الرئيسية / ثقافة وأدب
الرسامة أمية جحا.. تقهر كورونا بـ"نهفات أم نبيل"
تاريخ النشر: الثلاثاء 01/12/2020 05:59
الرسامة أمية جحا.. تقهر كورونا بـ"نهفات أم نبيل"
الرسامة أمية جحا.. تقهر كورونا بـ"نهفات أم نبيل"

بطريقة فكاهية يومية ساخرة جسدتها بكتاباتها على صفحتها الشخصية بموقع "الفيسبوك"، استطاعت رسامة الكاريكاتير الصحفية أمية جحا أن تواجه إصابتها بفيروس "كورونا"، وتتخطى الألم والمعاناة بثبات وإرادة قوية.

آلام المرض وعذاباته داخل الحجر الصحي في مستشفى الشفاء بغزة لم تقف حائلًا أمام الفنانة جحا، التي اختارت طريقتها كي تسطر بكتاباتها يوميات الحاجة "أم نبيل" ومعاناتها الشديدة مع "كورونا"، لكن بـ"نهفات كورونية".

"الحاجة أم نبيل" شخصية وهمية تجاوزت التسعين من عمرها، نُسجت نهفاتها من خيال جحا، كي ترسم الفرح والابتسامة على وجوه المرضى المصابين بـ"كورونا" في المستشفى وسط الآلام والمعاناة، وترفع من معنوياتهم النفسية.

تجربة وسط الألم

تروى الفنانة جحا لوكالة "صفا" تجربتها، قائلة: "في 17 نوفمبر الجاري ظهرت نتيجة إصابتي بكورونا أنا ووالدتي التي كنت أرافقها في المستشفى، كونها كانت تعاني أوضاعًا صحية صعبة".

وتضيف "مجرد انتظار النتيجة أمر مقلق وصعب للغاية، في البداية تلقيت الخبر بصعوبة وألم، لكن بعدها تقبلت الأمر بشكل طبيعي جدًا خوفًا على حياة والدتي وحالتها الصحية، وعلى نفسية المصابين الآخرين".

"الحمد لله الأعراض كانت بسيطة، شعرت بفقدان حاسة الشم لأيام معدودة، وسعال وصداع خفيف في الرأس، تمكنت من التغلب عليها حتى خروجي من المستشفى الجمعة الماضي لاستكمال الحجر في المنزل".

11 يومًا قضتها الفنانة جحا داخل الحجر الصحي بالمستشفى، عاشت خلالها وضعًا استثنائيًا صعبًا، أكثر ما أثر فيها حينما انتقلت من غرفة شبه مصابة إلى حجر المصابين، وبدء إجراء عمليات التعقيم للمصابين.

تقول جحا: "حينها بكيت بحرقة وألم، وتأثرت لدرجة كبيرة، وشعرت بمدى خطورة فيروس كورونا على حياة أهلنا وأحبائنا، وأيقنت أيضًا بمقولة استهتارك سيقتل أحبابك بعد إصابة والدتي".

ولم تتقبل جحا فكرة انقطاعها عن عملها لفترات طويلة، تأثرها الشديد بآلام المرضى المصابين بالفيروس، والحزن على وضع والدتها الصحي، وأجواء المستشفى، كلها دفعتها للتفكير بضرورة إنجاز عمل إيجابي يخفف من معاناة هؤلاء المرضى.

وتتابع "بدأت بكتابة أول نهفة كورونية بطريقة فكاهية تتحدث عن يوميات الحاجة أم نبيل المصابة بكورونا، وبعدة أمراض مزمنة، كنت أظن أنني سوف أكتب حلقة أو حلقتين، لكن لم أتوقع أن تجد صدى شعبيا كبيرا، لذلك قررت الاستمرار بالكتابة".

وتشير إلى أن "هذه النهفات كنت أقرأها للمرضى والمرافقين وحتى العاملين بالمستشفى، والتي أدخلت السعادة والفرح في قلوبهم، وكسرت حالة الحزن التي ارتسمت على وجوههم بسبب المرض، ورفعت من معنوياتهم النفسية".

وتعد الحالة النفسية الإيجابية للمصاب من أهم الأسباب للتغلب على الفيروس، وتخطى آلامه، وفق جحا، بالإضافة إلى الرضى بالقضاء والقدر، وعدم الاستسلام للمرض بأي حال من الأحوال.

نهفات فكاهية

وتشكل "النهفات الكورونية" بعدًا تربويًا، نفسيًا، اجتماعيًا، دينيًا وسياسيًا، وقد تأخذ في الأيام المقبلة أشكالًا مختلفة تسلط الضوء على العديد من القضايا الحياتية بطريقة فكاهية ساخرة.

بتلك النهفات اليومية التي تواصل كتابتها لليوم الثالث عشر على التوالي، حاولت الفنانة جحا ولا تزال التخفيف عن المصابين داخل المستشفى وخارجها، وحتى كان لها أثار إيجابية على الأشخاص الأصحاء الذين عبروا عن سعادتهم بها.

وتضيف "شريحة كبار السن المستهدف الرئيس من تلك النهفات، باعتبارهم الأكثر عرضة لإصابتهم بفيروس كورونا، ولشدة الألم الذي يعانون منه، فكان لابد من دعمهم نفسيًا وجسديًا ومعنويًا".

وتوضح أن "شخصية الحاجة أم نبيل مستوحاة من شكل وطبيعة جدتي والدة والدي، استطاعت رسم الابتسامة من وسط الآلام والمعاناة، فأضحكت العليل والمعافى، واستحوذت على محبة قلوب الناس، لأنها موجودة في روح كل كبارنا".

ولاقت "النهفات الكورونية" تفاعلًا كبيرًا من قبل المتابعين على صحفتي بـ"الفيسوك"، و"هناك من طلب بالتقاط الصور مع الحاجة أم نبيل، كونهم لم يكونوا يعلمون بأنها شخصية خيالية، إلا بعدما خرجت من المستشفى وأعلنت ذلك". تقول الرسامة جحا

وتؤكد أنه بقوة الإرادة والعزيمة يستطيع المصاب التغلب على إصابته بوباء كورونا، مع المحافظة على إجراءات السلامة والوقاية، وعدم الاستهتار بحياة عائلتك.

وتستكمل حديثها لوكالة "صفا": "ما بعد الإصابة يصبح دورك التوعوي بمخاطر الفيروس أقوى وأكثر اهتمامًا ووعيًا، وفي إثراء معلوماتك والبحث حول المرض وخطورته، وفي توجيه النصائح للمواطنين وكيفية الوقاية من الفيروس".

وتوجه جحا عدة نصائح للمواطنين، قائلة: "الأمر خطير جدًا، لا تستهينوا بالفيروس، يجب اتباع إجراءات الوقاية والسلامة وارتداء الكمامة والتعقيم، والتوعية الكاملة بمخاطره".

 صفا

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017