الرئيسية / الأخبار / فلسطين
مواقع تاريخية تحتاج إلى الاهتمام والحماية
تاريخ النشر: السبت 30/12/2023 20:17
مواقع تاريخية تحتاج إلى الاهتمام والحماية
مواقع تاريخية تحتاج إلى الاهتمام والحماية

كتب قسام سمري

منذ بداية حرب ٧ من أكتوبر ٢٠٢٣ حتى لحظة اعداد هذا التقرير، شهدت مدينة غزة تدميرات كبيرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي. فقد قام الاحتلال بتدمير عدة مواقع آثرية في المدينة، مما أسفر عن فقدان كبير للتراث الثقافي والتاريخي. فقد تم استهداف العديد من المباني الأثرية والمواقع التاريخية، مما ألحق أضراراً جسيمة بالتراث الثقافي للمنطقة؛

دكتورة منى أبو حمدية الباحثة في التراث والاثار وعضو الامانة العامة في الاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطيني -تقول
اهم ما يمكن الحديث عنه انه فلسطين شهدت حقباً تاريخية مهمة جدا مثل عصور ما قبل التاريخ (العصر الحجري والعصر الحجري النحاسي)، والعصر البرونزي (المبكر والوسيط والمتأخر)، والعصر الحديدي. 
واكبت فلسطين سلسلة من الحروب التي نفذت من قبل قبائل الكريتيين والتي استوطنت على شواطئ يافا وغزة، حتى سُميت "فلسطين " باسم القبيلة الكريتية الغازية والتي اندمجت مع الكنعانيين، وهم سكان البلاد الأصليين. ومع الايام انتشر هذا الاسم وأصبح سكان البلاد كاملةً كنعانيين عرباً.

لعل ابرز ما يجعل الاحتلال جريئا بل و وحشيا في عملية التهويد هو استحداث ابتكره الصهاينة والحاقدين وهو"دولة إسرائيل" بالاضافة الى ترويج وتسويق فلسطين على أنها "أرض بلا شعب … لشعب بلا أرض " كل ذلك لبسط نفوذهم وسرقة موروثنا الثقافي بل وتهويد المنطقة وتجيير كل حجر وأثر لصالح اليهود وهذا ما يطلق عليه بعملية التهويد او بنظري الشخصي هو عملية "سطو على التاريخ "
ولكن التراث الفلسطيني القائم اليوم هو خير شاهد ليرد بالحقائق التاريخية والمتمثلة بوجود هذا الارث على الرواية الصهيونية التي تزعم بملكيتها لهذا الكنز التاريخي ؛ولكن هذا لا يكفي ومن هنا اطالب كل المنظمات التي تعنى بحماية الموروث الثقافي غير المادي والمادي ان تقف على حد مسؤولياتها تجاه عمليات التهويد وتجاه كل التهديدات من قبل هذه اللصوص الصهيونية المتجبرة ، تلك الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الثراث الثقافي ومؤسساته والتي بمجملها تسعى الى ترسيخ سياسات المحو والإحلال وتهويد المكان واثبات روايتها الصهيونية بل ومحاربة الحقيقة التاريخية الفلسطينية.

العمارة التقليدية في فلسطين جزءًا مهمًا من موروثنا الثقافي الذي بدوره يشكل هويتنا الفلسطينية. فالعمارة التقليدية في فلسطين وما تمثله من طُرُز متعددة ومتنوعة من الفن المعماري والتي واكبت فترات زمنيّة مختلفة، اضافت طابع فلسطيني على المكان يميزه عن غيره من الفن المعماري كما ان هنالك تميز في المواد التي استخدمها المعماريون على مر الزمان ايضا فلسطين تمتلك أسلوبًا معماريًا واسعًا ومتنوعًا لا يمكن تصنيفه ببساطة وفقًا للفترات التاريخيّة فحسب، وإنمّا حسب طبيعة المواد المُستخدمة أيضًا، بالإضافة إلى كل تلك الميزات فقد امتزجت هذه العمارة المحلية التقليدية بالعمارة الاجنبية بسبب الدول التي احتلت البلاد وحكمتها
وفي هذه البلاد تجد القلاع والحصون نتيجة الحروب والغزوات التي شهدتها البلاد على مر التاريخ، ايضا في فلسطين تجد مباني لمساجد وكنائس ودور عبادة وغير ذلك. ولعل ابرز ما يميز مواد العمارة في فلسطين هو حجارتها التي صنع منها هذا الفن العريق لصلابته وجماله وجودته.

استثمرت العديد من البلدان التراث الفلسطيني ليس كونه مخزون وفير من التاريخ والذاكرة الفلسطينية ومكون اساسي للهوية بل لاستخدامه كعجلة للتنمية واستثمار الطلاقات الكامنة فيه والبعض يطلق على التراث الثقافي في فلسطين "النفط الأبيض" لما يحمل في طياته من أبعاد غير محدودة تؤهله لأن يكون رافعة اقتصادية من الطراز الأول وعجلة تنمية اجتماعية لا يمكن الوصول إلى بديل عنها.


للأدب علاقة وطيدة توثق التراث الشعبي الفلسطيني وللتراث اهمية في بناء الفكر العربي الفلسطيني فقد اصبح الاديب الفلسطيني يستثمر التراث في كثير من اعماله الادبية لانتاج فن ادبي مميز كما ويحافظ الادب العربي على اهم مكونات التراث كالحفاظ على اللغة الاصيلة والمفردات المتوارثة عبر الاجداد بالاضافه لتسليط الاديب الضوء على الحقائق التاريخية التي توثق الاحداث في الاعمال الأدبيةمن الصعب جدا في هذه المقابلة وان طالت الالمام والحديث بكل ما واكبته فلسطين من حضارات واحداث مهمة تركت اثرا قد اثرى من تراثها ومخزونها المعرفي والثقافي. وتعتبر فلسطين مهد الديانات السماوية الثلاثة وحاضنة لمختلف الحضارات ومركزا لأهم المعالم الدينية والشواهد التاريخة

ان اللغة العربية هي اللغة السائدة في فلسطيني وهي التي تلقون فيها تعليمهم الاساسي في مدارسهم وفيما يخطون في كتاباتهم وهذا بدوره يعزز تمسك الفلسطيني بتراثه اللغوي العميق كما وان اللبس التقليدي الفلسطيني يتزين به اهل فلسطين بكل المحافل الدولية من ارتدائهم للكوفية والتي ترمز الى كفاح ونضال الشعب الفلسطيني على مر الازمان، وايضا للثوب الفلسطيني حكاية لا تنتهي من شمال فلسطين الى جنوبها بكل غرزة تطرزها نساء فلسطين وبكل الالوان.

ومن هنا وفي كل مكان وبالقدس تحديدا كل التحية والتقدير على صمودهم وتشبهم بهويتهم الفلسطينية امام اعتى آلة حرب بالمنطقة والتي تظهر بالثبات والصمود وعدم مغادرتهم لبيوتهم و ممتلكاتهم وارثهم الطويل بل وطال الامر تقديم ارواحهم فداءً لهذا التراث الذي تركه الاجداد امانة في اعناقهم ولا بد هنا ان اشير الى العقيدة والايمان الراسخات في قلوب الفلسطينيين في القدس بثباتهم ومقاومتهم لاضخم تهويد بالمنطقة

 

 

لا تزال الاكلات الشعبية الفلسطينية حاضرة في اغلب المناسبات الفلسطينية وفي بيوتنا
وفي كل مكان، فرغم هذه التغيرات الحديثة التي تمر فيها فلسطين من دخول اكلات مستحدثة للمجتمع الفلسطيني ومن وجبات سريعة الا ان المجتمع الفلسطيني لا زال متمسكاً بتراثه وهويته ولا سيما في مجال المأكولات التقليدية
بالاضافة الى ممارسات الاحتلال ووجود اللص الاول في المنطقة لهذا التراث ونسبه له، لاثبات روايته المزيفة امام العالم انه يوجد لديه ارث على هذه الارض؛ مع كل هذا فإن المائدة الفلسطينية لا زالت تزخر وتتفنن بالأكلات الفلسطينية التقليدية وتزين موائدها بها ايماناً بعقيدتهم الراسخة بحقهم الارثي دليل هويتهم.

ومن هذه المأكولات التراثية السماقية والتي تشهدها اغلب الاعراس والمفتول والمسخن
في فصل الشتاء والخبيزة والمقلوبة والمجدرة والكثير الكثير من الاكلات الشعبية والتي يجب تسجيلها على لائحة التراث العالمي، كما وان هذه الاكلات تعتبر صحية وتحتوي العديد من العناصر الغذائية الهامة لصحة الانسان كالطحين والزيت والحليب وغيرها.

بلا شك شعبنا يخوض اصعب صراع شهده العالم اجمع وهو الصراع على الهوية.
الجهود الفلسطينية في كل المحافل الدولية وعلى جميع الاصعدة والمستويات العالمية والمحلية لا تتوقف ولن تتوقف حتى نيل حقها وانتزاعه من براثن الاحتلال. فهي تسعى جاهدة ليلا نهارا للتصدي لكل محاولات التهويد والتزييف ونقض رواية الاحتلال المبنية على التحريف والتضليل. فلسطين تسعى جاهدة لتسجيل عناصر التراث الفلسطيني على لائحة التراث العالمي

لعل ابزز ما ناله الاهتمام الشعبي والرسمي من التراث الغير مادي يتمثل بالحكاية الشعبية الفلسطينية والتي تم تسجيلها على لائحة التراث الغير مادي لدى اليونسكو عام ٢٠٠٨ م ومن ثم جاء تسجيل التطريز الفلسطيني ضمن القائمة التمثيلية في اليونسكو للتراث الغير مادي عام 2022م وهذا العام ٢٠٢٣م ومنذ اقل من اسبوع تم تسجيل الدبكة الفلسطينية على قائمة التراث العالمي
وتسعى وزارة الثقافة الفلسطينية في العام ٢٠٢٥ م ان تسجل الصابون التقليدي " النابلسي " على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي بعد ان تم تقديم الطلب للمنظمة وضمن الشروط والمعايير التابعة لمنظمة اليونسكو.

وزيرة السياحة والاثار في تصريح تقول: 5 مليون دولار خسائر قطاع السياحة يوميًا منذ بدء العدوان على قطاع غزة.
من المتوقع أن تصل حتى نهاية العام الجاري إلى 200 مليون دولار أميركي.

هذا السياق، تظهر الأهمية العظيمة للمواقع الأثرية في أنها ليست مجرد أطلال تاريخية، بل هي مفاتيح تفتح أبوابًا لاكتشاف ثقافات وحضارات عريقة، مريم مصطفى (40) عاماً من مخيم بلاطة تعمل داخل مركز يافا الثقافي -تقول يوجد داخل المركز زاوية بداخلها مجموعة من المكونات تراثية المختلفة التي تعبر عن أهمية التراث الفلسطيني. حيث قام الاحتلال على طمس تراث وسرقة العادات وتقاليد ويجب أن نعمل بكل جهد من أجل الحفاظ على تراث من خلال ترميم المواقع الاثرية والتاريخية وغيرذالك.

 

 

 

 


 

 

تابعونا على فيسبوك
تصميم وتطوير: ماسترويب 2017