مع نهاية فصل الشتاء، واقتراب فصل الربيع، بدأت الأسواق النابلسية باستقبال الأطنان من نبات العكوب الشوكي، إذ تعتبر هذه الفترة هي بداية لموسم العكوب والذي يعرف أيضًا بالذهب الأخضر.
والعكوب هو نبات جبلي كثير الأشواك، وله أهميته وقيمته الغذائية، ويتميز بغلاء ثمنه نظرًا لصعوبة "تعكيبه" أي تنظيفه من الأشواك، وتعد نبتة العكوب من أشهر المأكولات الفلسطينية وخاصة في مدينة نابلس، إذ يحرص أهالي المدينة على شرائها مع بداية موسمها على الرغم من هذا الارتفاع.
وأثناء تنظيفه لبعض ثمار العكوب من الأشواك، قال عادل الكيلاني أحد أصحاب البسطات في السوق الشعبي في نابلس: "ما شاء الله، إن العكوب مثل المرض عند الناس، فهو من المأكولات العربية النابلسية المعروفة، والتي تتميز بالإقبال الكبير عليها، وهي رمز للمحبة بين الناس إذ يدعون بعضهم البعض لتناولها خلال الموسم".
وتابع الكيلاني: "أسعار العكوب في الوقت الحالي تتميز بالارتفاع، إذ يباع العكوب بشوكه بـ40 شيكلًا، أو الـ3 كيلو بـ 100 شيكلًا، ولأننا ما زلنا في بداية الموسم فإن العيدان في العكوب أكثر من البيض، ولكن إن شاء الله في الفترة القادمة ومع توفر العكوب الخليلي في الأسواق، سيصبح البيض في العكوب هو الغالب".
وفي وسط السوق الشعبي لمدينة نابلس يقف صاحب محلات البنا بين حشود المشترين للذهب الأخضر ليذكر: "أن البضاعة لا زالت خفيفة، وذلك يعود إلى الأحوال الجوية الباردة في مدينة الخليل، فالعكوب يحتاج إلى أشعة الشمس والتدفئة من أجل النمو وزيادة الإنتاج".
وأكمل البنا: "على الرغم من قلة البضاعة لهذا الموسم إلا أن الأسعار تعتبر جيدة ومرتفعة نوعًا ما بالنسبة للمواطن الفقير، لكن الحب الكبير للعكوب يدفع بالجميع لشرائه مهما كان سعره ".
وفي محاولة للتعبير عن الحب الكبير للعكوب لدى أهل نابلس قال المواطن أبو علاء: "أنا من عشاق العكوب فهو خط أحمر بالنسبة لنا، فهو مميز بالنسبة لأهل نابلس، إذ أضحى مثل موهبة يتقنها سكان المدينة، ففي كل عام أقوم بتخزين ما يقارب الـ7 كيلو من العكوب".
ويعود التميز الذي تتسم به هذه النبتة لدى العائلات النابلسية، إلى تجاوزها مجرد كونها أحد المأكولات التي تتناولها طوال العام فحسب، بل تعدت ذلك إلى الحب الشديد فهي تعتبر أكلة نابلسية ملوكية، وتعد مصدرًا مهمًا لدخلهم لمدة شهر كامل أو ما يزيد عن ذلك.

كتابة: رياد يعاقبة، وخولة بركات