memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia"> حكايةُ حديديّةٍ استنشقت الطموح آسيا..كرميّةٌ عاشت الحلم شهرين ليترادف خيالاً من أوهامٍ - أصداء memantin iskustva oogvitaminer.site memantin wikipedia">
الرئيسية / الأخبار / فلسطين
حكايةُ حديديّةٍ استنشقت الطموح آسيا..كرميّةٌ عاشت الحلم شهرين ليترادف خيالاً من أوهامٍ
تاريخ النشر: الخميس 18/09/2014 18:18
حكايةُ حديديّةٍ استنشقت الطموح آسيا..كرميّةٌ عاشت الحلم شهرين ليترادف خيالاً من أوهامٍ
حكايةُ حديديّةٍ استنشقت الطموح آسيا..كرميّةٌ عاشت الحلم شهرين ليترادف خيالاً من أوهامٍ

 تقرير: إيمان فقها

تصوير ابرار ابراهيم

"يا شوفير دوس دوس الله يبعتلك عروس"، ردّدناها حروفاً ونحن صغاراً، وكبرنا عليها كلمات تعانق مسير كلّ رحلة، لكن الحكاية هنا تختلف فالسائق للرحلة أنثى، بعينين اجتذبت من لون الجبال منحى، وبضحكة خبأت وراءها مكنوناً من أهازيج البكاء، وبقميص أسود امتزج ببعض من رسوم الورد، وبنظرة استرقت منها شهادة التدريب التي عُلِّقت على أحد جدران الغرفة، عادت نجلاء محمد آسيا(47)عاماً، والكرميّة الأولى الحائزة على رخصة قيادة حافلة، والتي تنحدر من قرية زيتا شمال مدينة طولكرم بذاكرتها لتسرد قصة حلمٍ، طموح، إصرار، وتحدّ تشبث بالواقع شهرين.

تقول نجلاء آسيا"منذ صغري كانت لدي هواية في السياقة، نشأت والمركبات في بيتنا، مركبة تقوم بنقل الخضار من الضفة الغربية إلى الشرقية، و جيب، وتاكسي فورد، كنا نقيس الزيت، نضع المياه، كنت أتطلع بشغف للقيادة".

درست نجلاء حتّى الصف الثاني ثانوي في مدرسة زيتا المختلطة، لم تستطع إيجاز امتحان الانجليزية حيث كانت بحاجة لعلامة واحدة، بعد ذلك حدثت انتفاضة عام  1988م، واكتفت بذلك.

عزم بها الأمر أن تشحذ بفكرها إلى إكمال مرحلة التوجيهي، لكن الحظ غاير طريقها تماماً، فاكتشاف مرض السرطان الذي تغلغل بجسم أختها، وهام بها لتتوفى بعد أربعين يوماً، منع نجلاء من إكمال تعليمها.

و عادت للتقديم مرّة أخرى، لكن تمّ إخبارها أنه يجب أن تدرس ابتداءً من الصف التاسع موازي في مدرسة بمخيم نورشمس لمدة سنتين، حتى تستطيع إكمال مرحلة الثانوية العامة، مع أنها قد أنهت الصف العاشر بنجاح.

تذكر نجلاء آسيا "في البداية حصلت على رخصة قيادة المركبة الخاصّة، لكنّني لم أستخدمها، وفي عام 2008 حصلت على رخصة قيادة الشاحنة، ممّا أثار استهجان واستغراب العديد، حتى السائقين أنفسهم كانوا يخرجون رؤوسهم، ويبدؤون بتسامر الضحك".

تواصل نجلاء حديثها قائلة " طلبت من أبي الحصول على رخصة قيادة باص، فالمركبة كلما كبرت عدداً تريح أكثر، وكان عليّ الانتظار مدة سنتين، خلال هذه الفترة توفّى والدي".

 و في أحد أيام شهر شباط من عام 2013، تقدمت نجلاء بطلب معاملةِ حُسن سُلوك، وفحص نظر، وبعدها بشهر تقدمت لمقابلة، وامتحان معلومات خاصة، واجتازتهما بنجاح، وتقدمت  نجلاء لدورة من دائرة السير ابتداء من15/9 لمدة ثلاثة أشهر.

تتابع نجلاء حديثها "درست 9 دوسيّات، اللغة العبريّة، الجغرافيا، الآداب، المدنيات، سلوك الإسعاف، والإطفاء، معرفة مركبة سير، وقوانين، وسياقة صحيحة".

تكمل آسيا "كل دوسية عليها امتحان، نجحت، وقدمت امتحان شامل بكلية سالي الوطنيّة لتعليم الدورات الاستكماليّة، وبعد فترة اجتزت امتحان الشامل من دائرة السير، وحصلت على التؤوريا، الدراسة ممتعة، وتحفز الدماغ".

وبعد اجتيازها امتحان الشامل بشهر 3 من عام 2013 ، هاتفها أحدهم ليخبرها أنّ شركة باصات علار تريدها، وهنا بدأ حلم نجلاء يتحقق واقعاً أرادته يوماً، ونظام شركة علّار يُحتّم وجود سائق مرافق لها حتى تتمكن من وضع الطرقات، والتعود على السياقة، والخوف من حصول طارئ.

وعن تجربتها في السياقة، ومدى تقبل المجتمع لها تقول نجلاء آسيا "بداية كل موضوع، أو فكرة غريبة عن مجتمعنا عدم التقبل الأوليّ لها، لم أجد رفضاً مطلقاً، لكن الاستهجان بات علامةً واضحة على أوجه العديد".

"كنت موعودة بالحصول على حافلة، لكن أخبروني أنّ لا شاغر لك، ولمدّة شهرين لم أتقاضى أيّ مبلغ ماليّ، مع أنني قمت بعمل شهرة كبيرة للشركة، فكثير من الجمعيات، ووسائل الإعلام أجرت مقابلات معي".هذا ما ذكرته نجلاء آسيا.

واصلت نجلاء البحث عن عمل يعيلها، ويعيل والدتها، فذهبت للتربية والتعليم في طولكرم، لكن أخبروها أنه لا يوجد تقديم طلبات في هذا الوقت.

تذكر نجلاء آسيا "والدي كان مصاباً بالشلل، لم نكن نتقاضى معوناتٍ من أحد، مللت من وضعي هكذا، وأريد وظيفة لأتقاضى منها ما يعود عليّ بالدخل، أيام الانتخابات جميعهم يُظهر العسل المغمس بالشهد، ومن بعد النتائج لا نرى أحداً منهم".

" أتمنى الحصول على رخصة البيرمت، أو وظيفة حكومية، على أي خط سير داخل طولكرم، أو خارجها، العمل خارج البيت ممتع، ومفيد، وأنا بحاجة إليه".بحرقةٍ تمازجت ببعضٍ من الدموع اختتمت نجلاء آسيا حديثها.

نجلاء ما زالت في عداد الباحثين عن رخصة، أو وظيفة تكمل بها حياتها، هي حكاية نادرة، فريدة، لم تتوج بالاستمرار، في تقريرنا هذا سنجيب على عدة أسئلة، هل مَانعَ أقرباء نجلاء عملها؟، ما ردّ محافظة طولكرم، والمسؤول عن شركة حافلات علار؟، وكيف نظر سائقو الحافلات لنجلاء أثناء فترة تدريبها، وكيف كانت تعابير آراء الشارع الكرميّ عن نجلاء؟.

تقول زوجة أخيها "العائلة تشجع على العمل أيّاً كان، لكن دون أن يُتعِب جسميّاً، حفزنا نجلاء على العمل، ليس فقط على باص، وإنّما على تكسي عمومي".

ردّ محافظة طولكرم

يذكر مستشار محافظ طولكرم لشؤون السير علام حطاب "بخصوص نجلاء تقدّمَت بطلب لدينا، ونحن رفعنا كتاباً للوزير بخصوصها كحالةٍ استثنائية، ولكن هناك قرار صادر من مجلس الوزراء بعدم إعطاء رخص تشغيل جديدة حتى عام 2017".

و يضيف علام حطاب "تقدمت بطلب بيرمت ، والرخصة تُكلِف 90 ألف شيكلاً، الموضوع بيد الوزير، من الممكن أن يتعاطف معها، لأنها فتاة، ويقوم بتشجيعها".

لا شاغر..ردّ الشركة

يقول مدير شركة حافلات علّار مصطفى بركات "نجلاء تجربة فريدة لأنها فتاة، لذلك قمنا بتشجيعها على التدريب، حتى تشاهد طبيعة العمل، وتتقن العمل بكفاءة واحترافيّة، وتعتاد وتتعرف على الطرق".

ويضيف مصطفى بركات "بعد شهرين اكتفت بالتدريب، ولأنّ لا شواغر لدينا، تركت، واسمها مُدرج في حال توفر شاغر وظيفي، أو حافلة جديدة".

سائقو الحافلات..مؤيدون بشروط

يذكر السائق علي نواصرة (26) عاماً، والذي ينحدر من قرية فحمة قضاء جنين "نظرة المجتمع لنجلاء مُختلِفة ومتخلِفة، لكلّ شركة ظروفها الخاصّة، من الممكن أنها لم تعلم تماماً وضع الطرقات جيّداً خاصّة خارج مدينة طولكرم".

أمّا السائق تامر صبيح (23) عاماً، والذي ينحدر من قرية كفر راعي قضاء جنين يقول "ليس من العيب أن تعمل المرأة، نجلاء كانت عاشقة للسياقة، والمرأة بشكلّ عام يبقى لديها ارتباك، لو حصل معها حادث، أو ظرف طارئ لن تستطيع التعامل معه".

و يضيف السائق عنان الفرسخ (37) عاماً، والذي ينحدر من بلدة دير الغصون شمال طولكرم "السياقة بشكل ّ عام أمر طبيعي، وإن كان يتعارض مع عادات المجتمع وتقاليده، نحن في مجتمع لا يرحم، أنا لست مع قيادة نجلاء لحافلة يحمل 25 راكباً بشكل خاص، فهي معرضة لسماع الكلام غير المحبذ".

ويتابع عنان الفرسخ قائلاً "قيادتها لحافلة مدرسة، أو روضة أطفال أفضل بكثير، ولن تتلقى أية مضايقات، أو تتأخر في عملها إلى وقت متأخر، وستشعر بالراحة أكثر".

أمّا السائق على خط زيتا أحمد الكحلة (37) عاماً، والذي ينحدر من بلدة عتيل شمال طولكرم يذكر "أشجع المرأة على العمل أياً كان نوعه، وليس من العيب أن تعمل المرأة في السياقة، مع الوقت سيزيد العدد ويتقبل المجتمع الفكرة، رفض المجتمع فكرة الفتاة التي تسوق السيّارة، والآن الأمر طبيعيّ جداً".

رأي الكرمييّن في عمل المرأة

يقول الحاج أبو عمران (62) عاماً "عمل المرأة أصبح عادياً في مجتمعنا، والسياقة لا تتعارض مع عادات المجتمع وتقاليده، وتلجأ للعمل كي تعيل نفسها وأسرتها".

أمّا السيدة دينا العبوشي (60) عاماً فتقول" المرأة مساويةٌ للرجل باستثناء بعض الأمور، ليس من العيب أن تسوق الحافلة، عملها أفضل من الجلوس بالبيت دون أدنى فائدة، وخاصة إذا كانت بحاجة للنقود".

"المرأة السعودية بارتِدائها النقاب تسوق، في قطر والإمارات وكلّ الوطن العربي الأمر طبيعيّ، ويبقى العمل أفضل من مدّ اليد، وطلب المساعدة".هذا ما اختتمت به دينا العبوشي حديثها".

 

 

المزيد من الصور
حكايةُ حديديّةٍ استنشقت الطموح آسيا..كرميّةٌ عاشت الحلم شهرين ليترادف خيالاً من أوهامٍ
حكايةُ حديديّةٍ استنشقت الطموح آسيا..كرميّةٌ عاشت الحلم شهرين ليترادف خيالاً من أوهامٍ
حكايةُ حديديّةٍ استنشقت الطموح آسيا..كرميّةٌ عاشت الحلم شهرين ليترادف خيالاً من أوهامٍ
حكايةُ حديديّةٍ استنشقت الطموح آسيا..كرميّةٌ عاشت الحلم شهرين ليترادف خيالاً من أوهامٍ
حكايةُ حديديّةٍ استنشقت الطموح آسيا..كرميّةٌ عاشت الحلم شهرين ليترادف خيالاً من أوهامٍ
حكايةُ حديديّةٍ استنشقت الطموح آسيا..كرميّةٌ عاشت الحلم شهرين ليترادف خيالاً من أوهامٍ
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017