"ريحاوي يا موز"، عبارة لا تكاد تخلو من أسواق الخضار والفواكه في الضفة الغربية، إلا أنها تواجه خطر الاندثار؛ نتيجة التحديات التي تواجهها زراعة الموز في أريحا منذ سنوات، والتي أدت لانخفاض إنتاجه للنصف خلال السنوات العشر الأخيرة.
ويتميز الموز المزروع في أريحا بجودته العالية، وبطعمه الذي ينافس أفضل أنواع الموز في العالم، وتعد شجرة الموز "شجرة وطنية"، إلا أنها باتت تواجه اليوم تحديات كبيرة تهدد باختفائها تدريجيًا.
ومن أبرز التحديات التي تواجه زراعة الموز في أريحا، عدم القدرة على التصدير وضعف المنافسة مع المنتج الإسرائيلي، إضافة لارتفاع تكلفة الإنتاج، وانتشار الزحف العمراني، والمشاريع السياحية على حساب الأراضي الزراعية المخصصة لزراعة الموز.
تقلّص الحقول إلى النصف
المزارع الفلسطيني جهاد محاليس، يشير إلى أن تلك التحديات تهدد استمرار زراعة الموز في أريحا، لافتًا لانخفاض الإنتاج إلى النصف في السنوات العشر الماضية، في ظل تقلّص الأراضي المزروعة؛ بعد أن كانت هناك مساحات كبيرة جدا مخصصة لزراعة الموز".
ويوضح "محاليس"، أن منطقة الأغوار وأريحا تتمتعان بالحرارة العالية والرطوبة المناسبة، مما يجعلها مكانًا مناسبًا لزراعة الموز، مشيرًا إلى أن شجرة الموز في أريحا تعد من النوع "البلدي".
ويردف: "أهم التحديات التي تواجه زراعة الموز في أريحا تتمثل في عدم القدرة على التصدير للخارج، حيث تتراكم كميات ضخمة من الموز في المنطقة بسبب عدم وجود أسواق خارجية تستقبل هذا المنتج، وهو ما أدى لإتلاف أطنان من الموز في الفترة الأخيرة".
وبحسب بيانات فلسطينية رسمية، تبلغ المساحة الكلية المزروعة بالموز في أريحا نحو 1170 دونما، في حين يبلغ معدل إنتاج الدونم الواحد 4 أطنان سنويا، ليصل بذلك مجموع الإنتاج الكلي لنحو 3000 طن سنويًا.
ويلفت ضيفنا لتزايد التكاليف المالية لزراعة الموز وعدم قدرة المزارعين على تغطيتها يعدان تحديًا كبيرًا آخر، ويضيف: "الأراضي الزراعية المخصصة لزراعة الموز تتعرض للزحف العمراني والمشاريع السياحية، مما يهدد بشكل كبير استدامة هذا القطاع".
ويختم "محاليس" حديثه بدعوة المجتمع الفلسطيني لدعم زراعة الموز في أريحا عبر شراءه والمساهمة في الحفاظ على هذا الإرث الزراعي الوطني، وفق تعبيره.
ويحتاج الموز لتربة قليلة الملوحة، ومياه عذبة، وهذان العنصران أصبحا غير متوفرين بالدرجة المطلوبة في أريحا، ناهيك عن أن ربح دونم الموز قد يصل إلى 1000 شيقل، في حين أن ربح دونم النخيل قد يصل إلى 10 آلاف شيقل، وفق بيانات لوزارة الزراعة الفلسطينية.
وتشير الوزارة إلى أن قلة كميات المياه في السنوات الأخيرة بأريحا أدت لارتفاع نسبة الملوحة في آلاف الدونمات التي أصبحت غير صالحة اليوم لزراعة الموز، فعلى سبيل المثال، كانت منطقة العوجا مزروعة بقرابة 2000 دونم من الموز، وبعد سيطرة الاحتلال على راس النبعة في المنطقة، وسرقة المياه منها، أصحبت هذه المنطقة غير صالحة لتلك الزراعة.
سند