كتبت:وداد عورتاني
يجلس "كروم" على طاولةٍ من الخشب ذات اللون الأزرق واضعاً عليها قالب من الكعك "الجاتوه"، مزين بكرات من الشوكولاتة البيضاء، و كأنها حبات من اللؤلؤ المرصوص بجانب بعضها البعض، "كروم" هو الإسم التجاري المتداول لديه، وهو الطالب "أكرم النوري" في الثانوية العامة ذو 17 عاماً.
بعيناه اللامعتان ووجهه البشوش ونظراته الثاقبة نحو حلمٍ ليس له حدود، يتحدث صانع الحلوى "كروم": " بدأت بصنع الحلويات منذ عام ونصف من الآن، حينما قمت بأول تجربة لي بصنع أول قالب من الكعك المنزلي دون أية إضافات أخرى عليه، حيث كان الطعم ذات مذاق لذيذ ، لأخوض بعدها بتجربة أخرى في صنع الحلويات".
ويكمل "كروم" إلى أن حب المتابعة والتطورلديه في صنع الحلويات ما جعله يقوم بمتابعة ومشاهدة فيديوهات على قناة اليوتيوب في كيفية صنع الحلويات، وخصوصاً طريقة عمل الكيك الإسفنجي الجاهز، ليبدأ بتجربة أخرى من صنع الكيك المنزلي إلى صنع الكيك الجاهز الذي يباع في الأسواق.
المعدات والأدوات لدى "كروم"...
المعدات والأدوات البسيطة التي قام بشرائها "كروم" من وعاء خاص بالكيك وقالب دائري ومنشار للتقطيع وأقماع التزين وحمالة الكعك "الستاند" بالإضافة إلى الخفاقة الكهربائية هو سر نجاح "كروم" في صنع الكيك الإسفنجي داخل منزله.

أسعار الكيك لدى كروم...
يشير كروم إلى أن أسعار قوالب الكعك "الجاتوه" لديه بأنها معقولة ومتراوحة لدى الجميع وكلٌ حسب رغبته واختياره للنوع الذي يرغب به، منوهاً إلى أن هناك بعض الأطعم والأصناف المتعددة التي يقوم بصنعها مثل: كيكة البلاك فورست، البلوبري، الأناناس، والرافيلو، والفستق، والكراميل، والشوكليت، والجلاكسي، والكندر، والنوتيلا، وغيرها من الأضاف العديدة.
ويضيف كروم "عندما أقوم بصنع أي نوع من الكعك يدور في ذهني أن أنتج قالب جديد غير الشكل المألوف في الأسواق، ففي كل مرة أحاول أن أبتكر صنفٍ جديد، وأيضاً أحاول أن أبدع في الإخراج النهائي لقالب الكعك "الجاتوه" من حيث الشكل والطعم، وبالإضافة إلى الزينة".
الموائمة بين الدراسة وصنع الكعك ل "كروم"...
"كطالب في الثانوية العامة وخصوصاً الفرع العلمي يتطلب مني بذل الكثير من المجهود والوقت الكبير في الدراسة، ومع ذلك فإنني طالب مثابر ومجتهد وأنظم وقتي ما بين الدراسة والمتعة بالعمل، فعندما أشعر بالملل من الدراسة والتعب، أجد المكان الممتع بالنسبة لي عند دخولي المطبخ، اذ أقوم بصنع أي طبقٍ من الحلوى، متفنناً به وبتزيينه ووضع اللمسات التي أرى أنها مناسبةً له"، واصفاً المطبخ بأنه عالمه الجميل الذي ينسيه التعب، هذا ما أوضح به كروم خلال مقابلته.

شهرة كروم...
خلال مقابلة مع والدة "كروم" تقول: "عندما قام كروم بصنع أول قالب من الكعك كانت الفرحة الكبرى لدي منذ أن تذوقته، وشعرت حينها أن كروم سوف يكون لديه طريق في هذا المجال، حيث قام كروم بتزينه بطريقة رائعة وشهية تجعلك تريد أن تتذوقه".
وتضيف بعد أن أصبح كروم يشاهد قناة اليوتيوب ويقوم بتجربة الأصناف، كانت تستغرب من لذة الطعم الذي كانت تتذوقه، فتقوم بتشجيعه على الإستمرار بالعمل وبتجربة أصنافٍ جديدة.
وتكمل والدة "كروم" كنت أقوم بتضيف الأهل والأقارب من الحلويات التي يقوم بإعدادها، داعمة ومسوقة له بإخبار الأهل والأقارب والأصدقاء بأن "كروم" لديه الإستعداد التمام على صنع أي نوع من الكعك "الجاتوه" الذين يرغبون به.
وتتابع بعد قيام "كروم" ببيع الأهل من منتجاته توسع مشروعه لبيع الأشخاص الآخرين من خلال الطلب والتواصي.
وتشير إلى أنها قامت بإنشاء صفحة خاصة به تحمل اسم "مطبخ وحلويات كروم" على الفيسبوك لتكون المكان الذي من خلاله يسوق "كروم" حلوياته ويبيعها عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
وتستكمل والدة كروم حديثها: "أي شيء يحتاجه كروم سواء من دعم أو شراء معدات أقوم بإحضارها له فوراً، حيث أن لديه حب الإبداع والتمييز منذ الصغر، وكما لديه الرغبة بالتطور والمتابعة فهو مختلف عن أخوته الآخرين.

الحلم لدى "كروم"...
"أحلم بفتح مصنعٍ خاص لصنع الحلويات بعد انتهائي من مرحلة الثانوية العامة وأن أكبر يوماً بعد يوم، بالإضافة إلى استكمال دراستي والإلتحاق بالجامعة" هذا ما اختتم "كروم" به حديثه.