الرئيسية / الأخبار / فلسطين
في نابلس.. جرحى غزة يروون شهاداتهم
تاريخ النشر: الأثنين 11/08/2014 13:01
في نابلس.. جرحى غزة يروون شهاداتهم
في نابلس.. جرحى غزة يروون شهاداتهم

  نابلس- إسراء غوراني- على سرير في مشفى النجاح الوطني بمدينة نابلس تستلقي وئام ابنه التسعة أعوام منهكة لا تقوى على الحديث بسبب معاناتها من بتر تعرضت له في قدمها خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإلى جوارها تجلس والدتها التي ترفع كفيها بالدعاء لله ليشفى ابنتها من آلام تسببت بها آلة الحرب الإسرائيلية لابنتها حينما كانت تلهو وأقرانها بجوار منزلها في مدينة خانيوس.

وئام التي استطاعت الدخول إلى الضفة الغربية لتلقي العلاج مع عدد قليل من جرحى غزة حاولت التغلب على أوجاعها وهي تحدق بدميتها، وحدثتنا عن رغبتها بالعودة إلى قطاع غزة، لتعود لمدرستها وتلتحق بالصف الرابع مع بداية العام الدراسي، فهي من الطالبات المتفوقات في مدرستها واعتادت على الحصول على معدلات مرتفعة كل عام، فالإصابة التي سترافقها طيلة حياتها لن تثنيها عن مواصلة مشوارها.

وفي السرير المجاور لوئام يرقد محمود المصري (15 عاما)، والذي جاء إلى مدينة نابلس لتلقي العلاج، حيث اخترقت شظايا صواريخ الاحتلال جسده لتسبب له كسورا شديدة في العظام وتمزقات في الأوردة.

محمود الذي عايش العدوانين الإسرائيليين السابقين على قطاع غزة عامي 2008 و 2012 أشار إلى حجم المأساة والدمار الذي خلفه هذا العدوان قائلا: "صحيح أن الاحتلال استخدم الأسلحة الكيماوية والمحرمة خلال العدوانين السابقين، ولكن هذا العدوان كان الأشد والأقسى على الجميع، فلم تشهد غزة مثل هذا العدوان في السابق، لكننا سنبقى في أرضنا وسنهزم المحتل مهما قتل منا".

في كل غرفة حكاية

وفي الغرفة المجاورة يستلقي كامل النجار على سريره بعد أن نجا من الموت بأعجوبة في بلدة خزاعة الحدودية، والتي دمرها الاحتلال بالكامل، وارتكب فيها ابشع جرائم الحرب. كامل الذي يبلغ من العمر 59 عاما استطاع المجيء إلى نابلس لتلقي العلاج اللازم عن طريق الصليب الأحمر، نظرا لصعوبة حالته فشظايا الصواريخ استقرت في رأسه.

وإلى جوار كامل يجلس شقيقه يوسف والذي جاء معه إلى نابلس ليساعده أثناء تلقيه العلاج تاركا عائلته في إحدى مدارس الأونروا في مدينة خانيوس. وعن حال أهالي خزاعة بعد الدمار والمجازر التي حلت بها حدثنا قائلا: "جميع أهالي خزاعة غادروها إلى مدينة خانيوس للاحتماء بمدارس الأونروا بعد أن دمرت منازلهم بالكامل، 12 ألف نسمة الآن من خزاعة بلا مأوى، وكل عائلة فقدت من أبنائها".

وأضاف: "كلنا مع المقاومة، ومهما حصل لنا نحن صابرون، أرواحنا فداء لفلسطين وللمقاومة، إذا كانت الحرب ستنتهي فلتنته بشروط المقاومة وليس بشروط الاحتلال".

في كل غرفة من غرف قسم الجراحة بمستشفى النجاح الوطني حكاية، فغالبية الجرحى الذين جاءوا من غزة للعلاج يرقدون فيه. وفي الممر بين الغرف التقينا الحاجة أم زاهي وهي تنتظر خروج حفيدتها إيناس ابنة الخمسة أعوام من غرفة الأشعة.

أصيبت ايناس بشظايا الصواريخ الإسرائيلية التي قصفت منزل عائلتها في رفح جنوب قطاع غزة. القصف الإسرائيلي الذي لم يسبقه تحذير كما قالت أم زاهي أدى إلى انهيار المنزل على ساكنيه وإصابة إيناس بشظايا، كما استشهد شقيقها، وبترت أصابع والدتها.

وتكمل أم زاهي حديثها معنا وهي غارقة في حزنها على إيناس وعائلتها، وتقول: "بقيت إيناس وأمها في المستشفى الأوروبي بغزة خمسة أيام، ولم نكن نتمكن من الخروج لإحضار الطعام والشراب لهما، فالطائرات الإسرائيلية كانت تقصف كل ما يتحرك سواء كان بشرا أم سيارة إسعاف  أم أي شيء آخر".

وتضيف: "قام الصليب الأحمر بتحويل إيناس للعلاج في مدينة نابلس ووالدتها للعلاج في مصر، فالأدوية في غزة غير كافية، والمستشفيات لم تعد تستوعب هذا العدد الكبير من الجرحى".

حالات صعبة

وعن عدد الجرحى الذين وصلوا من غزة إلى مستشفى النجاح بمدينة نابلس، قال الدكتور هاني النابلسي عضو مجلس أمناء المشفى إن 20 جريحا يتعالجون حاليا في المستشفى ويتلقون العلاج اللازم لهم، وتتنوع جراحهم في أماكن مختلفة من الجسم تتركز في الصدر والبطن والأطراف والمخ، وجميعها حالات صعبة، فالقصف والانفجارات تسببت بأذى كبير لهم.

وأشار إلى أن وفدا طبيا من المشفى يتواجد حاليا بمجمع دار الشفاء بغزة، حيث تم إرساله بالتنسيق مع الصليب الأحمر والهلال الأحمر الفلسطيني العامل هناك، ويقوم بعمله الإنساني منذ لحظة وصوله للقطاع، مؤكدا أن روايات الأطباء المتواجدين بالوفد تشير إلى عمق المأساة.

وذكر النابلسي أن الأطباء صدموا من هول ما شاهدوه بغزة، مشيرا  على لسان الوفد إلى أن  "كمية الإصابات كبيرة جدا، والحالات التي تصل مرعبة ومخيفة وخطرة، ولم يتسقبل أي مشفى في العالم مثل هذه الأنواع من الاصابات، والوضع الصحي هناك صعب للغاية لعدم توفر المعدات ونقص الأدوية"، كما أكد على لسان الوفد الطبي الذي يتواصل معه يوميا أن الأطباء هناك لا يجدون ماءً نقياً لتعقيم أيديهم أو حتى للشرب.

 

 

 

المزيد من الصور
في نابلس.. جرحى غزة يروون شهاداتهم
في نابلس.. جرحى غزة يروون شهاداتهم
في نابلس.. جرحى غزة يروون شهاداتهم
في نابلس.. جرحى غزة يروون شهاداتهم
في نابلس.. جرحى غزة يروون شهاداتهم
في نابلس.. جرحى غزة يروون شهاداتهم
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017