الرئيسية / ثقافة وأدب
عمر سي نجم "لوبين" يشكو من العنصرية
تاريخ النشر: الأربعاء 16/06/2021 05:12

بعد أن انتقل إلى هوليود في 2012، عاد النجم عمر سي إلى باريس، وأدلى بحوار لصحيفة "الغارديان" البريطانية، آخر الشهر الماضي؛ تحدث فيه بأسى عن تجربته مع العنصرية.

وقال إن تلك التجربة علمته "إبقاء رأسه منخفضا عند التعامل مع الباريسيين البيض"، وجعلته يكتب خطابا لاذعا للصحافة الفرنسية عام 2016، يُعرب فيه عن "خوفه من المستقبل".

وتحدث بفخر عن زميل الصبا، نيكولاس أنيلكا نجم أرسنال، الذي ألهمه انطلاقة البداية، والذي يحرص على مشاهدة كل مبارياته. وأشياء أخرى مثيرة تستحق الإبحار مع سي.

أيقونة السينما الفرنسية

عمر سي، السنغالي الأصل (43 عاما)، والمولود في ضواحي باريس، لأبوين عاملين من أصول أفريقية، أصبح "أيقونة السينما الفرنسية السوداء"، وصنع لنفسه اسمًا في جميع أنحاء العالم.

عندما أشعل شباك التذاكر، بدوره في الفيلم الكوميدي الفرنسي "لا يمكن المساس بهم" (Intouchables) عام 2011، الحاصل على ترشيحات لأفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل سيناريو، وأفضل تصوير سينمائي.

وحقق الفيلم الأعلى ربحا على الإطلاق، بإجمالي إيرادات بلغت 427 مليون دولار، حصدها في 83 أسبوعا.

ودخل التاريخ كأول نجم أسود يفوز بجائزة "سيزار" (César) لأفضل ممثل، في 2012. وذلك للمرة الأولى في تاريخ الجائزة، التي تُعد النسخة الفرنسية المقابلة لجائزة الأوسكار، منذ 37 عاما. متقدما على النجم الفرنسي الشهير، جان دوجاردان.

والآن يتألق في لعب دور لص سنغالي فرنسي، ساحر وواثق من نفسه ببراعة، يُدعى "أساني ديوب".

في دراما تلفزيونية مقتبسة من رواية فرنسية كتبها موريس لوبان عام 1970، حول لص يسرق مجوهرات الأغنياء، حظيت بشعبية كبيرة، كأحد أكثر العروض مشاهدة في 2021.

وبدأ عرض الجزء الثاني منها اعتبارًا من 11 يونيو/حزيران الجاري.

لوبين مقابل جيمس بوند

عاد عمر سي إلى العالمية مطلع هذا العام، عبر منصة "نتفليكس"، ومسلسل التشويق والإثارة "لوبين" (Lupin)، الذي شاهده 70 مليونا حول العالم، في أول 28 يوما من عرضه.

وسجل أعلى رقم قياسي لمسلسل فرنسي؛ مما جعل سي يعبر عن دهشته على موقع تويتر، بالقول "70 مليونا، هذا جنون. فخور جدا بأن لوبين هو أول مسلسل فرنسي يحقق هذا النجاح العالمي".

وجاء "لوبين" ضمن قائمة أفضل 10 عروض في معظم دول أوروبا والعالم. وأصبح أول مسلسل فرنسي يحتل المرتبة الأولى في عطلة نهاية الأسبوع في أميركا، وفقا لـ "فوربس".

وفي مارس/ آذار الماضي، سألت نانسي تارتاليوني، من موقع "ديدلاين" عمر سي، إن كان من الممكن أن يجعل "لوبين" منه النسخة الفرنسية المقابلة لشخصية "جيمس بوند"؟ أجابها ضاحكا "لو كنت إنجليزيا، لقدمت شخصية بوند؛ لكن يبدو أن القاعدة هي أن يكون إنجليزيا، لذا فأنا خارج التصنيف تماما".

"أساني ديوب" ضحية التجاهل

بدأ توم لامونت، المحرر بالغارديان، حواره مع عمر سي، من المقطع الذي صدر من مسلسل "لوبين" باللغة الفرنسية، وظهر فيه سي كعامل يلصق الإعلانات في مترو باريس، بدون أن يلاحظه أحد.

وبدا مُستغربا، وهو يقول "لقد رأتني؛ لكنها لم تنظر إليَّ"، تعليقا على رد فعل سيدة طلب منها مساعدة، فلم تنتبه أنه النجم الفرنسي العالمي.

فبادره لامونت قائلا لم أسمع أبدًا عن ممثل يلتقط دلوًا وفرشاة، ليقضي يومًا في لصق إعلانات مسلسله في مترو باريس.

فيشرح سي لتوم الفكرة وراء هذه الحيلة التسويقية غير التقليدية، فيقول "المقطع يتحدث عن شيء خطير للغاية، وهو أن بعض الناس في فرنسا ببساطة لا يرونك".

كذلك في المسلسل "عانى البطل من التجاهل، فكان هذا التجاهل هو الدافع ليستمتع بسرقة أثرياء المدينة".

أنا طويل القامة.. أنا أسود

يقول لامونت، عندما كان سي صبيا في الضواحي، كانت لديه علاقة معقدة مع الشرطة الفرنسية، فقد كان يفضل الركض هربا منها.

ويفيد: "أتذكر أنني ركضت عندما كنت مراهقا، وبعد 20 عاما لم يتغير شيء".

ومنذ أن تُوفي سنغالي فرنسي في حجز الشرطة عام 2016، يشارك سي في الحملات المناهضة للعنصرية وعنف الشرطة.

وعندما أثار مقتل جورج فلويد موجة احتجاج عالمية، وجه سي خطابا لاذعا للصحافة الفرنسية، قارن فيه بين الحالتين، قائلا "كلاهما أسود وطويل القامة، وتحولت حياتهما إلى رعب في غضون ساعات قليلة، من أجل لا شيء".

وأبدى خوفه من المستقبل بالقول "أنا أيضا طويل القامة، أنا أسود، أنا أبدو مثلهما. هل يمكن أن يحدث لي الشيء نفسه غدا؟ هل من المحتمل أن يحدث لأولادي؟".

الكوميديا لمواجهة النظرات المريبة

يضيف سي أن تجربة الإعلانات كشفت أن الابتسامات قد اختفت، وبدا معظم الناس فظا، "وهو ما أعادني إلى تجربتي كطفل قادم إلى باريس، عندما كنت أعاني نوعا معينا من نظرات الناس".

سأله لامونت أي نوع من النظرات؟، فقال "إنها كحاجز من الجليد، فعندما يكون لديك لون بشرتي نفسه، ستعرف أن هذا الحاجز لا ينكسر بسهولة في الواقع.

فمنذ أن كان عمري 14 عاما، وطولي 6 أقدام، تعلمت أن الفكاهة يمكن أن تُريح الغرباء المتحفظين، ولم أجد غير الكوميديا لمواجهة النظرات المريبة".

أنيلكا المُلهم

في حواره مع لامونت، حكى سي كيف ألهمته تجربة زميله وصديقه المقرب، نيكولاس أنيلكا، ليؤمن أن الخروج من فقر الضواحي والعمل في مهنة تنافسية، ليس أمرا مستحيلا.

إذ كان أنيلكا أفضل لاعب كرة قدم في مدرسة سي. وكان ينام مبكرا دائما قبل التدريب، بينما سي والآخرون يلهون.

إلى أن غادر أنيلكا إلى لندن ليلعب مع فريق أرسنال، ويصبح مشهورا في العالم. معززا طموح سي، الذي ما يزال فخورا بأنيلكا ويشاهد مبارياته، للنجاح والشهرة العالمية.

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017