الرئيسية / الأخبار / فلسطين
معبر قلقيلية.. رحلة آلاف العمّال مغمسة بالوجع
تاريخ النشر: الأربعاء 17/08/2022 14:25
معبر قلقيلية.. رحلة آلاف العمّال مغمسة بالوجع
معبر قلقيلية.. رحلة آلاف العمّال مغمسة بالوجع

نابلس-وكالة سند للأنباء
عقارب الساعة تقترب من الثالثة فجرا، عندما حطّت بنا المركبة على أطراف معبر قلقيلية شمالي الضفة الغربية، بانتظار تجمع آلاف العمال قبل شق طريقهم نحو أعمالهم في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948.

مرّت دقائق معدودة اقتصرت الحركة أثناءها في المعبر على عشرات المحال والبسطات تعرض بضاعتها على العمّال، تتنوع بين مخابز ومطاعم ومحلات بقالة وخضار ومشروبات ساخنة.

فيما جنود الاحتلال في نقطة المراقبة العسكرية يترصدون كل شاردة وواردة عبر كاميرات المراقبة الأمنية المنصوبة على برج وجدران عالية حصينة.


المفاجأة الأولى لنا كانت من أول الواصلين إلى المعبر، مواطنتان، إحداهن مسنة تقترب من العقد السابع من العمر ترافقها مواطنة تصغرها بأقل من 3 عقود، يقول صاحب مطعم إنهن عاملات في القطاع الزراعي أجبرتهن ظروفهن للعمل بجانب عشرات النسوة ممن وقفت عند المعبر على استحياء، ورفضن الحديث والتقاط صور لهن.

كلما تقترب عقارب الساعة من الرابعة فجرا، تبدأ أروقة المعبر وساحاته تزدحم بالعمال، منهم من يتناول فطوره باكرا وعلى وجه السرعة، وآخرون يقتنون احتياجات استهلاكية ليومهم من خبز ومعلبات وخضروات، ولا يكاد أحدهم لا يتناول مشروبا ساخنًا قبل أن يحجزوا مكانا لهم بالمسالك والمعابر الحديدية مع اقتراب موعد فتح بوابات المعبر.

أصوات باعة البسطات والمحال التجارية تتعالى في المكان تحاول القفز على ضوضاء المكان؛ في مسعى لجذب زبائنهم، فهم يسترزقون بشكل أساسي من أوقات مرور هؤلاء العمال في رحلتي الذهاب والإياب.

استوقفنا العامل الستيني إبراهيم زين الدين شرح بكلمات موجزة معاناته كغيره من الآلاف قبل أن ينطلق لحجز دوره في المعبر، قائلا: "نعاني من أجل لقمة العيش وستر الحال. أمامنا مسؤوليات في البيت وغيره".

ويضيف أن "الصعوبة ليس في الصباح الباكر فقط، وإنما في العودة مساء حيث لا تتوفر مركبات كافية".

من بلدة عورتا جنوب نابلس، حضر العامل أحمد شراب، قال خلال وقفته بالمعبر لمراسل "وكالة سند للأنباء": "أخرج من بيتي الساعة الثالثة إلا ربع فجرا، وأعود في السابعة مساء، وأحيانا تكون زحمة على المعبر سواء في الدخول وفي طريق العودة".

ولا يختلف الأمر مع العامل إبراهيم أبو مريم من نابلس، الذي يتجه يوميا للعمل عند الساعة 2 ونصف فجرا، وينتظر مرحلة فتح البوابة في الرابعة ليدخل مع أكثر من 20 ألف عامل.

في حين، يشكو العامل علاء رضوان من قرية سالم استمرار وجود ظاهرة "السمسرة"، حيث يضطر بعض العمال لدفع (2700 شيكل) للسمسار من أجل الحصول على تصريح.

ويقول رضوان إنه يكاد يتمكن من توفير هذا المبلغ لعدم توفر عمل يومي.

وبدا العامل أحمد سلامة من مخيم عسكر ناقما على عدم التفاتة المسؤولين إلى معاناة العمال كما أخبر وكالة سند للأنباء.

ويقول سلامة: "أين المسؤولين؟ هناك حوادث يصاب ويموت فيها عمال، كما أن أزمة المعابر صعبة، ولا أحد ينظر إلينا".

وتقول سكرتيرة المكتب اللوائي لاتحاد نقابات عمال فلسطين في محافظة قلقيلية ورئيسة نقابة عمال النقل بالمحافظة تمام عبد الحفيظ، إن قرابة 17 ألف عامل فلسطيني يتنقلون يوميا على معبر قلقيلية.

وتضيف عبد الحفيظ أن العدد يصل إلى 21 ألف أيام الأحد أي مطلع كل أسبوع، فمنهم من يمكث ويبيت طيلة الأسبوع في مكان عمله.

وتشير إلى أن من بين العمال نحو 300 امرأة، ينقص عددهن ويزيد حسب المواسم، حيث يرتفع في موسم الزراعة ويتقلص إلى 150 عاملة في غيره.

ولفتت الانتباه إلى معاناة العاملات على المعبر، خاصة أثناء أعمال التفتيش واحتجازهن لساعة معينة حتى يسمح لهن بالمرور.

 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017