تقرير تحليلي إخباري : هاشم أبورعية

هل الإسلام هو الإرهاب .. وهل كل من يعتنق الإسلام ويحمل مبادئه هو أيضا إرهابي, الآلة الإعلامية الموجهة التي يتحكم بها أعداء الإسلام تقدمه إلى الناس في مشارق الأرض ومغاربها على أنه دين إرهاب وعنف وقتل وقطع رقاب, وهل الدولة الإسلامية المعروفة إعلامياً بـ " داعش " هي المسؤولة أولا وأخرا عن هذا التشويه .

أكد المستشار الإعلامي زعل أبو رقطي في مقابلة خاصة أن الغرب نجح بربط  الإسلام بالإرهاب بسبب ممارسات بعض الإرهابية باسم الدين, دون أن يدرك المسلمون أنهم بتلك الممارسات يشوهون صورة الإسلام, باعتباره دين المحبة والتسامح والتعايش والإنسانية وليس دين الاضطهاد ,وبهذا فأن الغرب نجح في زرع بذور الإرهاب بين صفوف الأمة الإسلامية مثل دس " السم في العسل " .

وأضاف أبو رقطي أن نجاح الدول الغربية في تعتيم الإسلام وإظهاره على صورة سيئة سمح للجميع بأن يعنف الإسلام بسبب إساءة بعض  منظمات وأحزاب إسلامية  للإسلام ومبادئه, الذي وضع أسس إنسانية للقتال أو التعامل مع الغربيين وتابع أبو رقطي قائلا: "بالرغم من تشويه هذه المنظمات للإسلام وإظهار الوحشية إلا أنه أفاده الإسلام في جانب واحد، وذلك من خلال إطلاع الغرب على هذا الدين الإسلامي ليقفوا على حقيقته، ويكشفون زيف هذه الإدعاءات الغربية التي جعلت التنظيمات شماعات تعلق عليها أهدافها لمحاربة الإسلام ".

بدوره أكد دكتور الإعلام في جامعة النجاح الوطنية فريد أبو ضهير أن داعش هي حركة إرهابية ذات جودة أمريكية, تم تاسيسها لمحاولة تشوية صورة الإسلام, وكانت تهدف من وراء ذلك بعثرة أوراق العالم العربي الإسلامي ومحاولة لتقسيم الوطن العربي والإسلامي على أساس طائفي ومذهبي، لمساعدة الدول الغربية على تحقيق أهدافها وسط فوضى عارمة في صفوف المسلمين، وخير دليل على ذلك ما يحصل في العراق, وسوريا ,وليبيا , وغيرها من الدول التي تقف الآن على كف عفريت.

وتابع أبو ضهير حديثه قائلا: " ليس من المنطق بأن نطلق صفة الإرهاب على كل تنظيم أو حزب سياسي، فهناك فرق واضح بين تنظيم أنشأه الغرب لتحقيق أهداف معينة وبين تنظيم اتبع الإسلام في سياسة عند التعامل مع الفريق الأخر، وأشار أبو ضهير إلى أن حماس كحركة إسلامية لا يمكن لنا أن طلق عليها وصف الحركات الإرهابية, وذلك باعتبارها حركة نضالية لشعب تحت الاحتلال, ونوّه أن حماس ليس لها أي مشكلة مع اليهود كديانة، وإنما هي تحارب من جاء ليغتصب هذه الأرض بدواعٍ غير مشروعة وغير قانونية, وهذا بحد ذاته يثبت للعالم ما هو الإسلام على صورة الحقيقة.

وأضاف محاضر الاعلام بجامعة النجاح بأن من ساعد على نجاح هذه الحركات الإرهابية, هي الأنظمة العربية التي مارست الضغط وكبت الحريات وحرمان الشعب من أبسط حقوقه ومنع الشباب من تطوير وطنهم من خلال توظيف قدراتهم واعتماد الدول العربية على الغرب, بالانضمام إلى هذه الجماعات ظنا ًمنها بأن مثل هذه الجماعات هي من ستعيد لهم الحياة الكريمة وتوفير متطلبات عيشهم التي تكفل بها الإسلام, هذا وشدد بأن الحكومات العربية هي من هيأت فرص لإطلاق الإرهاب على بعض الجماعات لمقاتلتها, وقال بأن الضغط المتواصل التي تستمر به الأنظمة العربية يدفع بعض المواطنين إلى القيام بعمل مسيئ ومخالف للإسلام , فتقوم الدولة بإطلاق لعنة الإرهاب عليهم لتأخذ ذريعة لمحاربتهم.

وأظهر استطلاع للرأي أجرته جامعة النجاح كانت فيه  نسبة الخطأ 4.3% شمل مجموعات من الطلاب والطالبات من مختلف التخصصات بأن 86% المستطلعة آراؤهم يؤكدون أن الإسلام ليس له صلة بالإرهاب ولا يمكن أن يرتبط الإرهاب بتعاليم الإسلام التي دعا إليها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أما 14% فرؤوا أن الإسلام في طريقه إلى الإرهاب بعد إنبثاق عدد كبير من التنظيمات وأهمها  تنظيم الدولة الإسلامية, وتنظيم القاعدة، وإنطلاقها بتنفيذ أعمال رفضها الإسلام.

وقال دكتور علم الاجتماع ماهر أبو زنط أن التنظيمات والاحزاب السياسية نجحت بشكل كبير في فرض اسمها في الثلاث أو الأربع السنوات الأخيرة , وأصبح العالم أجمع يتكلم عما تقوم به من أحداث وجرائم بشعه بحق الإنسانية سومستذرعين بالإسلام , وأضاف بأن هذه التنظيمات نجاحها يكمن في استخدامها للدعاية الدينية التي تزيد من عدد الملتحقين في صفوفها , وهذا بالتالي أصبح عدد هذه التنظيمات كبيرٌ جدا هذا من جهة ومن جهةٌ أخرى أكد بأن الدعاية السياسية التي ستخدمها سنحت له فرصة في السيطرة على مناطق واسعة من بعض الدول العربية وبهذا تكون قد نجحت في اللعب على الوتر الحساس "الدين" .

من جهته أكد علي مصلح دكتور علم الشريعة والقانون في جامعة النجاح أن الإسلام بالرغم من جميع الصعوبات التي واجهها في الفترة الأخيرة إلا أنه سيعود قويا ويحقق للأمه الإسلامية السعادة والتقدم في جميع مجالات الحياة بعد وصولنا إلى مؤخرة الأمم, وبهذا يصبح الإسلام عزيزا بعزة أهله وحملهم لهذا الدين, وحمايته من أن يصدأ في عقول المسلمين بعد أن نجح الغرب بكل وسائلة الإعلامية وتنظيماته الإرهابية على الارض لضرب الإسلام, وجعل المسلمين يتناسون قضاياهم ولانشغالهم  بأمور طائفية ومذهبية قاتلة بحق الشعوب .