الرئيسية / ثقافة وأدب
من هو الطيار البنغالي الوحيد الذي أسقط أربع طائرات إسرائيلية في حرب 67؟
تاريخ النشر: الأحد 08/11/2020 22:29

لم تكن حرب حزيران / يونيو 1967 مجرد فعل أو رد فعل على سياسة الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر، فقد كانت إسرائيل تخطط لهذه الحرب من قبل. لذلك فإن عنصر المباغتة كان هو الأهم. لكن سيف الدين الأعظم، أو الأعزم حسب اللفظ المحلي، كان على موعد مع تلك الحرب.

اعتمدت إسرائيل في حرب عام 1967 على عنصر المفاجأة ودمرت أكثر من 400 طائرة مصرية وهي جاثمة في مطارتها. وقد استهدفت كل 12 طائرة مطاراً مصرياً.

بعد ذلك توجهت الطائرات الإسرائيلية لضرب الأردن، وقامت في اليوم الأول من الحرب بقصف قاعدة المفرق الجوية الأردنية، وذلك بعد وقت قصير من تدمير طائرات سلاح الجو المصري في قواعدها. خسر الأردن طائرتين حربيتين وست طائرات نقل وقُتل عشرون جندياً.

عادت الطائرات الحربية الإسرائيلية للقصف مرة أخرى، على اعتبار أنها مهمة سهلة وأن ثقة الطيارين الإسرائيليين عالية بعد تدمير طائرات سلاح الجو المصري، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد كان الطيارون الأردنيون على استعداد تام للمعركة ومعهم الطيار البنغالي سيف الله الذي تصدى ورفاقه للغارة الثانية وأسقط إحدى الطائرات الإسرائيلية المغيرة، كما أصاب أخرى لم تتمكن من العودة إلى قاعدتها وسقطت داخل إسرائيل.

وفي اليوم التالي انتقل الأعظم للتطوع في سلاح الجو العراقي.

 

من هو سيف الله جميل الأعظم، الطيار الذي وجد نفسه وجهاً لوجه أمام سلاح الجو الإسرائيلي في الخامس من حزيران/ يونيو عام 1967؟

هو ليس أردنياً، لكنه كان يعمل قبل بدء الحرب بستة أشهر مستشاراً لسلاح الجو الأردني وتدريب طياريه. إنه طيار شاب من سلاح الجو الباكستاني، من مواليد ما كان يسمى البنغال الشرقية قبل استقلالها عن باكستان. لمع اسمه خلال حرب حزيران / يونيو، فقد سجل سابقة في تاريخ الحروب العربية الإسرائيلية إذ كان الوحيد الذي استطاع اسقاط 4 طائرات إسرائيلية خلال 72 ساعة فقط، كما أنه الطيار الوحيد أيضا الذي خدم لصالح أربعة جيوش مختلفة.

وكان تقرير إسرائيلي قد كشف أيضاً عن هجوم نفذته قاذفة قنابل عراقية من نوع طوبولاب 16 على مدينة نتانيا في السادس من حزيران1967، وقتلت وجرحت العديد من الإسرائيليين في شارعي "هرتسل" و"رازيل"، ثم غيرت خط سيرها واتجهت إلى مدينة "مغدال هعيمق" في الجليل وهاجمت المركز التجاري في المدينة. ولم تتوقف الطائرة العراقية عن قصفها لحين إرسال سرب من طائرات الميراج الإسرائيلية التي أطلقت صاروخاً على القاذفة لتسقط غرب مدينة العفولة، على قاعدة عسكرية، فقتل 14 جندياً إسرائيلياً. وورد في التقرير الإسرائيلي سؤال: لماذا فشل الجيش الإسرائيلي في صد الطائرة العراقية؟

جدير بالذكر أن سلاح الجو العراقي شارك في ضرب إسرائيل دون التشاور مع العرب، وكان مساندا للجيش الأردني، وقام بقصف العمق الإسرائيلي، فيما قامت الطائرات الإسرائيلية بشن هجمات على قاعدة "الوليد" الجوية غرب العراق، وحدثت معارك جوية بين الطرفين، أسقط العراقيون خلالها 5 طائرات إسرائيلية من طراز "فوتور" و"ميراج 3 " الفرنسية الصنع. كما تم أسر طيارين اسرائيليين.

ولما كان العراق يعاني من نقص في الطيارين، آنذاك، وبعد تدمير الطائرات الأردنية، ترك سيف الدين الأعظم قاعدة "المفرق" وتطوع للقتال إلى جانب الطيارين العراقيين حيث أسقط طائرتين إضافيتين.

وُلد سيف الدين جميل الأعظم عام 1941 في "بابنا"، أقصى شرق الهند في منطقة تقع حالياً في بنغلاديش. وعاشت عائلته في "كلكتا" حتى قرار تقسيم الهند عام 1947، حينها هاجرت العائلة إلى باكستان التي استكمل فيها تعليمه الأساسي. وفي عام 1958 التحق الأعظم بكلية تدريب تابعة لسلاح الجو الباكستاني. وبعد سنتين شارك في دورة تدريبية في ولاية أريزونا الأميركية، احترف خلالها الطيران الحربي على طائرات أف 86، ليعود وينضم إلى سلاح الجو الباكستاني.

لكن الأعظم لم يبق طويلاً في باكستان، بل جرى تعيينه مستشاراً لسلاح الجو الأردني وشارك في حرب حزيران / يونيو متطوعاً.

في عام 1971، وبعد استقلال باكستان الشرقية التي أصبحت بنغلادش، عُين الأعظم مديراً لأمن الطيران في سلاح الجو البنغالي. وقد حصل على العديد من الأوسمة والجوائز، كما كرمه الجيش الأمريكي بإدراجه في قائمة أفضل 22 طياراً على قيد الحياة.

توفي الطيار النسر قبل ستة أشهر في بنغلادش، عن ثمانين عاماً.

مونت كارلو 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017