mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke"> عودة لحرق بيوت الله وأشجار الزيتون - أصداء mildin og amning mildin 30 mildin virker ikke">
الرئيسية / مقالات
عودة لحرق بيوت الله وأشجار الزيتون
تاريخ النشر: الثلاثاء 14/10/2014 10:27
 عودة لحرق بيوت الله وأشجار الزيتون
عودة لحرق بيوت الله وأشجار الزيتون

 خالد معالي

كما توقعنا تماما؛ واصل المستوطنون الحرب على الله؛ بحرق مساجده؛ وسيواصلون حرق  بيوته وأشجار الزيتون أيضا التي تسبح بحمده في كل موسم؛ وهو ما كان فجر اليوم بحرق مسجد أبو بكر الصديق في بلدة عقربا جنوب نابلس؛ ومرشح المزيد من حرق بيوت الله وأشجار الزيتون؛ ما دام لا يوجد ما يردع ويوقف المستوطنين في الضفة الغربية.

ما يشجع المستوطنين؛ هي الفتاوى الدينية الجاهزة من قبل حاخامات المستوطنين تدعوهم للاستمرار والمواصلة، فالشعب الفلسطيني بنظرهم من "الغوييم"، والتي تعني حيوانات بهيئة بشر حتى يأنس بهم اليهودي، وهم شعب الله المختار، و"الاغيار" وجدوا لخدمة اليهود أسيادهم فقط لا غير، ولا بأس بحرق أشجارهم ومساجدهم تحقيقا لطلب وأمر الرب.

ظروف الضفة الغربية الخاصة؛ من احتلال مريح، وغير مكلف ورخيص الثمن؛ وعدم جواز المس بالمستوطنين؛ يشجع المستوطنين على مواصلة سياسة سرقة الأراضي واستنزاف الضفة، وحرق أشجارها، وحرق المساجد؛ وهذا يشكل جزءا من سياسة الاستنزاف العامة للوطن، والمتواصلة.

الحرب على بيوت الله ليست وليدة اللحظة أو المرة الأولى؛ فقد تكررت سابقا، وأخذت أشكالا كثيرة ومتعددة سابقا؛ من حرق وهدم، ومنع البناء، إلى تحويل المساجد إلى كنس يهودية، أو خمارات، ونوادي ليلية "بارات"، ومطاعم...

ذكرتنا جريمة حرق مسجد أبو بكر في عقربا دير بما قالته يوما رئيسة دولة الاحتلال "غولدا مائير" بعد حريق المسجد الأقصى عام 1969 "بأنها لم تستطع النوم ظنًّا منها أن العرب والمسلمين سيهبون ضد الاحتلال في اليوم التالي للحريق"، لكن أعصابها ارتاحت عندما وجدت العرب لا يتقنون إلا الشجب والاستنكار، والذين لم يغيروها حتى اللحظة.

تشكل حرق بيوت الله وأشجار الزيتون والاعتداءات على موسم الزيتون المتواصل؛  احد معالم الحرب المتواصلة من قبل المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين البسطاء والفقراء؛ وهذه الحرب لم تكن عبارة عن ردة فعل عابرة وغير مخطط لها؛ بل هي حرب ممنهجة وسياسة متواصلة، يغذيها التطرف المتزايد في قمة هرم دولة الاحتلال، من أمثال "ليبرمان" و"بينيت" وغيرهم من غلاة التطرف والإجرام.

ظروف الميدان المريحة يختارها المستوطنون بدقة؛ فقد اتسمت الاعتداءات على المساجد في الضفة الغربية وممتلكات المواطنين، واختيار التوقيت قبل صلاة الفجر، واختيار المكان القريب من الطرق الالتفافية للهروب لتقطيع أو حرق أشجار الزيتون، من قبل المستوطنين يدل على أنها عناصر محترفة، ولديها طول باع في الإجرام والإرهاب.    

منطقيا لا نجادل أن هناك عوامل مساعدة لمواصلة حرق المساجد والأشجار من قبل المستوطنين، مثل ثغرات في اتفاقية" اوسلو"، ومنطقة "ج" حيث لا سيطرة أمنية عليها للسلطة الفلسطينية، وكذلك حرية الحركة والتنقل بين المستوطنات، وسرعة الدخول والخروج من حقول وقرى بعينها في مناطق محددة في الضفة، واحتضان حكومة"نتنياهو" المتطرفة للمستوطنين، وتركهم يصولوا ويجولوا دون حسيب ولا رقيب.

لا يختلف اثنان على أن حرق المساجد يشكل انتهاكا صارخا لحرية العبادة والمعتقدات، وينتهك القانون الدولي، ويشكل انتهاكا لحرمة المقدسات واعتداءً على ممتلكات المواطنين؛ وهو ما يعلمه المستوطنون جيدا ويقومون به عن سبق إصرار وترصد.

كالعادة؛ سيخرج "نتنياهو" بتصريحات نارية بملاحقة وتعقب حارقي مسجد  عقربا وحقول الزيتون؛ وهي مجرد علاقات عامة؛ لان كل فلسطيني يدرك ويعرف أن الاحتلال شر، وما ينتج عنه لن يكون إلا شرا مثله، وبالضرورة، وان راوغ وصرح بغير ذلك.

 
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017