الرئيسية / ثقافة وأدب
بساطة العيش تكمٌن بين أزقة قرية الجديدة
تاريخ النشر: الأربعاء 05/02/2020 14:48
بساطة العيش تكمٌن بين أزقة قرية الجديدة
بساطة العيش تكمٌن بين أزقة قرية الجديدة

 كتبت: تسنيم صعابنه
جدرانها تختصر حكايات التاريخ وما شَهِدته، جبالها شامخة، سهولها يانعة، زيتونها أخضر، قمحها أصفر، شمسها لا تغيب، قرية الجديدة، يحدها من الشمال قريتي صير وعقابا ومن الجنوب قرية سيريس ومن الشرق محافظة طوباس ومن الغرب قرية ميثلون.

تقع قرية الجديدة جنوب محافظة جنين وتبعد عنها حوالي 21.5كم ، وترتفع 425م عن مستوى سطح البحر، وتبلغ مساحة أراضيها 6360 دونماً، ومنها 4000 دونم أراضي زراعية.

وسميت الجديدة بهذا الاسم؛ لأنها حديثة التكوين، فعمرها لا يزيد عن 300 عام مقارنة بباقي القرى المجاورة لها.
يقطن قرية الجديدة حوالي 6000 نسمة ينتمون إلى عائلات مختلفة، ويعودون إلى أصول متعددة، فتتكون قرية الجديدة من أربع عائلات، أكبر عائلة هي القلالوة تشكل (65%) من مجموع سكان القرية، وتضم تسعة أفرع، وعائلة الزقزوق، وعائلة آل جرار، وعائلة الحج محمد، وكل عائلة تتفرع إلى عدة أفرع.

يقول عضو مجلس قروي سابق، حسام أبو مريم: "لموقع أصداء"، "تقع قرية الجديدة على إحدى التلال الشاهقة، حيث يمكن للصاعد عليها أن يرى وسط البلد، العفولة، الناصرة، ومرج صانور "وهو سهل تطل عليه و تتشارك في ملكية أراضيه عدة قرى وبلدان، يمتلئ بالماء ويبدو كالبحيرة الجميلة، ويتسبب المرج في بعض الأحيان بخسائر كبيرة؛ وذلك لغرق جزء من أراضيه بمياه الأمطار، ويترتب على ذلك ضرب الموسم الزراعي، بالإضافة إلى انتشار الحشرات والقوارض، ويشكل مرج صانور منطقة سياحية مهمة عند امتلائه حيث يتوافد عليه الكثيرون من الزوار من القرى المجاورة وعرب الداخل" .

ويصف أبو مريم القرية ويقول، " تشتهر قرية الجديدة بزراعة الزيتون، وأغلب سكان القرية يعملون بالزراعة، حيث تشتهر القرية بزراعة القمح، الشعير، البقدونس، العدس والكرسنة، بالإضافة إلى الحبوب التي تسمى بالمزروعات الشتوية".
ويضيف أبو مريم، "تطورنا في الزراعة وأصبحنا نهتم بالمزروعات المروية؛ نظراً لوجود الآبار الأرتوازية الموجودة في القرية والتي تبلغ حوالي ٧ آبار مروية، وأصبحنا نزرع النعنع والملوخية وأعشاب طبية كالزعتر والميرمية وغيرها".

ويتحدث أبو مريم عن علاقة أفراد القرية بعضهم ببعض ويقول: "هي علاقة محبة وتواد وأخوة، وفي المناسبات والأعراس يتم النداء بواسطة السماعات في جميع أنحاء القرية بحيث تكون الدعوة عامة للجميع، ولا يتم توزيع بطاقات، فسكانها ما زالوا متمسكين بالعادات والتقاليد الموروثة عن الآباء والأجداد، فيتشاركون في الأفراح والأتراح، فهم كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

ويكمل أبو مريم حديثه، "قرية الجديدة لها باع طويل في الثورات وفي كل ثورة لها بصمة موجودة، حيث قدمت العديد من الشهداء والأسرى والجرحى، وظهر الفهد الأسود مع تقدم المقاومة، وهو الجناح العسكري لحركة فتح، وكان هناك خمسة مطاردين لقوات الاحتلال، وكان لهم دور فعال في حل الخلافات خاصة أثناء غياب السلطة".

ويضيف أبو مريم، "استشهد قائد الفهد الأسود، علي عقاب أبو مريم، ١٤ يناير ١٩٩٣، كان مطارداً لمدة ثلاث سنوات لدى قوات الاحتلال، وقام جيش الاحتلال بمحاصرة قرية ميثلون وقصف المنزل عليه مما أدى إلى استشهاده، وترتاد قرية الجديدة مركز الصدارة في جميع الانتفاضات والثورات".

ويشير أبو مريم، إلى مستوطنة "عيليت" التي كانت موجودة في القرية ومع اتفاقية أوسلوا تمت إزالتها، وعادت الأرض إلى أصحابها، ونشعر الآن أننا محررون، حيث لا يوجد مستوطنات ولا مستوطنين في القرية".
يوجد في قرية الجديدة نادي ثقافي رياضي للذكور، وفرقة الكرامة للدبكة الشعبية والزجل الشعبي، حيث تشارك في جميع المهرجانات وجميع المناسبات والأفراح.
وكان يوجد بالقرية معصرة الزيتون القديمة، أو ما يسمى "بالبور"، وتمت إزالتها، والآن يوجد معصرتان حديثتان بالقرية لعصر الزيتون.

كفاية علي مدحت زقزوق، رئيسة مجلس قرية الجديدة حالياً، ٥٧ عاماً، تنتمي لعائلة من طلوزة من بيت الفارس، في عام ٢٠١٣ كانت عضو في البلدية المتحدة التي كانت تضم سيريس، ميثلون ،صير والجديدة واستمرت بالعمل فيها لمدة ٣سنوات، وفي عام ٢٠١٦ انفصلت البلدية المتحدة.

وتقول زقزوق، "لموقع إصداء": "أنا امرأة لا تحب المكوث في المنازل، وأنا عضوة نشطة في المجتمع المحلي، مكثت في الإمارات حوالي ١٨ عام وأثناء عودتي من الإمارات زرت المدارس، ووجدتها تخلو من مجلس للأمهات، فأوجدت المجلس وأصبحت عضوة فيه".
وتشير زقزوق إلى أنها رشحت نفسها إلى الانتخابات مع زميلها حسام أبو مريم، باتفاق بينهم، على أن يكون المجلس بإدارتها لمدة عامين، والعامين الآخرين لزميلها حسام أبو مريم.

وتضيف زقزوق، " يوجد في قرية الجديدة ٤مدارس مدرستان للذكور ومدرستين للإناث، والآن يتم بناء مدرسة جديدة في القرية؛ بسبب اكتظاظ في عدد الطلاب ونطالب الجهات المعنية والرسمية في وزارة التربية والتعليم بمساعدتنا ودعمنا لإضافة طابق ثالث للمدرسة".

تؤكد زقزوق على أنها واجهت ببداية الأمر هجوم كبير من المجتمع، فتقول زقزوق: "نحن لا نزال مجتمع ريفي والمجتمع الريفي لا يتقبل المرأة أن تكون رئيسة، يحترمها نعم ولا يرفضها دائمًا، ولكن الأهم من هذا هو الإصرار والعزيمة، كانا أكبر من الاستسلام".
وأما أهل القرية عندما رأت أن المرأة قادرة على العمل كالرجل وأكثر تقبلت فكرة وجودها إلى حد ما.
وتضيف زقزوق، "يوجد مركز للصحة ويفتقر إلى مختبر طبي، حيث أن أقرب مختبر طبي موجود في ميثلون، ويتكلف المواطن ١٥ شيقل ذهاباً و١٥ شيقل إياباً، من أجل أن يقوم بإجراء تحليل، ويومياً يحتاج أحد عشر مواطن من القرية لإجراء تحليل، فتواصلنا مع الصحة من أجل توفير إمكانيات لإنشاء مختبر، ويوجد دكتور واحد فقط في القرية وما تبقى فهم في سيريس، وأقرب مستشفى على القرية هو مستشفى جنين".

أهم ما أقوم به هو العمل على إضاءة البلد، هذا ما تقوله زقزوق، فهي تسعى لتطوير القرية والارتقاء بها، مشيرة إلى أهم الإنجازات التي يقوموا بها حالياً والتي تتمثل بشق الطرق الإستنادية؛ من أجل التسهيل على أهل القرية للوصول إلى أراضيهم من أجل قطف الزيتون.

وتقول زقزوق: "أن أفضل طريق لتحقيق النجاح هو الإصرار الداخلي، والتفاهم مع العاملين بالمؤسسة والموظفين الموجودين بمكان العمل، بالإضافة إلى الثقة المتبادلة بينهما".

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017