الرئيسية / الأخبار / عربي
فيروس كورونا: عمال اليومية في مصر يئنون رغم محاولات لدعمهم
تاريخ النشر: الأحد 29/03/2020 01:19
فيروس كورونا: عمال اليومية في مصر يئنون رغم محاولات لدعمهم
فيروس كورونا: عمال اليومية في مصر يئنون رغم محاولات لدعمهم

 محتمياً بفروع شجرة من الشمس المحرقة متكئأً على معوله، وممعنا النظر إلى الأرض تارة وإلى السماء تارة أخرى، ينتظر مصطفى محمد، قرب منتصف شارع فيصل بالجيزة غربي القاهرة، وفي يده معداته البسيطة على أمل أن يمر من يطلب خدماته.

غبار الشارع يغطي وجه مصطفى ومن حوله من عمال اليومية والجميع "ينتظرون الفرج"، ويتحركون كالسهام نحو أي شخص يقترب منهم.

بمجرد أن اقتربت، التف حولي ما يزيد عن عشرين شخصاً من مختلف الأعمار، وسرعان ما تبخرت نظرة الأمل في أعينهم بعدما علموا أنني لست رب عمل أو طالب خدمات من أحدهم، فعادوا أدراجهم نحو الظل.

كان مصطفى يسند ظهره على الشجرة التي يستظل بها، ورفض الحديث إليَّ في البداية، لكنه سألني عندما علم أنني صحفي: "هل الحكومة ستعطينا 500 جنيه إعانة كما سمعنا يا أستاذ؟ ومتى؟"

مصطفى وأقرانه يعملون في قطاع البناء، لكنهم على استعداد لتقديم أي نوع من العمل البدني، وهم من بين العمالة غير المنتظمة في مصر، والتي يبلغ قوامها نحو 12 مليون شخص، بحسب إحصاء لاتحاد عمال نقابات مصر.

ويعرف العامل غير المنتظم بأنه من يعمل خارج أي مظلة تأمينية أو اجتماعية، ويعتمد على تحصيل أجره بشكل يومي.

وتمثل العمالة غير المنتظمة في مصر أكثر من 40 بالمئة من العاملين في البلاد، البالغ عددهم 30 مليوناً، بحسب أحدث إحصاء للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء المصري (جهاز الإحصاء الحكومي).

يقول مصطفى، وهو شاب ثلاثيني يعول خمسة أبناء، "منذ شهر لم يدخل جيبي جنيه واحد، لم يطلبنا أحد للعمل، ربما من قبل انتشار المرض (الوِحش) - في إشارة على ما يبدو إلى وباء الكورونا - العمل غير متوفر، ولا أستطيع شراء وجبة غذاء لي أو لأولادي".

BBC

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017