كتبت لينا لهلبت
ليلة الثلاثاء في 4 آب وفي الساعة السادسة عصرا قضت العاصمة اللبنانية ليلة دامية حيث كان الدخان متصاعد بكثافة من ميناء مرفأ في العاصمة بيروت الذي كان يستخدم لاستيراد المواد الأساسية من دول العالم وتصديرها عبر لبنان لدول الشرق الأوسط، وفجأة تحول إلى دمار وخراب بل إلى سيف يقطع أوصال الروح على اثر اندلاع حريق في مستودع للمفرقعات في العنبر رقم 12 الذي يحتوي مواد شديدة التفجير قرب صوامع القمح وتحول الحريق إلى انفجاريين قويين وضخمين هزا العاصمة وضواحيها بالكامل.
أسفر الانفجار عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى، إلى جانب أضرار مادية كبيرة من تدمير منشآت عامة ومنازل وسيارات، فيما وأعلن مجلس الدفاع الأعلى في لبنان أن بيروت "مدينة منكوبة" ضمن حزمة قرارات وتوصيات لمواجهة تداعيات الانفجار.
وأعلن الأمين العام للصليب الأحمر اللبناني جورج كتانه، اليوم الأربعاء، عن ارتفاع ضحايا انفجار مرفأ بيروت إلى 100 قتيل وأكثر من 4 آلاف جريح، وهناك مئات الاتصالات للسؤال عن جرحى ومفقودين حتى اللحظة!
فيما وأظهرت لقطات مقاطع الفيديو وصور نشرها لبنانيون كانوا بالقرب من لحظة الانفجار الضخم على وسائل التواصل الاجتماعي، أزهرت تلك المقاطع تصاعد سحابة دائرية بيضاء وأعمدة الدخان من مستودع المفرقعات نتج إلى إثارة حالة من الخوف والذعر مع اهتزاز الأرض في المناطق المحيطة.
أما عن طبيعة الانفجار أوضح العميد الركن المتقاعد بالجيش اللبناني يعرب صخر، أنه "لا يقل قطره عن 7 إلى 8 كيلومترات، ما يدل على أنه حصل فوق الأرض أو ضمن مستودع يحتوي على مواد شديدة الانفجار من مواد سي فور، أو تي إن تي"، وأرجع صخر سبب الانفجار إلى "اشتعال مجاور أو إهمال أو ظروف الطقس في مخزن أو مستودع يحتوي على مواد شديدة التفجير".
-تعدد الروايات وتضارب المعلومات
تضاربت المعلومات حول كيفية حصول الانفجار وما زال الغموض سائد حول أسباب حدوثه، فقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيل صوتي لسيدة تؤكّد أنّ الانفجار الذي نشب في العاصمة بيروت ناتِج عن الإهمال وان زوجها شاهد من شرفة المنزل الدخان يتصاعد من مستودع مرفأ بيروت، وأكد فورا أن الحريق ناتج من انفجار عنبر رقم 12 فقبل 12 سنة كانت باخرة روسية محمّلة بنترات الألمونيوم كانت ستغرق في البحر، وفي تلك الفترة تم تفريغ ونقل كل ما تحتويه من مواد متفجّرة إلى مستودع عنبر 12 لتفشي وقوع انفجار ضخم جدا ومنذ ذلك الوقت والمواد المتفجّرة مهملة ولم يتخلص منها احد، لكن قبل 6 أشهر تم الكشف على مستودع عنبر 12وتبين في التقرير أنّ المواد باتت تشكل خطراً خصوصاً في حال تعرّضها للرطوبة أو لحرارة الشمس قوية وهي معرّضة للانفجار في أيّ وقت، ومع ذلك تم إهمال الموضوع.
من جانب آخر أكد خبراء عسكريين أن الانفجار ناتج عن استهداف وقصف من قبل إسرائيل فهم لم يستبعدوا أن تكون إسرائيل وراء ما حدث بالفعل وأظهرت إحدى الفيديوهات المصورة والمنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي اختراق صاروخ للعنبر على المرفأ، سيكون محط للتحليل في الأيام القادمة.
لكن في السياق ذاته نفت إسرائيل يوم أمس الثلاثاء ضلوعها في الانفجار حيث نقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني قوله إن "إسرائيل تنفي أي ضلوع لها في انفجار بيروت"، وأفادت "القناة 12" العبرية نقلا عن مسئولين سياسيين قولهم إنه "لا علاقة لإسرائيل بالانفجار الذي هزّ العاصمة اللبنانية بيروت".
ومن جهته، قال وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي في حديث للقناة الـ 12 للتلفزيون الإسرائيلي أن الانفجار من المرجح أن يكون ناجما عن حريق في المرفأ.
ونقلت قناة OTV اللبنانية عن مصادر مقربة من "حزب الله" قولها إنه لا صحة لما يتم تداوله عن ضربة إسرائيلية لأسلحة الحزب في مرفأ بيروت.
-هيروشما بيروت!
قال محافظ بيروت مروان عبود وهو يبكي أن ما حدث أشبه بما حدث في اليابان في هيروشيما، وان هذا الحدث غير مسبوق في لبنان، ولفت انه تم بلاغهم حين تفقدهم لموقع الانفجار أن هناك حريقا فذهب فريق إطفاء مكون من 10 أفراد تابعين لبلدية بيروت، ثم وقع الانفجار واختفوا، ومازالوا مفقودين حتى اللحظة.
وأغلقت القوى الأمنية كل الطرق المؤدية إلى المرفأ، وتم إعلان يوم الحادثة هو يوم حداد وطني على الضحايا.
ومن جانبه ، أعلن وزير الداخلية محمد فهمي في بيان له على وقع الانفجار بإلغاء العمل ضمن قرار حظر التجوال، ضمن تدابير مواجهة جائحة كورونا اثر وقوع الانفجارين الضخمين حيث يلغى العمل بمضمون القرار رقم ٩٤٦ الصادر عن وزير الداخلية والبلديات والمتعلق بالإقفال العام ضمن إجراءات التعبئة العامة لمواجهة انتشار فيروس كورونا خلال الفترة الممتدة من نهار الخميس ٦ أغسطس ولغاية الثلاثاء ١١ أغسطس.
-نترات الامينوم المدمرة
حدد الرئيس اللبناني ميشال عون ومدير الأمن العام اللبناني سبب الانفجار الهائل، الذي تمثل في مادة نترات الأمونيوم التي تستخدم سمادا زراعيا، وهي تقدّر بنحو 2750 طنًا مخزنة في مستودع مرفأ.
لا بد وان سألت نفسك ما هي طبيعة هذه المادة التي سببت انفجارا يشبه الانفجارات النووية؟؟ أو هل مادة تستخدم كسماد زراعي تتسبب في مثل هذا الانفجار! الإجابة ،نعم، فهي مادة صلبة بلورية بيضاء قابلة للذوبان بشكل طبيعي وتعرف باسم "الملح الصخري" لا يمكن أن تحترق بسهولة لكنها تحترق إذا كانت ملوثة بمواد قابلة للاشتعال.في لندن أودى بحياة شخص وأصاب 40 آخرين.
عدا عن ذلك تسببت تلك المادة عن تفجير مصانع متعددة في العالم في السنوات الماضية وأسفرت عن سقوط أعداد من القتلى والجرحى.
هذه المادة متاحة تجاريا وتستخدم في عدة أغراض حيث يقتنيها المزارعون بكميات كبيرة، يمكن تحضيرها عن طريق تفاعل الأمونيا مع حمض النتريك، وتستخدم هذه المادة كمادة تفجير في قطاع التعدين والمحاجر والبناء المدني، وتمثل 80 بالمئة من المتفجرات الصناعية المستخدمة في الولايات المتحدة.
كانت قد استخدمت نترات الامونيوم كقنابل تقليدية ففي عام 1992، حيث فجر الجيش الجمهوري الايرلندي في المملكة المتحدة قنابل أسمدة نترات الأمونيوم بلغ وزن أحدها واحد طن، وفي العام 1993 استخدم الجيش الجمهوري الايرلندي مرة أخرى قنبلة أسمدة أخرى في تفجير آخر
في لندن أودى بحياة شخص وأصاب 40 آخرين.
عدا عن ذلك تسببت تلك المادة عن تفجير مصانع متعددة في العالم في السنوات الماضية وأسفرت عن سقوط أعداد من القتلى والجرحى.
لقد زاد انفجار الثلاثاء من أوجاع بلد يعاني منذ أشهر، فهذا البلد مثقل بالأوضاع السياسية والاقتصادية الحادة، فسلام لبيروت من قلب فلسطين...
