الرئيسية / الأخبار / فلسطين
برطعة ... بلدة عربية تعيش خلف الجدار
تاريخ النشر: الخميس 28/10/2021 05:28
برطعة ... بلدة عربية تعيش خلف الجدار
برطعة ... بلدة عربية تعيش خلف الجدار

نابلس كتبت ضحى شريم
على بوابة يقيمها جيش الاحتلال الإسرائيلي على جدار الفصل العنصري يمكنك الدخول والخروج إلى قرية برطعة الواقعة جنوب مدينة جنين في الجزء الشمالي من الضفة الغربية، لترى التغييرات في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في البلدة، بالإضافة إلى التمييز في الوضع التعليمي بين أبناء هذه البلدة من ناحية الهوية.
يحد قرية برطعة من الجنوب بلدة قفين وقرية ظهر العبد ومن الشمال قريتي عارة وعرعرة، ومن الشرق قرية زبدة وبلدة يعبد ومن الغرب قرية أم القطف، وتبعد عن البحر المتوسط خمسة عشر كيلو متراً، ونشأت القرية فوق رقعة منبسطة من أراضي سهل مرج بن عامر الجنوبية الغربية المجاورة لأراضي السهل الساحلي، وترتفع نحو 200م عن مستوى سطح البحر، وتقع بين خطي عرض 52، 32، 3 وعلى خطي طول 15، 5، 35، هذا الموقع أعطاها أهمية استراتيجية، فقرية برطعة تقع على منخفض واسع تحيط به السلاسل الجبلية والوديان.
يروي " عبدالله كبها " نائب رئيس بلدية برطعة أن " قرية برطعة الشرقية لها خصوصية فقط في الموضوع السياسي، حيث كانت برطعة هي عبارة عن بلد واحدة ما قبل ال 1948 في منطقة اسمها جبال الخطاف أقصى شمال غرب الضفة الغربية تسكنها عائلة كبها، فكانت برطعة وطورة في منطقة الضفة، إذ أن هناك بعض القرى داخل الجدار لكن سابقاً هناك منطقة عين السهلة وام القطف وبرطعة الغربية وخور صقر ووادي القصب هي مناطق كبها كعائلة أو ما تسمى بمنطقة جبال خطاف.
ويضيف " عبدالله كبها " في عام 1948 كان في وسط البلد واد ماء إذ تم اعتباره حداً طبيعياً كان قسم منه وفي 1967 تم تكملة القسم الآخر من قبل الاحتلال، والآن أصبحت برطعة الشرقية وبرطعة الغربية، فيوجد في برطعة الشرقية 7000 نسمة ويعتمد سكانها على الزراعة والتجارة بشكل عام.
ويقول " عبد الله كبها " أنه في عام 2002 بدأوا بإنشاء جدار الفصل العنصري على أراضي قرية برطعة من الجهة الجنوبية للبلد فأصبحنا بمنطقة العزل داخل جدار الفصل العنصري، " فتداعينا نحن المجلس القروي مع أهل البلد والخيرين من البلد لتحويل هذه المحنة إلى منحة أو شيء ايجابي، فأصبحت مركزاً تجارياً لكل الناس من الضفة الغربية."
انجازات بلدية برطعة
يقول " غسان كبها " رئيس بلدية برطعة: أن بلدية برطعة بلدية تختلف عن باقي البلديات، لأنها بلدية موجودة داخل منطقة الجدار ومعزل حيث فرض هذا المعزل في عام 2002 وما زال مستمر ومضايقات الاحتلال لا تزال مستمرة على هذه القرية.
ويضيف " غسان كبها " " نحن موجودين في معزل حوالي27 ألف دونم، ويوجد 6 تجمعات سكانية أكبرها بلدة برطعة، فبلدة برطعة كان فيها مجلس قروي عام 1995، واستمر المجلس في انجازاته وعملها حتى عام 2016، إذ تم تحويل المجلس إلى بلدية، فهناك عوامل لتحويل المجلس إلى بلدية منها: عدد السكان فيبلغ عدد سكان بلدة برطعة حوالي 5200 نسمة مسجلين، و2800 نسمة يحملون الهوية الزرقاء بفعل تزاوج المواطنين من زوجات من ال 48."
عملت بلدية برطعة انجازات كبيرة، فبلدة برطعة كانت قرية نائية وبعيدة عن مركز مدينة جنين، والخدمات كانت قليلة جداً، وكان هناك مدرستين وشبكة ماء وكهرباء جيدات لكنهما لا تفيا بالغرض، وتم استلام البلدية سنة 2002 حيث يتم ممارسة العمل على الرغم من الضغط والقيود الموجودة والاجراءات التعسفية بسبب الاحتلال بحسب ما تحدث " غسان كبها".
ويوضح " غسان كبها " أن البلدية قامت بتعبيد كافة الطرق في البلدة وتم مضاعفة مساحة البناء فيها من 403 دونم إلى 1600 دونم بنا، ويوجد في البلدة أكثر من 800 بيت في المنطقة سي، كما وعملت البلدية على فتح طرق زراعية وتم بناء أربع مدارس ومركز طبي، وبالإضافة إلى شراء سيارتين للنفايات.
ويبين " غسان كبها " أن المشاريع التي تقوم بها البلدية هي عبارة عن مشاريع منسجمة مع الخطة الاستراتيجية للبلدية التي أعدَت بالمشاركة القطاعية كقطاع المرأة والشباب والمثقفين وغيرهم، فقامت البلدية بتنفيذ مشروع الصرف الصحي والذي يعتبر مشروعاً فريداً من نوعه ويعد من المشاريع الأولى في المناطق النائية، وتطمح البلدية إلى مزيد من المشاريع والسعي لخدمة المواطنين.
واقع التعليم والحياة الزراعية في قرية برطعة
يقول زياد كبها رئيس جمعية ملتقى برطعة الثقافي أنه يوجد في القرية 6 مدارس وهي مدرسة الثانوية للبنين ومدرسة ثانوية للبنات، ومدرسة أساسية للبنين وللبنات، ومدرسة أساسية مختلطة، وهناك مدرسة في خربة عبدالله اليونس، كان في البداية هناك مدرستين فقط، ومع ازدياد عدد السكان أصبح عدد المدارس أكثر.
يروي المواطن محمد كبها أن الواقع الزراعي في برطعة كان تقليدي في مرحلة من المراحل حتى الجدار، فبعض الناس أصبح لديها عزوف عن الزراعة فاتجهت نحو التجارة وتأجير الأراضي، فواقع الزراعة أصبح يتأخر والنشاط الزراعي الوحيد هو الزيتون وتربية الدواجن والمواشي، فمساحات الزيتون بدأت تنحصر لأنه أصبح هناك تعدي على الأراضي الزراعية، فواقع الزراعة في القرية غير مبشر بالخير.
 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017