الرئيسية / مقالات
سحر عكوب وأبووعر وحازم
تاريخ النشر: الخميس 19/11/2020 06:32
سحر عكوب وأبووعر وحازم
سحر عكوب وأبووعر وحازم

ياسر أبوبكر
يحق لنا كفلسطينيين وكأمة عربية تفخر بالأبطال إلا من ابى ، ويحق لنا كأسرى في سجون الاحتلال الغاشم وكأسرى محررين أن نفتخر بالكثير من القامات البطولية التي علت جبين فلسطين العربية، لتضيء في عتمة الليل الذي يلفنا مع ضغط القدم الهمجية الصهيونية على صدورنا فتمنعنا تنفس الهواء النقي.
ونحن في داخل زنازين السجانين إذ نكتب عن الثوار والمناضلين لا يفوتنا إطلاقا أن نتذكر من هؤلاء الأبطال المناضلين أسماء قد يتساهل البعض بالتعرض لها وهي في العقل والقلب معا وهي أسماء تستحق من التبجيل الكثير.
لكن دعوني أشير لثلاثة من الأبطال الكبار ممن فقدناهم مؤخرا بالعام 2020 ولهم في المعتقلات نصيب.
حيث عانى الدكتور حازم أبوشنب الناطق باسم حركة فتح وعضو مجلسها الثوري من آلام المعتقل لدى الشقيق في غزة، لكنه ظل صامدا يتواصل معنا في زنازين الاحتلال عبر الاتصال حيث تيسّر، ولم يقصّر في شهامته وحسن مقالته ورفيع خطابه المناهض للاحتلال وادواته البشعة.
الأسير البطل كمال أبووعر المصاب بالسرطان ثم بفيروس كورونا، والذي كان قد خضع للعلاج الإشعاعي مقيدًا! وهو المناضل البطل المحكوم 6 مؤبدات و50 عاما! غادرنا للرفيق الأعلى وقطعة من قلبنا تنزف دمًا لمثل هذا الرجل الصامد الصامت.
كمال أبووعر أحد أبرز عناصر قوات ال17 الشهيرة، الذي طورد لسنوات فدوّخ الاحتلال الى أن اعتقل ، هذا الرجل الذي عزّت الرجال مثله في موقف الثبات الذي أبداه وهو ينزف الالم والنسيان والإهمال الطبي الصهيوني المتعمد حتى وافاه الاجل، فله ولامثاله تقف الأمة العربية ويقف العربي الفلسطيني احتراما وتقديرا ، وألما وحزنا لاستشهاده تحت عيني السجان وبإرادته الإرهابية القاتلة.
أما سحر عكوب تلك الأسيرة المحررة فهي النموذج الحي والنشط الذي لا يهدا حركة وفعلا وحيوية للمراة الفلسطينية المناضلة التي تنقلت بين ميادين الفعل الميداني ثم في المعتقلات، وخارجها كأسيرة محررة، وفي إطار العمل التنظيمي الفتحوي، ورئاستها لفرع اتحاد المراة الفلسطينية في نابلس، وصولا لتربية الأجيال في مجال عملها الأثير في وزارة التربية والتعليم، وهي السيدة التي كان لنا معها من عطر الذكرى ما ستظل في البال ومن عظيم نشاطها المدد لكل من عاشروها وخالطوها في ميادين الفعل التربوي والنضالي اليومي.
وإن أشرنا قليلا لنضالات سحر عكوب فهي كانت من بين السباقات بالدعوة لإنهاء الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية وإقرار قوانين المساواة والعدالة الاجتماعية ووقف قتل النساء.
وكانت ممن أشادوا بالانجازات التي حققتها المرأة الفلسطينية إلى جانب الرجل في النضال والحرية ومقاومة الاحتلال والمعاناة التي قطعتها خلال سنوات النضال الفلسطينية.
ولا ننسى دعواتها المتواصلة لبناء مجتمع ديمقراطي تسوده العدالة الاجتماعية، وتحقيق القوانين والأنظمة الخاصة بالمرأة موضع التطبيق.
الأسيرة المحررة سحر عكوب والقيادية باتحاد المرأة وحركة فتح كانت قد دعت مرارًا -في إطار نضالها النقابي والتنظيمي والسياسي- المجتمع الدولي ومجلس الأمن لمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق المرأة الفلسطينية، والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال من قتل النساء مشددة على ضرورة إنهاء معاناة الأسيرات في سجون الاحتلال وإطلاق سراحهن فورا.

رحم الله أبطالنا الثلاثة ورحم الله كافة الشهداء، والدرب طويل وكل من مربضه عليه الصمود والثبات وألا يفقد الإيمان بالنصر وهو قادم بإذن الله.

الأسير ياسر أبوبكر
رئيس مركز دراسات أسرى الحرية

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017