الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مرابطات الأقصى.. حكايات من المنع والاستفزاز
تاريخ النشر: الأحد 14/09/2014 22:14
مرابطات الأقصى.. حكايات من المنع والاستفزاز
مرابطات الأقصى.. حكايات من المنع والاستفزاز

 عند دخولك المسجد الأقصى، هذا إن سمح لك، فستجد حلقات علم من النساء والرجال منتشرة في باحات المسجد.

داخل كل حلقة تجد مجموعة من القصص التي توثق جرائم الاحتلال وتدنيسهم للمسجد الذي يشهد محاولات إسرائيلية مستمرة لتقسيمه والسيطرة عليه.

"لم أشعر بيدي من قوة الضربة التي وجهها لي بيده التي يضع عليها دبسات حديدية"، هذا ما قالته هبة سرحان (30 عامًا) حين جاءت من بيتها في سلوان إلى الأقصى بداية الشهر الجاري، وتركت أطفالها الثلاثة خلفها، لتمنعها قوات الاحتلال من الدخول من باب حطة فتوجهت إلى باب المجلس في محاولة أخرى للدخول ولكن المكان كان مليئًا بالحواجز، فأرادت أن تزور صديقتها التي تسكن ملاصقة للباب، رفض الجندي الإسرائيلي إدخالها وأمرها أن تعود من حيث أتت وتقول سرحان "ليس فقط يمنعوني من الدخول إلى الأقصى بل حتى زيارة صديقة لي أصبح يحتاج إلى تصريح منهم".

تصادف تواجد سرحان هناك بتواجد نساء قادمات من مناطق الداخل المحتل وقبل أن يقتربوا من الحواجز جاء إليهم الجندي الإسرائيلي وأمرهم بعدم الوقوف في الشارع حتى يأتي موعد الصلاة ربما يسمح لهن بالدخول.

مضيفة، لقد تجاوز المنع دخول ساحات الأقصى وأصبح الوقوف في حارات البلدة القديمة ممنوعًا؛ فبدأ الجندي الإسرائيلي بدفع النساء وشتمهنّ باللغة العبرية والصراخ تقول سرحان "لم أستطع تمالك نفسي فقلت له بأي حق تمنع من الوقوف في حارات البلدة القديمة حتى إنهم لم يخترقوا الحواجز التي وضعتها، فأحضر الجندي القوات الخاصة لإبعادنا، وأجبرونا على الابتعاد ما يقارب (20 مترًا) عن باب المجلس وبقي ينظر إليّ نظرات تهديد ثم عاد ليبعدنا أكثر من مئتي إلى خارج حي الواد القريب من الباب. فرفضت الابتعاد حتى وجدت يدًا تضربني بقوة على يدي فلم أستطع تحريكها من الألم، ولم يقتصر الأمر على الضرب بل تجاوز الشتم بألفاظ رذيلة والشتم على أمي وعرضي، ألفاظ لا أحد يستطيع سماعها ويصمت.

توجهت سرحان إلى مستشفى المقاصد لتلقي العلاج حيث تسببت الضربة لها بتمزّق في عضلات يدها.

وفي حلقة أخرى، من حلقات كصاطب العلم، تروية أمنة أبو سعد (21 عامًا) من بئر السبع، كيف سمحت شرطة الاحتلال لصديقاتها بدخول الأقصى وتم منعها من الدخول بحجة التكبير والمشاغبات، ثم يطلب منها رقم هاتفها مقابل الدخول. فترفض وتمنع من الدخول بعد قطع مسافات طويلة فهي تخرج من منزلها الساعة الخامسة لتصل الساعة الثامنة وتمنع فقط لأنها تريد أن تصلي في الأقصى.

وليست المرة الأولى التي تمنع فيها أبو سعد من الدخول، فمن المواقف الأخرى التي تذكرها لـهُنا القدس "في أحد المرات أوقفني جندي وطلب مني أن أغني لعبد الحليم حافظ مقابل الدخول فأضطر لتغيير الباب، فقد منعنا الدخول مرات عديدة وفي أيّام متتالية.

ليست أمنة الوحيدة التي تأتي من الداخل الفلسطيني المحتل، فهناك 9 حافلات تابعة لمؤسسة "عمارة الأقصى" كانت تنطلق يوميًا إلى المسجد الأقصى من مناطق الشمال إضافة الى حافلات "البيارق" التي تنطلق مرتين أسبوعيًا الى الأقصى.

ولم تسلم الحافلات من المضايقات الإسرائيلية فتضيف أمنة، "أغلب الأوقات تفتش قوات الاحتلال الحافلات وتفرض غرامات مالية للسائق حتى نيأس من القدوم. وفي الأسبوع الأول بعد رمضان منعونا من الدخول مدة أسبوعين، وكنا نقطع مسافات للمجئ ونبقى طوال الوقت تحت الشمس وتصل الأمور بهم للاعتداء علينا بالضرب، وإطلاق قنابل الصوت والغاز ومع ذلك لم نيأس وبقينا مستمرين.

وبسبب هذه الضغوطات والمضايقات التي تتعرض لها نساء الأقصى يوميًا، نظمت النساء مؤتمرًا صحفيًا لإيصال صرختهن إلى العالم؛ فقد منعوا في أيام متفرقة خلال شهر رمضان وأسبوعين بعده، وتطورت الأحداث وتسارعت همجيتهم، وتم طردهم بالتدريح لأبعد نقطة من المسجد الأقصى حتى خارج أسوار القدس وملاحقتهم إلى مناطق خارج البلدة القديمة ومنع طالبات المدارس في داخل الأقصى من الدخول وحجز الهويات على الأبواب، وتحويلها لمركز شرطة الاحتلال في القشلة، وذلك لإرهاق النساء، وبث الرعب في قلوبهن وحصر عددهن.

وتقول خديجة خويص "كلما اقتربنا خطوة يتم تهديدنا بالضرب والاعتداء، لذلك قررنا بتاريخ 18/8/2014 تنظيم مؤتمر صحفي لإيصال رسالة إلى الملك الأردني عبد الله الثاني للعمل والتدخل من أجل لجم الاحتلال الإسرائيلي عن اعتداءاته على المسجد الأقصى، وبالذات توقفه عن منع النساء من دخول الأقصى بشكل كامل في فترات الصباح والظهيرة، وتم توقيع الرسالة من قبل أكثر من 1580 امرأة على رفضهم للمنع من الدخول .

وتضيف خويص "في اليوم الثاني من المؤتمر سمحوا لنا بالدخول مدة أسبوعين ثم عدنا إلى المنع من جديد مع تمديد المدة الزمنية من السابعة والنصف حتى الثالثة.

وتتوقع خويص من الأوقاف الأردنية ممارسة الضغوط أكثر على الاحتلال لمنع ظلمهم فهم يحتاجون كل فترة للضغط عليهم.

ومع كل محاولات الاحتلال إحباط عزيمة النساء، إلا أنهن استمرين في القدوم، ومع كل منع يزيد إصرارهن، حيث أغلقت سلطات الاحتلال بتاريخ 3/9/2014 مؤسسة عمارة الأقصى القائمة على مشروع "مصاطب العلم" وتأمين المواصلات للمصلين في مناطق الداخل المحتل والتي تهتم بشكل كبير في إعمار الأقصى.

وتقول مركزة مشروع مصاطب العلم ام محمود حلواني "إن هدف عمارة الأقصى يعيق أهداف الاحتلال في الاستيلاء على المسجد الأقصى فبعد استنزاف جميع الطرق لتوقف عملها قاموا بإغلاقها، ولكن مشروع مصاطب العلم والرباط في الأقصى هو مشروع مع الله وليس مشروع مؤسسات، فالمؤسسات تفتح وتغلق ولكن الأقصى موجود وسنجد البدائل"، مضيفةً: هم يغلقون بابًا ونحن نفتح أبوابًا أخرى.

المصدر: هنا القدس

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017