نابلس- إسراء غوراني- لا زالت 16 أسيرة فلسطينية يقبعن في سجون الاحتلال الإسرائيلي وسط ظروف صعبة، وإهمال طبي وصحي متعمد بحقهن، فضلا عن الضغوطات النفسية التي يتعرضن لها بسبب ابتعادهن عن أبنائهن وأسرهن، ولتسليط الضوء على هذه المعاناة نظم مركز أحرار لدراسات الأسرى مؤتمرا صحفيا في نابلس اليوم حول واقع الأسيرات في سجون الاحتلال.

وخلال المؤتمر أكدت الأسيرة المحررة ريم حمارشة أن إدارة السجون لا تفرق بين أسير وأسيرة في المعاملة السيئة، فخلال التحقيق معها الذي استمر 24 يوما كانت تجلس يوميا حوالي خمس ساعات على كرسي التحقيق، الذي يتم ربط الأسير به لساعات طويلة مما يسبب له الكثير من الآلام، عدا عن تهديدها باعتقال أبنائها، وأضافت: "مارسوا علي كافة أنواع الضغوط النفسية، وهددوني باعتقال أبنائي، لدرجة أنهم حاولوا اقناعي بأن أبنائي محتجزون في زنازين الاحتلال لتحطيم الروح المعنوية لدي".

شروط قاسية

ومن أبرز الشروط القاسية التي كانت تؤرق ريم كغيرها من الأسيرات والأسرى فرض غرامات مالية باهظة، حيث فرضت عليها غرامة بقيمة 25 ألف شيقل عدا عن السجن ثمانية أشهر، وفي لم يتم دفع المبلغ تسجن مقابلها سنتين إضافيتين.

وغالبا تضطر عائلات الأسرى لبيع بعض الممتلكات لتوفير قيمة الغرامة، خاصة أن أغلب الأسيرات أمهات وأطفالهن بحاجة لهن. وأوضحت حمارشة أن هناك أسيرات يفرض عليهن أضعاف المبلغ الذي فرض عليها، فالاحتلال فرض على الأسيرة فداء شيباني غرامة بقيمة 50 ألف شيقل، والأسيرة رسمية بلاونة بقيمة 100 ألف شيقل.

ودعت كافة المؤسسات الحقوقية والرسمية لاتخاذ إجراءات عاجلة لإجبار الاحتلال على الالتزام بكافة القوانين الدولية الخاصة بمعاملة الأسير، ووضع حد لتنكر الاحتلال لها، حيث منعت الزيارات عن الأسرى طيلة فترة العدوان على قطاع غزة، وهو ما ساهم في مفاقمة معاناتهم.

وقالت: "الاحتلال حرمنا من أبسط حق لنا برؤية أبنائنا وأهالينا إمعانا في قهرنا، فيوم الزيارة لأي أسير وخاصة الأسيرات بمثابة يوم العيد الذي ينتظرونه بفارغ الصبر، لأنه الفرصة الوحيدة لهم لرؤية أهاليهم ومعرفة أحوالهم والاطمئنان عليهم".

إذلال بكافة الوسائل

أما الأسيرة المحررة آلاء أبو زيتون التي أمضت 19 شهرا داخل سجون الاحتلال، نوهت إلى أن إدارة السجون تعمد إلى إذلال الأسيرات من خلال تقديم الطعام غير النظيف لهن، ففي كثير من الأحيان كان يوجد حشرات داخل الوجبات، عدا عن تقديم الطعام المتعفن غير الصالح للأكل، والممارسات التعسفية الأخرى المتمثلة بتفتيش غرف السجون بشكل همجي ليلا.

وتابعت: "الاحتلال يستغل كل شيء لإذلال الأسيرات، فخلال نقلهن يتم تقييدهن وشد القيود على أيديهن وأرجلهن، مما يتسبب في آلام وأوجاء كبيرة تستمر لعدة أيام".

واعتبرت أن المؤسسات الدولية وعلى رأسها الصليب الأحمر مقصرة بحق الأسرى ولا تقوم بدورها كاملا لتخفيف وطأة المعاناة عليهم، فطيلة مدة اعتقالها لم يزرها الصليب الأحمر سوى ثلاث مرات، كما أنه لم يكن يساعد في إدخال بعض الحاجيات الضرورية للأسيرات.

أما والدها محمد أبو زيتون فاستنكر المعاملة التي يتعرض لها أهالي الأسرى والأسيرات، حيث يتعرضون للتفتيش الدقيق والمرهق، ولا يراعى في هذه المضايقات إن كان الزائر امرأة أم طفل أم شيخ.

مناشدات للمؤسسات الحقوقية

وناشد كافة المؤسسات الدولية والحقوقية للضغط على الاحتلال لتسهيل يوم الزيارة على أهالي الأسرى، لأن يوم الزيارة من أصعب الأيام التي يمرون بها، بسبب التفتيش الدقيق، والتأخر لساعات في الدخول عن طريق المعابر التي يدخل منها العمال أيضا، داعيا لعمل معابر مختلفة عن معابر العمال لتسريع دخول أهالي الأسرى.

من جهته أشار فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى إلى أن الأسيرات داخل سجون الاحتلال يتعرضن لظروف صعبة جدا، كما يتعرضن لانتهاكات مختلفة من قبل الاحتلال الاسرائيلي من أبرزها الابتزاز، والاهمال الطبي، ومن هنا تأتي أهمية تسليط الضوء على هذه المعاناة وإيصالها للمؤسسات الحقوقية، معتبرا أن الشهادات المشفوعة بالقسم للأسيرات من أفضل الوسائل لمخاطبة هذه المؤسسات، لتتحرك بشكل عاجل لتخفيف معاناتهن.

وأكد أن إدارة السجون تتنكر للكثير من حقوق الأسيرات وتنتهكها، فعلى سبيل المثال خاضت الأسيرات إضرابات طويلة للمطالبة بطبيبة لمعالجتهن وليس طبيب، ووعدت إدارة السجون بذلك ولكنها لم تنفذ، فغالبا تفضل الأسيرات تحمل أوجاعهن وأمراضهن على الانكشاف على طبيب إسرائيلي.