الرئيسية / الأخبار / عناوين محلية
"فقوعة" ..طبيعة خلابة وسكان يرفضون التخلي
تاريخ النشر: الخميس 08/04/2021 12:29
"فقوعة" ..طبيعة خلابة وسكان يرفضون التخلي
"فقوعة" ..طبيعة خلابة وسكان يرفضون التخلي

أصداء _تقرير سنابل صالح
على بعد 11 كيلو متر من مدينة جنين، خطف عيوننا منظر طبيعي خلاب، اللون الأخضر في مكان هنا، المكان ممتلئ بأناس يعملون ويجدون في أرضهم، علامات كبر السن ومشق العمر واضحة على وجوههم، مع ذلك يعلمون بأيديهم وبطرقهم البدائية غير آبهين لأدوات ووسائل الزراعة الحديثة.
وما ان تابعنا مسيرنا داخل القرية حتى بدأ الهواء العليل ينعش أرواحنا، ونغوص في حسن أخلاق أهلها وكرمهم، وأثناء تجوالنا في القرية وقفنا على قمة جبل وشاهدنا أراضينا الخلابة المحتلة عام 1967.
قرية فقوعة:
تقع قرية فقوعة الى الشرق من مدينة جنين على بعد نحو 11كيلو متر، اذا تتربع على قمة جبل فقوعة، ويحد القرية من الجنوب قرية جلبون ومن الغرب قرى بيت قاد، المشروع، ومن الشرق غور الأردن ويحيط كل من دير غزالة والجلمة، مقيبلة والمزار بأراضي القرية.
وتعتبر فقوعة ذات موقع جغرافي متميز، اذ أنها بمثابة حلقة وصل بين غور الأردن ومرج بن عامر، ويمكنك مشاهدة جبل الكرمل من القرية بالإضافة الى جبال عجلون وأيضا قمة جبل الشيخ وجبل الطور وجبال الجليل في الناصرة.
ويبلغ تعداد القرية السكاني حوالي 5000نسمة.
أصل التسمية:
اختلفت الروايات وتعددت حول أصل تسمية فقوعة، فمنهم من يرى أن سبب التسمية يعود لكونها قريبة على خربة تسمى فقيقعة ولهذا سمية بفقوعة، وما زال آثار الخربة موجود لغاية الآن من شجيرات وأحجار مختلفة في ذلك الموقع، والرواية الأخرى تعود لكونها يكثر فيها نبات الفطر (الفقع) المنتشر في تلك المنطقة، أما الرواية الثالثة وهي الأرجح برؤية الأغلبية فهي كثرة فقاقيع المياه الموجودة في أراضي القرية مثل " الجوسق، المدوع، الساخنة ، العين. "موقع زريف الطول"
فقوعة تاريخيا:
"يعود تاريخ فقوعة إلى العهد الكنعاني، أي أكثر من أربعة آلاف سنة وذلك استدلالاً بالكهوف والمغر الموجودة فيها، حيث يلاحظ كثرة الكهوف والمقابر والآبار القديمة ووجود معصرة للزيتون والخروب والعنب في جبالها.
ووقعت في جبال فقوعة معركة بين العبرانيين بقيادة شاؤول والفلسطينيين بقيادة جالوت وقد هزم العبرانيون في المعركة، ويذكر أيضا أن معركة عين جالوت التي انتصر فيها المسلمون على التتار قد وقعت في أراضي القرية، هذا بالإضافة إلى أن السيد المسيح قد مر بها حيث كان الحجاج ذاهبون سيرا على الأقدام في بداية الألفية.
وكان أهالي فقوعة قد شاركوا في جميع الثورات التي قامت في فلسطين ضد الانتداب البريطاني والاحتلال الصهيوني، اذ كانت جبالها للثوار حيث انطلقت شرارة ثورة عز الدين القسام والشيخ فرحان السعدي، ف بالقرب من إحدى عيون الماء الدافقة بين جبالها أطلقت النار على دورية للجيش الإنجليزي كانت تمر بالقرب من مخبأ الثوار حيث قامت الدورية بالاعتداء على أحد الرعاة بالضرب مما دفع الثوار لإطلاق النار وقتل جندي إنجليزي لتبدأ بعدها المطاردة.
وهاجم اليهود القرية عام 1948بعد اتفاقية الهدنة الثانية ، ولم يكن في القرية سوى الأطفال والنساء والشيوخ الذين فروا من منازلهم إلى القرى المجاورة، وقد قام اليهود بحرق وهدم بيوت القرية جميعها ودمروا المدرسة والمسجد أيضا خوفا من عودة أهل القرية إليها ومكثت القوات الإسرائيلية 40 يوم وكعادة اهل البلاد في ذلك الوقت فقد كانوا يهبون لنجدة بعضهم البعض فيخرج المقاتلين من القرى المجاورة (منطقة جنين).
وتم تحرير البلدة على أيدي أهالي عرابة بقيادة توفيق مطلق بدوي عساف (أبو مشهور) الذين دخلوها قبل انتهاء الهدنة صباح اليوم الثاني من رمضان عام 1948م حيث جرت معارك شوارع وتم طرد اليهود منها وتحريرها قبل وصول باقي المجاهدين من القرى المجاورة وبدون تدخل من الجيش العراقي وأقام الجيش العراقي فيها معسكرا وقد سقط في المعركة تسعة شهداء وتكبد الاحتلال خسائر مادية جسيمة وقد غنم المقاتلون أسلحة ومعدات كثيرة." _موقع زريف الطول_
آثار فقوعة ومعالمها التاريخية:
تحوي فقوعة على العديد من الأماكن والتاريخية، ومنها الخرب والكهوف "المغر".
"اذ تحيط بالقرية بعض الخرب والتي يعود تاريخ بعضها إلى عهد قديم والبعض الآخر إلى عهد حديث ومن هذه الخرب: خربة الجديدة التي تقع إلى الشمال من القرية بالقرب من حدود قضاء بيسان وتحتوي على أساسات البنية وأكوام الحجارة، خربة فقيقعة التي تقع في الجهة الجنوبية من خربة الجديدة وبها أبراج متهدمة ومقام الشيخ بركان، ولعل المعركة التي انتصر فيها الفلسطينيون على اليهود عام 1004 ق.م وقتل فيها طالوت وبنوه الثلاث كانت عند هذه الخربة، خربة برغشة التي تقع في ظاهر فقوعة الجنوبي الغربي، وترتفع 300 متر عن سطح البحر وتوجد على أساسيات وبقايا حصن مربع وفي أركانه أبراج، خربة الجوفة: فتقع شرقي البلد على حافة الجبال المطلة على الغور.
أما بالنسبة إلى الكهوف "المغر" فانه يوجد في القرية العديد منها والتي تنتشر في أغلب الأماكن، حيث كان يستخدمها السكان قديماً لعدة أغراض والتي ما زال بعضها يستخدم حتى اليوم ومن هذه المغر : مغارة الكرم، مغارة الشيخ علي، مغارة العصيدة، مغارة الخضور، مغارة عواد، مغارة العقاد."
_ كما ذكر موقع زريف الطول_
قيل عن فقوعة:
تنتشر على الألسن عدد من الأقوال الشائعة والأمثال الشعبية عن فقوعة منها (فش اوسع من شوارع فقوعة) و(والقمر ميل على فقوعة) ولبعدها الشديد وموقعها في شمال الضفة (وين رايح... "ع فقوعة!") _ موقع زريف الطول_

سوسن فقوعة:
اشتهرت فقوعة من الناحية البيئية في الآونة الأخيرة بشكل كبير، فهي تحتضن زهرة السوسن التي تم اعتمادها منذ العام 2016 كالنبتة الوطنية لفلسطين، حيث أن السوسن الملكي لا ينبت في فلسطين الا في هذه المنطقة.
وعن بيئة فقوعة الطبيعية يحدثنا أحد أبرز حماة السوسن في بلدة فقوعة الأستاذ مفيد جلغوم "هذه المنطقة مهمة في التنوع البيئي بشكل واضح وهي واحدة من أغنى البيئات الفلسطينية بالتنوع البيئي، ففي هذه المنطقة يمكن أن نجد نباتات تتبع لإقليم البحر المتوسط وبنفس الوقت بجانبها نباتات تتبع لإقليم الصحراء مثلا الزيتون والصبر، وفي هذه المنطقة توجد نبتة سوسن فقوعة وهي نبتة تتبع المنطقة شبه صحراوية بمعنى أن هذه القمم الجبلية تحوي على نباتات لأكثر من مناخ في نفس المكان فهي أشبه ما تكون بعنق زجاجي لجميع الأقاليم المناخية فهنا نلاحظ تنوع بيئي واضح"
ويتابع جلغوم" في موسم 2020 و2021 حيث كانت المنطقة يجتاحها فايروس كورونا منطقتنا اعتذرت عن استقبال الوفود سياحية كما كان في 2019 و 2018 حيث كان هناك اعداد كبيرة من مختلف أنحاء الضفة الغربية والداخل المحتل التي جاءت للتعرف على فقوعة وسوسنها"
من جانبه يقول رئيس فريق تجوال أصداء الدكتور أمين أبو وردة" فريق تجوال أصداء يحط رحاله اليوم في بلدة فقوعة، وهذه الجولة الرابعة لفريق أصداء في هذه البلدة، اذ لا نمل من زيارة فقوعة كونها منطقة بيئية فلسطينية بامتياز خاصة أنها تحتضن نبات الصبر وأيضا نبتة سوسن فقوعة ونحن نفتخر في تجوال أصداء أن كنا من أوائل المسارات والتجوالات التي تزور البلدة وتسلط الأضواء على هذه النبتة بالإضافة الى قضايا البلدة الأخرى، وتربطنا علاقة وثيقة مع البلدة كباحثين مختصين ومجلس البلدية وبالتالي نحن لانمل من زيارة هذه البلدة كل عام ونعتبرها من المواسم السنوية الثابتة في خطة وبرامج أصداء على مدار العام الكامل"


 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017