mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke"> mildin og amning graviditetogvit.site mildin virker ikke">
نظم صالون د. أفنان دروزة الثقافي في مدينة نابلس ندوته الشهرية حول الإمام المجدد الشيخ محمد عبده استهلت بكلمة ترحيبية للسيدة "مي قرادة" مذكرة بأن هذه الندوة هي الندوة الثالثة والتسعين من عمر الصالون والذي يبدأ اليوم عقده الثاني بتناول شخصية متميزة في عالم الفكر والدين والتجديد ألا وهو "الشيخ محمد عبده". ثم أدار الندوة "الدكتور زهير إبراهيم سيف" المحاضر في جامعة القدس المفتوحة مشيرا إلى أن تخصيص هذه الندوة لتلك الشخصية الدينية المرموقة هو بمثابة تقدير لأهل الدين والعقل والفكر الذين جمعوا بين العلوم الشرعية والأفكار التقدمية. ثم تحدث "الدكتور حسن الهلالي"، المحاضر في كلية الدعوة بقلقيلية بإسهاب عن الشيخ محمد عبده حيث قال بأنه يعّد بحق من كبار علماء المسلمين في عصره، وفقيه ومجدد، ومن دعاة النهضة والاصلاح في العالم العربي والاسلامي في فترة كانت الأمة تعاني فيه من الاستعمار والانحطاط والتردّي؛ مما جعل الشيخ محمد عبده يقف شامخا امام التناقضات، ويرسم للأمة دورها، ويضع الشاخصات على طريقها لتسير في الاتجاه الصحيح رغم الظلمات المدلهمة والتيه الذي كانت تغطّ فيه. لقد كان الشيخ محمد عبده رحمه الله صائب الرأي، نير العقل، ينتهج الوسطية بين مقاصد الشريعة والعقل، ويدعو إلى فتح باب الاجتهاد، موظفا العقل في الإصلاح. علاوة على أن أهم ما كان يميز الشيخ الامام الشجاعة في قول الحق أمام السلطان ولم يخش الخديوي "عباس حلمي" عندما كان بين له اهمية اصلاح الشعب والمؤسسات الدينية (الاوقاف، والازهر، والمحاكم الشرعية)، لأن بصلاحها تصلح الأمة. ومن أهم ما عرف به الشيخ أيضا دعوته لمقاومة الإنجليز عن طريق التربية والفكر والعلم وليس عن طريق العراك والقتال، مما اتهمه أعداؤه بالعلمانية، والماسونية. من أقواله المأثورة عندما رجع من فرنسا" رأيت في فرنسا الإسلام ولم أر المسلمين، ورأيت المسلمين في مصر ولم أر الإسلام".
ومن ناحيته، فقد تحدث "الأستاذ وجه الأمين"، مدير تربية وتعليم سلفيت سابقا عن مولد الشيخ ونشأته، حيث ولد في نحلة مصر ( البحيرة) عام 1849 وتوفي عام 1905، وأتم حفظ القرآن في خلال عامين، والتحق بالأزهر ولكنه لم يرق له أسلوب التعليم فيه حيث كان يعتمد على الاستظهار دون فهم المعاني. تتلمذ الشيخ محمد عبده على يد الشيخ جمال الدين الأفغاني فتأثر به وبأفكاره كثيرا كما أثر هو بأفكاره على تلامذته أمثال حسن البنا، والشيخ عز الدين القسام، والشيخ محمد رشيد رضا، ومحمد المراغي، وشاعر النيل حافظ إبراهيم، ومحمد مصطفى المراغي. من أهم أعماله تعليم اللغة العربية في دار العلوم، ودار الألسن، كما تولى رئاسة تحرير جريدة الوقائع المصرية ونشر فيها كثيرا من المقالات النقدية التي حدت "بالسيد رياض باشا" أن يلغي نظام السخرة، ونظام الضرائب، ومنع استعمال الكرباج لتحصيل الأموال الأميرية، واهتم بتوزيع مياه النيل بالعدل، كما شارك الشيخ محمد عبده في الثورة العرابية مع أحمد عرابي ضد الإنجليز، ونفي على إثرها إلى بيروت لمدة ثلاث سنوات، ثم أسس جمعية سرية هناك باسم العروة الوثقى، ثم لحق بأستاذه الأفغاني إلى باريس وأسس صحيفة هناك بالاسم نفسه (العروة الوثقى). عرف الشيخ بين أهله في مصر بأنه كان شيخا وإماما وسيدا، ومجددا دينيا، ومصريا وطنيا قوميا، وفيلسوفا نزاعا إلى التأمل والروية، خيّرا، كريم النفس، مفطورا على الإحسان، لدرجة أنه لم يترك شيئا لأهله بعد مماته، وأكثر ما كان يميز شخصيته، النشاط الروحي، والعزيمة القوية، والتجديد.
أما ناحيته المربي المفكر الأستاذ علي خليل حمد، فقال بأن أهم ما كان يتميز به الإمام محمد عبده دمجه بين الإصلاح السياسي عن طريق دعوته لتحقيق العدل الذي لا يتم إلا عن طريق تنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم، والإصلاح التربوي عن طريق دعوته لتحرير العقل والذي لا يتم إلا عن طريق ربط الأسباب بالنتائج. في حين تكلم الدكتور وائل تكروري عن مفهوم الإصلاح بشكل عام مصنفا إياه إلى ثلاثة أنواع: الإصلاح ديني، والإصلاح السياسي، والإصلاح الاجتماعي، متخذا من الإمام الشيخ محمد عبده كمثال. وفي نهاية الندوة، فتح الباب للأسئلة والنقاش والمداخلات حيث شارك فيها كل من الدكتور عبد الرؤوف خريوش، والمربية ليلى البيطار، والدكتورة أفنان دروزه. وأخيرا وفي زاوية خواطر أدبية ونفحات شعرية، ألقى كل من الأستاذ بشير مقبول بعض الخواطر، والشاعر شاهر الخياط بعض القصائد، فنالت إعجاب الحضور. هذا وأعلن مدير الندوة أن اللقاء القادم سيكون السبت الأول بعد عيد الأضحى مباشرة عن الروائي الروسي ليو تولستوي.