الرئيسية / الأخبار / فلسطين
"مواهب ولّدها الحجر المنزلي"
تاريخ النشر: الأحد 14/08/2022 21:09
"مواهب ولّدها الحجر المنزلي"
"مواهب ولّدها الحجر المنزلي"

كتبت سرين عاطف

انّ الجمال منْ حولنا وحاجتنا لإشباع رغبتنا الروحية، هي ما تدفعُنا للتعبير عنها بالفنْ وعدم الإكتفاء ، تراني أخُطّ بإبرةٍ خيوطاً تطريزيةٍ رفيعة، من أصولٍ عربية عريقة ، مجّدت هذا الفنْ والتراث الأصيل، حتى تداولت من بينها أفكارٌ تُحاكي كل جيل.

دنيا إبراهيم هليل شابة من قرية قريوت جنوب نابلس تُبدع في رسم فن التطريز من خلال ما يسمى بـِ (التارة)، وتجلّى هذا الإبداع بعد اكتشافها أنّ لديها موهبة تطريز مُتخفيّة في خُرمِ إبرة غَرَزتها لأولِ مرة خلال مدة الحجر المنزلي بعد تفشّي ڤايروس كورونا منذ العام الماضي.

بدأت تُعِد تجهيزاتها من "تارة" وخيوط حريرية وبعض الأقمشة الإضافية، يوماً عن يوم وبالتدريب والتعلّم المستمر ومشاهدة بعض الفيديوهات عبر ( اليوتيوب) أتقنت كيفية صنع غُرزة ، لتتدرج بعد ذلك إلى التسوق الإلكتروني من خلال صفحتها عبر (الفيسبوك).

الحجر الصحي كان بمثابة دنيا نقطة الإنطلاق نحو تحقيق الإنجاز بعيداً عن الجلوس وتضييع الوقت بلا فائدة حيث قالت:
"بدأت مشروعي في فترة كورونا حيث الجميع عاطلون عن العمل، رغبت أن استغل وقتي وأتعلم شيئاً جديداً كنت أشاهده ويلفت نظري كثيراً ، في الوقت نفسه أشعر أنّ هذا مستحيلاً ولن أستطيع أن أحقق رسمتي في التطريز كما كنت أحلم، تراودني فكرة التوقف ولكن حبي للتطريز الفلاحي يُرجعني مرة أخرى للإستمرار".

وتُضيف هليل: "كل قطعة أعملها تُسعدني أكثر وكأنني لأول مرة أعمل شيئاً بِحُب، أستغل فترة نوم أطفالي لأنجز عملي بإتقان
وتنال إعجاب الناس وبالفعل تلمع عيوني بشدّة في كل مرة أُنجز فيها كل قطعة".

جذبت دنيا من خلال نشر صور أشغالها الكثير من الأصدقاء والمتابعين لها عبر صفحة (الفيسبوك)، ولاقت دعماً كبيراً ممنْ حولها وتضيف:
"أكبر داعم لي كان زوجي، يُعينُني على جمع الأغراض وكل ما يلزمني من أدوات للعمل، بما في ذلك إبداء رأيه بكل حب وإعجاب".

سجلت بعدها دنيا في دورة كانت بالسعودية تعلمت من خلالها طريقة التطريز اليدوي وكيفية إتقان الغرز، اشتغلت على نفسها كثيراً كل (تارة) بشكل جديد ، بتفاصيل مختلفة تماماً عن غيرها، حتى بدَتْ للناظر بأجمل لوحة.

وفي آخر حديثها تختتم دنيا بقولها:
"أحلم أن أكون مُدرسّة في مجال تخصصي الذي درَستْ، ولأنّ القدر لم يسمح لي أن ألتحق بالأساطير، أعطاني مجال جديد أبدع فيه وأعبر من خلاله عن الناس. ورسالتي لكل سيدة تمتلك القدرة على عمل ولو شيء صغير بجانب الفنون والإبداع لا تتردد في العمل وخوض التجربة، وكل شخص فينا يقاوم بطريقته ليكون مصدر تفاؤل بحياة غيره، والفن رسالة راقية لها معانٍ سامية.
 

المزيد من الصور
"مواهب ولّدها الحجر المنزلي"
"مواهب ولّدها الحجر المنزلي"
"مواهب ولّدها الحجر المنزلي"
"مواهب ولّدها الحجر المنزلي"
"مواهب ولّدها الحجر المنزلي"
"مواهب ولّدها الحجر المنزلي"
"مواهب ولّدها الحجر المنزلي"
تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017