميع المواقف البطولية والشجاعة والإنسانية للكثير منهم إلا أن هذا السائق والموقف الذي تعرضت له صابرينا جابر ابنة مدينة طولكرم والتي تدرس في جامعة النجاح الوطنية في نابلس والذي تمثل برفضه تحميل عربتها التي تتنقل بها داخل مركبته بحجة واهية بينما هي تنتظر تحت المطر عرضه لحملة انتقادات واسعة وكبيرة بل ذهب البعض للمطالبة بسحب رخصة قيادته.

ويوضح الكردي، أن وزير المواصلات، عاصم سالم، قال: خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة واجب علينا، وزار الطالبة صابرين جابر في منزلها وتعهد بمتابعة شكواها وقال: أن إنسانيتنا أكبر، وهذا ما جعلنا نتشجع ونتقدم بطلب إلى وزارة النقل والمواصلات الفلسطينية، أننا على استعداد تام بتجهيز مركبة من أجل أن تعمل على نقل ذوي الاحتياجات الخاصة، وتفاجئنا بالرد السريع من وزارة المواصلات، فخلال 24 ساعة من تقديم الطلب كانت الموافقة حاضرة وتم تقديمها إلى يحي عكوبة مدير عام الترخيص، الذي أبدى تقديم كافة المساعدة والتسهيلات".

ويضيف، "وحسب البروتوكول تم تحويل الملف إلى دائرة مراقب المرور المسئول عن التاكسي العمومة، أكرم دراغمة، الذي لم يتوانى وأعطى التسهيلات والموافقة فورياَ، ومن هذا المنطلق بدأنا التواصل مع شركات السيارات المختصة بتركيب هذا الجهاز على مركبة من نوع كادي؛ لتكن مزدوجة الاستعمال ما بين النقل العادي ونقل ذوي الاحتياجات الخاصة".

ويؤكد الكردي على أن طموحهم كبير جداً في أن يربطوا الماضي مع المستقبل، وتحلق آفاقهم إلى الوطن العربي بأكمله، ويكونوا قادرين على النقل من نابلس إلى الأردن والسعودية وإلى أي مكان آخر في العالم، حيث تتميز مركباتهم بالحداثة والتطور، والسائقين مهرة ولديهم خبرة واسعة في عالم المواصلات، ومابين كل فترة وأخرى يتم تدريبهم من حيث التعامل مع المواطن والسياقة.
ويسعى مكتب الاعتماد إلى توفير الخدمة في كل سيارات التكسي الخاصة بالمكتب خلال الأيام المقبلة؛ لتسهيل عمل الركاب، وتوفير الوقت والراحة لهم.
 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017