قال مسؤول الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في محافظة نابلس الرفيق محمد دويكات وعضو اللجنة المركزية، أن الجبهة تحيي ذكرى انطلاقتها الخامسة والأربعين هذا العام بسلسلة من الفعاليات المتنوعة تحت شعار رئيسي هو (وحدة وطنية، مقاومة شعبية حتى دحر الاحتلال)، مؤكدا أن هذا الشعار تترجمه الجبهة في ذكرى الانطلاقة قولا وفعلا وتناضل من اجل إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية.
وأشار دويكات في لقاء مع "القدس" بمناسبة احتفال الجبهة بذكرى انطلاقتها، أن هناك مجموعة من الفعاليات القطاعية، كالمرأة والشباب ودعما لنضالات الحركة الاسيرة، وتفعيل الحملة الشعبية لمقاطعة البضائع الاسرائيلية وصولا للمقاطعة الشاملة.
واوضح ان كل اقليم من اقاليم الجبهة له خصوصيتها النضالية، ففي سوريا تركز الفعاليات على التضامن مع اللاجئين الفلسطينيين المحاصرين في مخيم اليرموك وفي سائر المخيمات الفلسطينية داخل سوريا، وفي لبنان تتركز الفعاليات على التصدي لسياسات وكالة الغوث ومحاولات التوطين وضد زج ابناء شعبنا في الصراعات اللبنانية الداخلية، وفي غزة هناك سلسلة من الفعاليات ضد الاحتلال والحصار المفروض على القطاع ودعما لمبادرة الجبهة لانهاء الانقسام واستعادة الوحدة، فيما تركز كافة فعاليات الانطلاقة في الضفة ضد الاحتلال واجراءاته العدوانية وضد قطعان المستوطنين وجدار الفصل العنصري.
ووجه دويكات في بداية حديثه تحية اجلال واكبار الى شهداء الثورة والشعب وشهداء الجبهة، الشهيد الاول للجبهة منذر قادري والشهيد عمر القاسم وعبد الكريم حمد وخالد نزال وبهيج المجذوب وسهام الوزني وفايزة مفارجة، وللأسرى بشكل عام واسرى الجبهة بشكل خاص وفي مقدمتهم عضو المكتب السياسي إبراهيم أبو حجلة وأعضاء اللجنة المركزية وجدي جودة وحسين درباس ومحمد المملح وهيثم العنتري ومنذر صنوبر وأسامة أبو العسل وكافة اسرى الجبهة، كما وجه التحية لكل مناضلي ومناضلات الجبهة في جميع التجمعات الفلسطينية وفي مخيمات اللجوء والشتات وخاصة مخيم اليرموك وسائر المخيمات الفلسطينية في سوريا والذين ما زالوا متمسكين بأهداف ومبادئ الجبهة الفكرية والسياسية والاجتماعية.
وقال دويكات أن الجبهة تؤمن بأهمية المقاومة الشعبية المنظمة لرفع كلفة الاحتلال حتى دحره، وتسعى لترجمة هذا الشعار على ارض الواقع مع كافة القوى الوطنية، مبينا أن هناك العديد من البؤر للمقاومة الشعبية، ولكن هذا لا يكفي ويجب افتعال بؤر اشتباك جديدة في جميع المناطق المستهدفة من الاحتلال والاستيطان اعدادا لمتطلبات الانتفاضة الشعبية الشاملة.
وأوضح أن أشكال المقاومة الشعبية عديدة، ومنها مقاطعة البضائع الإسرائيلية والعمل الجاد على تفعيل الحملة الدولية لمقاطعة اسرائيل في كافة المحافل والمؤسسات الدولية والأكاديمية والاقتصادية، وتعزيز صمود المزارعين في وجه المخططات الصهيونية الاستعمارية، وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني والفصائل في المقاطعة.
الوضع التنظيمي
وفيما يتعلق بالوضع التنظيمي للجبهة، أشار دويكات إلى أن الجبهة انتهت من أعمال مؤتمرها الوطني العام السادس منذ عام ونصف، وقد جاء المؤتمر تتويجا لسلسلة مؤتمرات حزبية داخلية في عموم منظمات الجبهة في الوطن والشتات، وتجديد الهيئات التنظيمية بانتخابات ديمقراطية حقيقية.
وأوضح أن المواد التي نوقشت في المؤتمر السادس تنوعت بين الفكرية والتنظيمية والسياسية، وقد ونوقشت باستفاضة وأدخلت تعديلات جدية وحقيقية على النظام الداخلي لمنظمات الجبهة كاعتماد المراة والشباب في مقدمة الفئات الاجتماعية في تعريف الجبهة.
ونوه دويكات الى ان المؤتمر السادس ضخ دماء جديدة في الهيئات القيادية للجبهة، وبلغت نسبة التجديد داخل الهيئات القيادية للجبهة37% كما تجاوز تمثيل المرأة داخل الهيئات القيادية 30%.
واضاف انه تم تمثيل الشباب بنسبة عالية داخل هيئات الجبهة المختلفة، ايمانا بمستقبل الشباب ودوره في النضال الوطني، كما ان منظمات الجبهة في غالبها مكونة من الشباب حيث ان منظمات الجبهة في الضفة مكونة من الشباب والنساء بنسبة تتراوح ما بين 60-70%، وهذا يفسر ارتفاع تمثيل الشباب في الهيئات القيادية للجبهة.
واشاد دويكات بالعلاقة الايجابية التي تربط بين مختلف فصائل العمل الوطني في نابلس، مبينا ان هناك تعاون وتناغم بين هذه الفصائل في القضايا المجتمعية والاقتصادية وفي مقاومة الاحتلال والاستيطان.
وأرجع دويكات سبب عزوف الشباب عن المشاركة في الفعاليات الوطنية الى عدة اسباب، اهمها حالة الانقسام وما نتج عنه من احباط، وانسداد الافق السياسي، بالاضافة الى تفشي البطالة.
جهود انهاء الانقسام
وحول الدور الذي تقوم به الجبهة الديمقراطية في جهود انهاء الانقسام، لفت دويكات الى ان اللجنة المركزية للجبهة خرجت بمبادرة لانهاء الانقسام، تقوم على الالتزام بالاتفاقيات الموقعة لانهاء الانقسام، والبدء فورا بترجمتها بخطوات عملية تتمثل باستقالة حكومة اسماعيل هنية يتبعها استقالة حكومة الدكتور رامي حمد الله، وان يبادر الرئيس "ابو مازن" لتشكيل حكومة توافق وطني برئاسته من شخصيات مستقلة تكون مسؤولة عن حل القضايا العالقة بالانقسام وتداعياته والاشراف على الانتخابات ونزاهتها برقابة عربية ودولية ومؤسسات مجتمع مدني، ودعوة الاطار القيادي المؤقت تحت اطار منظمة التحرير الى الاجتماع لوضع الاليات اللازمة لذلك وتحديد سقف زمني لاجراء الانتخابات باطار ما هو متفق عليه ضمن الاتفاقيات المعتمدة، ويصدر الرئيس "ابو مازن" اثر ذلك مرسومين، الاول لتشكيل حكومة توافق وطني، والثاني الدعوة لانتخابات تشريعية ورئاسية وفق التمثيل النسبي الكامل وبالسقف الزمني المتفق عليه بالاجماع.
واشار دويكات الى ان هناك استجابة اولية للمبادرة من طرفي الانقسام، الامر الذي ينبغي متابعته بكل حيوية وجدية وصولا لترجمته على ارض الواقع.
من جهة اخرى، وحول عدم مشاركة الجبهة في حكومة الدكتور حمد الله، اوضح دويكات ان مشاركة الجبهة في حكومة الدكتور سلام فياض جاءت استشعارا للمخاطر المحدقة وانطلاقا من مسؤوليتها الوطنية والمجتمعية ومحاولة باتجاه تصويب السياسات الحكومية السابقة ومحاولة للتأثير في ترشيد الانفاق الحكومي باستهداف الفئات المهمشة، ومن هنا كان اصرار الجبهة على تولي وزارة الشؤون الاجتماعية، وقدمت برنامجا اصلاحيا شاملا، ولكن لم تتمكن من احداث اختراق، وبعد نقاشات معمقة في الهيئات القيادية للجبهة تقرر عد المشاركة في حكومة الدكتور رامي الحمد الله نظرا لتحفظها على العديد من الجوانب السياسية والاقتصادية، اضافة الى ملامح المأزق السياسي والاقتصادي العام الذي ينبغي من الجميع بذل كل الجهود من اجل معالجته وتجاوزه.
وفيما يتعلق بمشاركة الجبهة في الهيئات المحلية، قال دويكات ان الجبهة شاركت في عدد واسع من الهيئات المحلية في انتخابات عام 2012، وحصلت الجبهة على 7% من عموم المجالس المحلية والبلدية، واضاف: "نحن على تواصل دائم مع ممثلينا في المجالس، ولكن هناك اشكاليات بنيوية في الهيئات المحلية، واشكالية في اولويات الخدمات المقدمة للمواطنين، ولكن نواصل العمل بجد من خلال ممثلينا في تلك المجالس على تصحيح مسار وعمل تلك الهيئات المحلية باتجاه تقديم افضل الخدمات المحلية للمواطنين".
وفي الشأن السياسي، اشار دويكات الى ان الافق السياسي مسدود، مبينا انه كان هناك اجماع وطني على عدم التوجه الى المفاوضات قبل اعتراف اسرائيل بقرارات الشرعية الدولية ووقف شامل للاستيطان وتحديد مرجعية دولية وسقف زمني للمفاوضات، لكن هذا الموقف تم اختراقه من قبل "القيادة المتنفذة" في منظمة التحرير التي توجهت للمفاوضات من دون وجود مرجعيات دولية ومن دون وقف الاستيطان، وعلى قاعدة الوعود الامريكية وحسن النوايا الاسرائيلية.
واضاف ان الامر غير المستوعب هو الشرط الذي قطعه على نفسه الرئيس "ابو مازن" بعدم التوجه لمؤسسات الامم المتحدة، وخلال هذه الفترة تصاعد الاستيطان وعمليات تهويد القدس والاقتحامات اليومية للمسجد الاقصى وتهويد الاغوار والاعتقالات المتصاعدة في الضفة، والجانب الفلسطيني ما زال ينتظر حسن النوايا عند حكومة اليمين المتطرف غير المستعدة اطلاقا لتقديم الحد الادنى لمتطلبات السلام المنشود، واسرائيل تستغل الوقت في تنفيذ مخططاتها.
واضاف: "منذ 20 عاما ونحن ندور في حلقة مفرغة الرابح الوحيد فيها هو الاحتلال من خلال فرض الامر الواقع في القدس وتهويد الاغوار ومواصلة الاستيطان في عموم الاراضي الفلسطينية".
واعتبر دويكات ان خطة الاطار لحل الصراع هي اخطر ما قدم للجانب الفلسطيني منذ 20 عاما، لانها تحول قرارات الشرعية الدولية الى تفاهمات ما بين الجانبين.
واوضح انه ليس هناك اعتراض على وجود قوات دولية تقرها الهيئات الدولية مثل تلك الموجودة في جنوب لبنان، ولكن الاعتراض هو ان تكون مرجعية هذه القوات امريكا واسرائيل، وكذلك فان هذه الخطة تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية المنحازة تماما لصالح العدو الاسرائيلي ولا يقدم للفلسطينيين سوى وعود غامضة تفرغ الثوابت الوطنية من مضمونها، فيما يقدم لحكومة اليمين المتطرف ما يخدم مطالبها وسياستها العدوانية بشكل محدد وواضح.
وقال ان الجبهة تطالب القيادة بالانسحاب من المفاوضات وعدم تمديد المفاوضات، والتوجه بدلا من ذلك الى محكمة الجنايات الدولية والانضمام لاتفاقية جنيف، والعمل على انهاء الانقسام واصلاح مؤسسات منظمة التحرير، ووضع برنامج نضالي على قاعدة التمسك بقرارات الشرعية الدولية وتصعيد المقاومة بكافة اشكالها ضد الاحتلال وتطويرها الى انتفاضة شعبية شاملة لدحر الاحتلال.
