الرئيسية / الأخبار / أخبار اسرائيلية
تفاصيل مخطط إسرائيلي لبناء أطول برج استيطاني بالقدس
تاريخ النشر: الخميس 10/12/2020 05:23
تفاصيل مخطط إسرائيلي لبناء أطول برج استيطاني بالقدس
تفاصيل مخطط إسرائيلي لبناء أطول برج استيطاني بالقدس

تُسارع حكومة الاحتلال الإسرائيلي الخطى لإتمام مصادقتها على عشرات المخططات الاستيطانية والتهويدية في مدينة القدس المحتلة، وفرض وقائع جديدة على الأرض، ضمن سياستها المتواصلة لعزل المدينة ومحاصرتها بالاستيطان، وتحويلها إلى مدينة فصل عنصري.

وأبرز هذه المشاريع الخطيرة، إقامة برج استيطاني في منطقة التلة الفرنسية، يعتبر الأطول في المدينة المقدسة، إذ صادقت "اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء" في بلدية الاحتلال بشكل مبدئي على المخطط.

 ووفق الخطة، فإن البرج الاستيطاني سيقام على مساحة 2500 متر، من أراضي فلسطينية صادرتها سلطات الاحتلال من بلدة العيسوية شمال شرق المدينة منذ العام 1967.

تفاصيل المخطط

ويوضح المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب لوكالة "صفا" تفاصيل المخطط الاستيطاني، قائلًا إن "اللجنة اللوائية للتخطيط" صادقت على مخطط لإقامة برج استيطاني في منطقة التلة الفرنسية ما بين الجامعة العبرية ومستشفى "هداسا" في بلدة العيسوية.

ويضيف أن "اللجنة اللوائية" مهمتها التخطيط ووضع الخرائط الهيكلية والمباني الضخمة، بهدف تغيير الوجه الحضاري للقدس، لأن غالبية أعضائها من اليمين الإسرائيلي المتطرف.

ويبين أنه سيتم بناء برج من 30 طابقًا مع البنية التحتية، يضم مكاتب ومحال تجارية وفنادق وأماكن ترفيهية ومواقف للسيارات، وشقق لطلاب الجامعة العبرية، ووحدات استيطانية تبلغ نحو 150 وحدة بواقع 100 متر لكل شقة، لجلب المزيد من المستوطنين إلى المنطقة.

ويشير إلى أن بناء البرج الاستيطاني الجديد سيتساوى في الارتفاع مع مخطط "عجلة القدس"، الذي سيقام على سفوح بلدة جبل المكبر جنوب شرقي القدس بذريعة "السياحة".

ولقي هذا المخطط اعتراضًا كبيرًا من قبل 400 مستوطن من مستوطنة التلة الفرنسية، نظرًا لأن بنائه سيؤدي إلى زيادة أعداد المستوطنين، ما يؤثر على البنية التحتية وازدحام في حركة المرور، بالإضافة إلى تغيير المشهد بالمنطقة، باعتبار أن ارتفاع البرج سيحجب الرؤية.

وقال المستوطنون المعترضون على المخطط إنه تم جمع حوالي ١٠٠،٠٠٠ شيكل لصالح الاعتراضات والمتابعة القانونية، مضيفين "منذ حوالي عام تمكن المطورون بسرعة مذهلة من تغيير استخدام الأرض المصادرة من تجاري إلى تجاري وسكني، وحصلوا على إضافة غير مسبوقة بحوالي 2000% من البناء".ويوضح المخطط، موقع البرج الذي يقع عمليًا في منتصف الشارع على بعد 200 متر من خط القطار الخفيف شمالي القدس.

لكن حسب اعتراض المستوطنين، فإن هذا المخطط يفتقر إلى العشرات من أماكن وقوف السيارات، علمًا بأنه يوجد بمستوطنة التلة الفرنسية 19 برجًا، وهناك نقص كبير في أماكن وقوف السيارات.

مخاطر المشروع

وينبه المختص في شؤون القدس إلى مدى خطورة المشروع الجديد على القدس والمسجد الأقصى المبارك، مضيفًا "من شأنه إحاطة البلدة القديمة والأقصى بعمارات وأبراج ضخمة تحجب الرؤية عن المسجد المبارك".

ويشير إلى أن "إسرائيل" بدأت فعليًا بإغلاق المنطقة وأفق القدس، من خلال هستيريا المشاريع الاستيطانية المتسارعة بالمدينة، والهادفة إلى محاصرتها بالكامل.

وبحسبه، فإن من شأن المشروع الجديد زيادة أعداد المستوطنين بالمنطقة، وسيؤدي إلى تشويه المنظر الحضاري للمدينة وتغيير طابعها العربي الإسلامي، حيث "يعتبر أحد أهم الأهداف الإسرائيلية، وجزءًا من تطويرها وتحويلها إلى مدينة مشابهة لدول وعواصم عالمية".

ويضيف أبو دياب "قد نرى قريبًا تنفيذ الكثير من المشاريع التهويدية بمحيط القدس والأقصى، تمهيدًا لإغلاق المنطقة أمام الفلسطينيين، فالاحتلال لم يستطع هدم البلدة القديمة والأقصى، لذلك بدأ بخطة لإخفاء معالمهما".

ويريد الاحتلال استثمار المنطقة مستقبليًا لأجل تنفيذ مشاريع تهويدية ضخمة تخص المستوطنين والاستيطان، سواءً للبناء أو السكن أو إقامة الفنادق والمراكز التجارية، والأماكن الترفيهية وغيرها، وصولًا لإغلاق محيط القدس بالكامل.



ويؤكد أبو دياب أن إقامة البرج الاستيطاني سيؤثر على بلدة العيسوية وسكانها بشكل كبير، وسيعمل على تحويل الطرق وإعاقة حركة السكان والتضييق عليهم، بالإضافة لاستفزازات المستوطنين اليومية.

وبفعل هذا البرج، لن يستطيع أهالي العيسوية التمدد جغرافيًا باتجاه الغرب والجنوب الغربي، كما ستغلق الطرق الرئيسة أمام الوصول من البلدة باتجاه أحياء القدس، مثل واد الجوز، شعفاط، البلدة القديمة والمسجد الأقصى.

وبنظره، فإن "إسرائيل" تخطط حثيثًا لتقليل عدد الفلسطينيين بالقدس، وجلب المزيد من المستوطنين، فهي تهيأ الأرض لتحقيق ذلك، ولحسم موضوع الأرض والسكان أيضًا.

وحسب أحد المعترضين على المشروع الضخم، المحامي مايك بلاس، من سكان التلة الفرنسية، فإن "الخطة ستغير تمامًا أفق القدس وطبيعة الحي، وتحولها إلى فضاء حضري شبيه بمانهاتن".

ويشير إلى أن البرج سيبنى على ارتفاع 913.8 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وهو على خط البصر المباشر من البلدة القديمة، وسيكون أعلى بحوالي 30 إلى 40 مترًا من أعلى المباني في سلسلة التلال شمال شرق القدس.

ويوضح أن" هذا البرج سيؤدي إلى إنشاء أفق يرتفع فوق البلدة القديمة والمسجد الأقصى، إلى جانب الأبراج التي ستُبنى في أعقابه، سيقزمان أهم موقع تراث عالمي في البلاد".

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017