الرئيسية / ثقافة وأدب
"المتحف المحظور".. عندما يُقَاوَم الاستيطان بالفن
تاريخ النشر: السبت 01/01/2022 13:01
"المتحف المحظور".. عندما يُقَاوَم الاستيطان بالفن
"المتحف المحظور".. عندما يُقَاوَم الاستيطان بالفن

رام الله-أحلام عبدالله-وكالة سند للأنباء
الفن الفلسطيني تراث واستمرارية صورة محفورة بالذاكرة لفن عريق، تواصل عبر قرون من الأزمان.

فداء عطايا وأندريه جوريفج، فنانان من فلسطين وأمريكا جمعهما حب الحرية وكراهية الاحتلال، أنشأ الفنانان متحفاً حمل اسم المتحف المحظور على قمة جبل الريسان في قرية كفر نعمة غرب رام الله، تحديا لاحتلالٍ حرّم على الفلسطينيين التواجد بالمناطق المصنفة "ج ".

رمزية الجبل

تعود فداء بالذاكرة لقمة جبل الريسان خلال طفولتها، فتقول" كنت أذهب هناك بشكل يومي للعب، وبعد أن كبرت ودرست الفن أصبحت تمارس موهبتها المفضلة، بين أحضان الطبيعة على سفح الجبل، ونظمنا العديد من الفعاليات على قمة الجبل، وكنا نستمع قصص وحكايات الأهالي في تلك المناطق المهددة بالمصادرة، ونعيد صياغتها بقوالب فنية وبصرية وعروض، توصل رسالة الأرض وصاحبها".

وتتابع" وفي عام 2016 أنتجت برفقة فنانين أجانب عمل فني مستوحى من قمة الجبل عرض في أكثر من دولة، ولكن في عام 2018 أعلن الاحتلال قمة جبل ريسان أنها أراض مصنفة "ج"، وسمح للمستوطنين بالرعي فيها، وقام المستوطنون بتهديد كل من يصل لقمة الجبل برفقة الجيش وتخريب الأعمال الفنية وسرقوا بعضها المتواجدة على قمته".

متحف بلا جدران

سعت فداء برفقة فنانين معها لإنشاء متحف على قمة الجبل، وهو متحف بلا جدران، يعبر عن حياة الفلسطيني الذي يحاول الاحتلال جعله غير مرئي بمصادرته لأرضه وتراثه.

فتقول" حاربنا الاستيطان بالفن فقررنا إنشاء متحف تحت الطبيعة جدرانه قمة جبل قاوم المحتل وصمد في وجه اعتداءات مستوطنيه، وتم وضع حجر أساس للمتحف ضمن تظاهرة ثقافية في 5 دول هي إيرلندا وعمان ولبنان وكندا وأمريكا".

وتضيف "يدفع الفنانون ثمن وجودهم على الجبل بإفساد المستوطنين لأعمالهم الفنية تارة، وبسرقتها وأخرى بتخريبها وتكسريها، ولكنا ونحاول خلق أمر واقع جديد من خلال إعادة إحياء أعمالنا الفنية لإجبار المحتل على الانسحاب من الجبل".

ولا تبتعد قطع المتحف الفنية والتي استلهمت من التراث الفلسطيني باعثاً لها، عن إبداع مشابه لا يزال يملأ مدناً فلسطينية عديدة في إشارة إلى وحدة الفن الفلسطيني وتواصله.

ويتضمن المتحف أعمال بصرية متعددة أولها، عمل فني حمل عنوان "الفجر" يتحدث عن التاريخ من خلال صور سابقة للفانين على رأس الجبل، ويحتوي على رسالة مكتوبة تتحدث عن قرية كفر نعمة وجمالها وتاريخها.

وتبين الفنانة الفلسطينية "أن العمل الفني الثاني هو الفزاعات التي تحمي الجبل من المستوطنين وتستمد قوتها من صاحب الأرض، ويرسو بجانبها تمثال من شجرة التين زرعها أحد أبناء بلدة كفر نعمة عام 1981، وماتت هذه الشجرة بموت صاحبها حزنا عليه عام 2021".

 

 وتضيف " ويحوي المتحف فرن الطابون الفلسطيني، وإشارة موقف للباصات، وبجانبها مقعد لانتظار باصٍ لن يمر، كون أن الفلسطينيين محظورون من دخول هذه المنطقة، على أمل أن يُعيد الفن حيوية هذه المناطق، وأن ترجع الحياة لجبل الريسان".

الفنان الأمريكي أندريز يحاول من خلاله شراكته بتأسيس المتحف، أن يروي من خلاله العلاقة بين الفن والجمال والاحتلال، "ولأنه الفن أداة للحرية ضد الظلم" حسب قوله.

ويتمنى مؤسسا المتحف أن يم توسيع مساحة المتحف وزيادة عدد اللوحات الفنية التي تعبر عن هذا المتحف وأهدافه، وتنظيم رحلات مدرسية وجامعية للتمسك بجبل الريسان ورمزيته لدى الفلسطينيين، ونوسع شبكة المتحف عالميا ودوليا.

عضو مجلس قروي كفر نعمة، ظافر عطايا، يقول، إن أعلنت إسرائيل عام 2019 600 دونم من قمة جبل الريسان والذي يقع المتحف ضمنها، منطقة مهددة بالمصادرة وتابعة لاحتلال، ومنعت الفلسطينيين من دخولها وسمحت للمستوطنين بالتواجد فيها واستغلالها.

ويؤكد أن اختيار هذا المكان للمتحف، يدل على تعدد أشكال المقاومة لدى الشعب الفلسطيني، فمنهم من يقاوم بالسلاح ومنهم من يقاوم بالقلم والمتحف المحظور يقاوم الاحتلال والاستيطان بالفن.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017