أصداء_ تقرير: سنابل صالح
على أطراف بلدة بيت فوريك الشرقية، تكابد خربة طانا الألم وتصمم على الصمود، والوقوف في وجه احتلال غاشم يسرق الأرض ويلاحق أصحابها.
لم تكن حيثيات الحياة في خربة طانا الواقعة على بعد عدة كيلو مترات من بلدة بيت فوريك شرقي نابلس، تظهر حياة بعيدة عن المنغصات والالم، بل على العكس فخشونة العيش هنا تظهر صمود من نوع اخر، يحول القمع والحرمان الى تشبت بالأرض وعنفوان ارتباط بها.
في ربوع طانا الجميلة حط اليوم تجوال أصداء رحاله، وتجول زهاء 20 ناشطا إعلاميا من فريق تجوال أصداء برفقة أعضاء من بلدية بيت فوريك في أرجاء الخربة، مسلطين الأضواء عليها، ومواكبين جوانب من معاناة أهلها.
خربة طانا:
تبلغ مساحة خربة طانا حوالي 10آلاف دونم، ويسكن الخربة حوالي 40عائلة فلسطينية، ويبلغ عدد السكان في الخربة ما يقارب 300 نسمة.
وطانا مصنفة ضمن مناطق "ج" وتتعرض الى الاعتداءات المتكررة من الاحتلال الصهيوني لمحاولة السيطرة عليها.
طانا عبر التاريخ:
عن تاريخ طانا يحدثنا المختص في التاريخ الدكتور محمد عودة "تانا هي منطقة كنعانية تاريخية قديمة اقيمت على انقاضها الكثير من الامم من العصور البرونزية حتى العصور الحجرية وجدت لهم اثار في هذه المنطقة مروا على طانا وعاشوا فيها"
ويتابع عودة "تاريخيا يقال لها تانا شيلو فتانا تعني البوابة وشيلو هي المدينة الكنعانية القديمة الموجودة على طريق القدس، وتعتبر مدينة تانا هي بوابة تجارية لمدينة تانا شيلو، وذكرت مدينة تانا في التاريخ القديم وفي التوراة والتاريخ القديم ووجد فيها اثار لوطية واثار كنعانية قديمة"
ويضيف "كانت طانا في العهد الأردني وما قبل قليلا أراضيها الخصبة تعتبر السلة الغذائية لمواد القمح والشعير لكل منطقة الشمال ان لم اقل لفلسطين، حيث كان ينتج فيها كميات كبيرة من القمح ومن الشعير والمزروعات البعلية، الا انه بعد عام 1967 تم السيطرة على هذه الأراضي وأُعلنت من قبل الاحتلال الصهيوني منطقة عسكرية مغلقة، أغلقت تماما وأعلنوها مناطق تدريب عسكري ومنعوا اهالي البلدة من الدخول الى هذه المناطق وأقاموا مستوطنة على الأراضي الخصبة من طانا "مستوطنة مخورا " الى الشرق من طانا، فعانى أهالي بيت فوريك الكثير من هذا الاجراء"
ووفقا للروايات التاريخية فإن طانا كانت الممر للفدائيين الفلسطينيين في عام 1967 من نهر الاردن الى نابلس، وحدثت فيها اكثر من معركة كمعركة الصوانة ومعركة خلة طانا وغيرها من المعارك.
مقومات الحياة:
في طانا حياة مختلفة عما نعشيه، فالمسكن هنا هو الكهوف والمغاور القديمة، الكهرباء مفقودة هنا وأي محاولة لتحسين الحياة وحماية الناس والمواشي تقابل بالتدمير من قبل جيش الاحتلال الصهيوني.
يعتمد أهالي هذه المنطقة في معيشتهم على تربية الحيوانات والزراعة، المياه هنا مصدرها عينين للمياه "العين الفوقا والعين التحتا".
مضايقات الاحتلال لطانا:
يتعرض سكان خربة طانا للمضايقات المستمرة من قبل جيش الاحتلال، فأقدم الاحتلال على هدم الخيام في هذه المنطقة، وهدموا مدرسة انشئت هنا لأكثر من مرة.
طانا بالنسبة لبيت فوريك:
يقول الدكتور عودة "طانا بالنسبة لبيت فوريك هي جزء من أراضي بيت فوريك، طانا هي تاريخ قديم وتاريخ حديث وتاريخ معاصر، وتعتبر طانا المتنفس الطبيعي السياحي لأهالي بيت فوريك، فمعظم أهالي البلدة يأتون الى هنا يوم الجمعة ويتنزهون ويمرحون في هذه المنطقة"
من جانبه يقول رئيس بلدية بيت فوريك حسين حج محمد" دائما المجلس البلدي يعمل على خدمة المنطقة الشرقية من بيت فوريك من شق للطرق الزراعية وانشاء الآبار لجمع المياه"