وانطلقت مواكب التشييع من مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار شرقي المحافظة، تجاه منازل الشهداء في مخيم "يبنا" غربي المحافظة، لإلقاء نظرة الوداع عليهم، ومن ثم نقلوا لمسجد العودة، وأدى الألاف صلاة الظهر والجنازة عليهم.

وخرجت مواكب التشييع بعد انتهاء صلاة الجنازة بمشاركة حاشدة وكبيرة، يتقدمها بعض قادة بعض الفصائل، وسط صيحات وتكبيرات تعالت من حناجر المشاركين بمواكب التشييع المهيبة لهؤلاء الشهداء. 

وردد المشيعيون هتافات منها "تحية لكتائب عز الدين، يا قسام يا حبيب اضرب.. اضرب تل أبيب، يا قسام سير..سير وإحنا وراك،"، وأخرى تدعوا للانتقام لدماء الشهداء وقادة كتائب الشهيد عز الدين القسام، الذين كان لهم الأثر البالغ في تاريخ العمل المقاوم.

وتعالت أصوات التكبيرات من معظم مساجد محافظة رفح، التي نعت هؤلاء القادة، بينما أشعل بعض الشبان الإطارات على مفترقات بعض الطرق في المحافظة، فيما سادت حالة من الحزن الكبير لرحيل هؤلاء القادة.

وتحظى شخصيتا العطار وأبو شمالة بحب كبير من قبل كافة شرائح الشعب الفلسطيني، بسبب التاريخ المشرف لهم، والعمليات النوعية التي وقفوا خلف تنفيذه، خاصة عملية أسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" شرقي رفح عام 2006م، ونجاحهم بالمحافظة عليه، ومبادلته بأسرى في صفقة وفاء الأحرار. 

وأكد بعض المشيعون تمسكهم بخيار المقاومة الذي انتهجه قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام "العطار، وأبوشمالة، وبرهوم" ومن سبقهم من شهداء، وطالبوا برد قاسِ وعنيف وعاجل على ما وصفوها "بالحماقة" التي اقترفتها الطائرات الإسرائيلية. 

وشددوا على تمسكهم بمطالب المقاومة الفلسطينية، وعدم الالتفات للتهديدات الإسرائيلي، ودعوا لتوجيه ضربات صاروخية مؤلمة تطال كافة الأراضي المحتلة، وتنفيذ عمليات استشهادية داخل عمق الكيان كرد أولي على جريمة اغتيال أعلام المقاومة الفلسطينية فجر اليوم. 

وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في رفح سعد المغاري خلال كلمة له في ختام مواكب التشييع: "القائد سيخلفه ألف قائد، والمعركة مستمرة وسجال بيننا وبين الكيان الإسرائيلي، وموعدنا قريبًا على أعتاب بيت المقدس".

وشدد المغاري "الجميع يعلم أن التدمير والقتل والتخريب والترويع وقوافل الشهداء لن تشل عزيمتنا وعزيمة أمتنا، وشعبنا خسر الكثير، لذلك ليس أمامنا سوى الاستمرار والإصرار على زوال الكيان الإسرائيلي من أرضنا".

وتابع "لا لقاء بيننا وبين الاحتلال، وقضايا فك الحصار وفتح المعابر وغيرها، هي قضايا هامشية، فمعركتنا وحربنا معه أكبر من تلك القضايا بكثير، فهي ترتقي لمستوى العمل على كنسه من أرضنا، والعيش بحرية وكرامة".