mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> عجزت كل الآذان أن تسمع نجدته محمد: يضحك فتعبس المدن الكبيرة - أصداء mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke">
الرئيسية / الأخبار / فلسطين
عجزت كل الآذان أن تسمع نجدته محمد: يضحك فتعبس المدن الكبيرة
تاريخ النشر: الجمعة 26/09/2014 17:31
عجزت كل الآذان أن تسمع نجدته محمد: يضحك فتعبس المدن الكبيرة
عجزت كل الآذان أن تسمع نجدته محمد: يضحك فتعبس المدن الكبيرة

 إعداد: حياة دوابشة ووفاء ابعيرات

 

ليست من قصص المدن الضوضائية ولا حتى من قصص القرى الريفية الصامتة إنها قصة تقبع في أعماق ذاك المكان الذي يعبس عندما تضحك المدن الكبيرة إنه مخيم تتزاحم فيه بيوت كثيرة، مخيم بلا خيام وبلا أفراد يتحدثون عن التغريبة الفلسطينية كما تتوقع.

مخيم بلاطة يحتضن في داخله طفلاً يدعى محمد وهو بطل الحكاية ،محمد لديه من الأعوام 5 قضاها في صمت مدقع فهو أصم وأبكم، ولد من رحم حياة شاقة متعبة ولم تأل عائلته جهداً في البحث عن منفذ لهذا الصبي الصغير لكي يصبح كباقي أقرانه من الصغار.

يقول والد محمد علي حشاش" ليس من السهل أن أرى طفلي يضطر لأن يسحبني من قميصي لمكان بعيد إن أراد شيئاً فقط ليجعلني أفهم ما يريد".

علي يملك من الأفراد خمسة يعيلهم براتب لا يتجاوز ال1500 شيكل يعيلهم كسواه ، وتكمن عقدته في ابنه الصغير محمد وابنه الكبير براء، براء لديه ضعف في سمعه بنسبة 75% ولكنه تمكن من أن يحصل على سماعات ليكمل بها حياته، وليصبح كل من حلوه قادراً على التفاهم معه ولكن بصوت مرتفع.

أما محمد فلم يحالفه حظ أخيه فقد كشف تخطيط سمعي أجراه في مركز الجمعية العربية في بيت جالا أن عجزه يبلغ 95% لقد بقي ذلك الصغير المرح ينتظر على أمل أن تقدم له الجمعية العربية المساعدة فقد تعهدت بزرع قوقعة لمحمد على أن تغطي السلطة جزءاً من تكاليف العملية.

كانت فرحة علي وعائلته كبيرة فمحمد سيصبح بمقدوره أن يسمع ويعبر عن ما يجول بخاطره ولكن الفرحة لم تدم فالسلطة سرعان ما انسحبت من المشروع وتخلت عنه.

يقول علي بحرقة" كان علي أن أبحث عن طريق أخرى فلجأت إلى وزارة الصحة ولكن الصوت دائماً كان يأتي بتحويلة إلى الجمعية العربية فأعود إلى المربع المغلق ذاته".

يكمل علي بلهفة " اتصلت بنا الجمعية قبل حوالي العشرة أيام وقالت بأنها قادرة على تغطية 92 ألف شيكل من مبلغ قدره 125 ألف شيكل ولكن حتى مع هذا الخبر المفرح فال30 ألف شيكل الباقية على عامل نظافة مثلي يعمل في مستشفى رفيديا ليست بالمبلغ القليل أبداً".

السنين الآن تمضي والأطباء يؤكدون أن على محمد أن يجري العملية بسرعة وهو في سن صغيرة لكم هيهات.

بلغ اليأس حده عند عائلة هذا الصغير فقرروا إرساله إلى الهلال الأحمر ليتعلم لغة الإشارة بعد أن تعالت الأصوات البغيضة لتقول بأن بمقدوره أن يكمل حياته هكذا، فما زال حياً يرزق يتنفس ويأكل فهو بالنسبة لذوي العلاقة غير ذي أولوية.

إن نسبة نجاح عملية هذا الصغير كما يشير الدكتور جمال حمصية من بيت لحم نسبة عالية جداً، ولكن نقوداً أصبحت تحكم عالمنا المتسارع تحول ما بين هذا الصغير وما بين أن يسمع أو يتكلم.

إنك تستطيع أن تلمح دموع والده وهو يتحدث إليك وتستطيع أن تلحظ حياء عائلته لأنها اختارت أن تلجأ لهكذا وسيلة، لبضع كلمات تخرج من أفواه أناس لم يخوضوا التفاصيل لم يجبروا أن ينهضوا صباحاً ليعيشوا مع محمد حياة ملأها الصمت.

لأشخاص لم ينهضوا مع أمه باكراً ليسيروا في شوارع المخيم مسافة طويلة حتى يصلوا إلى مدخله حيث باص الروضة التي يتعلم فيها محمد لغة الإشارة في مركز الهلال الأحمر، إنك لم تضطر أن تعيش مع والد قام في فترة من حياته بشراء حليب عادي لابنته بعد أن أخبرته نساء المخيم بذلك حتى لا تصبح كإخوتها إنك لم تعش ذاك الوهم ولا تلك المشقة.

نودع المخيم ويرافقنا محمد إلى مدخله ويلوح لنا من بعيد، هو لم يفهم مغزى مجيئنا فكان وداعه نابعاً من قلب طفل أبيض أراد لنا أن نبقى برفقته مزيداً من الوقت.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017