الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
مهنة السمكرة ..تراث عريق في طريقه للاندثار
تاريخ النشر: الأحد 01/03/2020 21:45
مهنة السمكرة ..تراث عريق في طريقه للاندثار
مهنة السمكرة ..تراث عريق في طريقه للاندثار

 
كتبت: نادرة جرارعة

لم يتخلى محيي الدين حشحوش من سكان مدينة نابلس عن مهنته "السمكرة"  إذ أنه يعتبرها تراث عريق يجب المحافظة عليه ودعمه على الرغم من تراجع الإقبال عليها بشكل كبير، إلا أنه لا يزال يمارس المهنة بكل حب .  

يقول السمكري محيي الدين حشحوش :" يتجاوز عُمر هذه المهنة ما يقارب ال60 عاماً إذ ورثتها عن والدي الذي كان قد بدأها في الخمسينيات، ففي فترة ما بين السبعينيات والتسعينيات كان هناك إقبال كبير على هذه المهنة لأن معظم البيوت كانت تحتوي على بوابير، لكن الآن وبعد تطور الحياة وظهور التقنيات الحديثة و التكنولوجيا انقرضت المهنة وقد خف الإقبال عليها بشكل كبير والحركة أصبحت بسيطة جداً وكذلك العائد المادي، وأصبحت مهنة السمكرة بالنسبة لي كمجرد تسلية بعد هذا العمر الطويل."

 ويضيف حشحوش : "هذا المحل يُعد من أقدم المحال في البلدة القديمة في مدينة نابلس و المتخصصة في إصلاح البوابير والمصابيح ومدفأة الغاز والكاز، فالزبائن كانوا يأتون من كل القرى والمدن المحيطة لإصلاح أدواتهم وخاصة في فصل الشتاء."

وبملامح حزينة يُردف حشحوش : "يا حسرة على التراث الفلسطيني لأنه برأيي يقل دعم التراث الفلسطيني عندما تختفي مثل هذه المهنة، فمثلاً أبنائي لم يقبلوا بتعلم المهنة فهم يعتبرونها مهنة قديمة جداً، صحيح أنها انقرضت لكنها لا تزال موجودة على أرض الواقع فهي موجودة بالريف و هناك العديد من المناطق التي لا تزال تمارس هذه المهنة."


ويوضح الباحث في شؤون التراث الأستاذ "عبد السلام عواد": "المهنة تعود لمئات السنين، فالسمكري هو الذي يقوم بتصليح جميع الأدوات المنزلية وخاصة "البوابير" التي كانت تستخدم كوسيلة تدفئة وطهي الطعام ، فهي كانت ضرورية لتصليح أو تركيب قطع معينة وكل ما يلزم."

ويذكر "عواد" : "المهنة كانت منتشرة قديماً بشكل كبير جداً وخاصة في مدينة نابلس، وكان كل الذين يعيشون في الريف و القرى يُقبلون على السمكري نظراً لقلة انتشار المهنة في منطقتهم لأن المدينة فيها ازدحام أكثر فكانوا يحضرون إليها، فالناس كانت تستخدم البوابير بشكل كبير لتسخين المياه وطهي الطعام وللتدفئة وبالتالي كان هناك حاجة لوجود مصلحين لمثل هذه الأدوات."


 ويتابع الباحث في شؤون التراث:" أنا أصنف هذه المهنة على أنها أصبحت من المهن التراثية المنقرضة ففي كل مدينة نابلس لا يوجد أكثر من 2، على العكس من أيام السبعينيات فقد كان هناك عشرات المصلحين، لكن مع تطور الحياة وظهور الكهرباء و وسائل التدفئة والطبخ الجديدة، كانت جميعها على حساب إزاحة التراث التاريخي العريق وأصبحت تحل محله، و لم يعد هناك إقبال كبير على الببور وعلى الوسائل القديمة لذا لا يكون هناك طلب على المصلحين."

ويرى عبد السلام عواد : "المطلوب منا هو كيفية الحفاظ على هذه المهنة من خلال الترويج للمهنة وللمصلحين عن طريق وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ومن خلال تقارير بحثية و تقارير إعلامية مصورة ومتلفزة أو مكتوبة عن هذه المهنة، فهي في وقت من الأوقات كانت مهنة عظيمة جداً ولولاها الناس لم يستطيعوا تدبير أمورهم."

ويكمل عواد: " يجب أن يتم تعليم أُناس جدد على هذه المهنة على شكل دورات، كما وأدعو المؤسسات التي تُعنى بالتراث أن تعقد دورات خاصة بكثير من القضايا والمهن التراثية واليدوية القديمة التي تكاد تنقرض، وأن يتم وضع منهاج تعليمي للمدارس و الجامعات كمحاولة لتعريف الطلاب بهذه المهن التي كانت موجودة."

 ويختتم الأستاذ عواد : السمكرة أصبحت في هذه الأيام كتراث للزينة والمنظر، وقلة قليلة من يستخدمون البوابير وهم غالباً كبار السن، وهناك  الكثير من المهن التراثية التي تكاد تنقرض ويلزم أن نحافظ عليها من خلال بذل الجهود وتسليط الضوء عليها بشكل أكبر."


 

 

 

المزيد من الصور
مهنة السمكرة ..تراث عريق في طريقه للاندثار
مهنة السمكرة ..تراث عريق في طريقه للاندثار
مهنة السمكرة ..تراث عريق في طريقه للاندثار
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017